NORTH PULSE NETWORK NPN

ذاكـ.ـرة لا تنـ.ـسى … متحـ.ـف الرقـ.ـة الموثـ.ـق لجـ.ـرائم مرتـ.ـزقة داعـ.ـش

تحت عنوان “ذاكرة لا تُنسى” أثمر عام ونصف العام من العمل الدؤوب، عن افتتاح هيئة الثقافة التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا متحفاً توثيقياً داخل حديقة مبنى الهيئة بالرقة، ليكون شاهداً على جرائم داعش في المنطقة، ويجسّد عبر صور فوتوغرافية نادرة، ومنحوتات مروّعة، فصولاً من الإجرام الذي طال سكان الرقة خلال سيطرة داعش بين 2014 بعد قرابة سبعة أعوام على تحرير الرقة، ظهر متحف “ذاكرة لا تُنسى”، كأول توثيق متحفي شامل لجرائم مرتزقة داعش في المدينة التي زعموا أنها باتت عاصمة لهم.

وهو ليس مجرد شاهد على الماضي، بل أيقونة تحذّر الأجيال من عودة الظلام، كما يذكّر العالم بأن العدالة الانتقالية مطلب ملحّ لكل سوريا، من الرقة إلى الساحل.

الرئيسة المشتركة لهيئة الثقافة والآثار في إقليم شمال وشرق سوريا، سرفراز شريف، أوضحت لوسائل إعلام محلية : أن المتحف يعرض  100 صورة مختارة بعناية من آلاف الوثائق التي تم الحصول عليها بعد صعوبات في التجميع، توثق تجنيد الأطفال قسراً وتدريبهم على الإعدامات الميدانية

وأضافت، سرفراز شريف: “كانت هناك انتهاكات بحق المرأة، كالحرمان من التعليم والعمل، وإجبارها على ارتداء الحجاب تحت تهديد السلاح، بالإضافة إلى تدمير المواقع الأثرية في مدينة تشكل إرثاً حضارياً يعود لآلاف السنين”.

وتابعت: “كان هناك تعدد في أساليب الإعدام الوحشية باستخدام الصلب والحرق والإغراق، وكل هذه الأساليب الإجرامية، كان ضحاياها من المدنيين الأبرياء، وخاصة في دوار النعيم الذي عُرف عالمياً بدوار الجحيم، حيث عُلّق في يوم واحد 80 رأساً من ضحايا مرتزقة داعش”.

وجسّد فنانون تشكيليون فظائع التنظيم عبر مجسّم لدوار الجحيم معلق عليه ثلاثة رؤوس جبسية ترمز لضحايا الإعدام، وتماثيل تجسد انتهاكات المرأة كتمثال امرأة مقيدة بالسلاسل، وآخر لرأس مبتور يرمز لإعدام النساء، بالإضافة إلى منحوتة المفقودين على شكل عشرات الرؤوس المجهولة، تذكيراً بآلاف الضحايا الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم.

وذكرت الرئيسة المشتركة لهيئة الثقافة لإقليم شمال وشرق سوريا أن أدوات الإعدام الأصلية التي استخدمها التنظيم، معروضة بجانب نصوص القرارات التي فرضت الصلاة الجبرية وإغلاق المحال وإعدام المعارضين، وتحويل المدارس إلى دواوين شرعية، وحذف المناهج التعليمية بذريعة أنها تعارض الشريعة الإسلامية.

وتؤكد سرفراز شريف أن الهدف ليس توثيق الألم فقط، بل توثيق صمود أهالي الرقة وتضحيات قوات سوريا الديمقراطية وقوات حماية المرأة التي حررت المنطقة من إرهاب مرتزقة داعش عام 2017.

ويعرض المتحف مقارنة زمنية بين فترة سيطرة داعش، حيث حُظرت حقوق المرأة وهُدم التراث، وبين الواقع الحالي مع مشاركة المرأة في صفوف الإدارة الذاتية وترميم المؤسسات الثقافية.

وطالبت سرفراز شريف: “بتحقيق العدالة الانتقالية لمحاسبة كل من ارتكب جرائم بحق السوريين، سواء داعش أو الاحتلال التركي الذي يواصل جرائمه في الشمال”.

والجدير بالذكر أن  المتحف  استقبل وفوداً من داخل سوريا، وسياحاً من أمريكا وسنغافورة والصين، حيث صُدموا أمام الوثائق التي تكشف تجارة السبايا الإيزيديات، عبر وثائق تسعير النساء، لتظهر في عيون السياح الصدمة العميقة ولم يستطيعوا إكمال المشاهد والمنحوتات التي تعبّر عن تلك الحقبة ووحشية أفعالها.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.