تشهد منطقة عفرين ومحيطها، الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية للاحتلال التركي شمال سوريا، تصاعداً خطيراً في وتيرة الانتهاكات بحق المواطنين الكُرد، من بينها حوادث خطف واعتقال تعسفي، تتم دون أي غطاء قانوني، وفي ظل غياب كامل للمساءلة أو الإجراءات القضائية.
وفي واحدة من أبرز هذه الانتهاكات، أقدمت دورية تابعة لما يسمى بـ”الأمن العام” في مدينة عفرين المحتلة على اختطاف الناشطة الكُردية فيدان مسلم، مديرة مدرسة “الأصدقاء”، من داخل أحد مطاعم المدينة، دون الكشف عن أسباب الاعتقال أو تقديمها لأي جهة قضائية. وأثار الحادث موجة استنكار واسعة في الأوساط التربوية والحقوقية، خاصة مع استمرار استهداف الكفاءات المحلية والنشطاء الكُرد بشكل متكرر.
كما شهدت قرية شيخويتكا/معبطلي مداهمة نفذتها “الشرطة العسكرية”، أسفرت عن اعتقال عدد من المدنيين، من بينهم المسن حيدر بن بكر سيدو (63 عاماً)، الذي لا تزال ظروف ومكان احتجازه مجهولة حتى اللحظة، ما يزيد من مخاوف أسرته والمجتمع المحلي حيال سلامته.
وفي سياق متصل، فُقد الاتصال بالشابين الكُرديين مصطفى محمد محمد وأحمد محمد بوظي من منطقة كوباني، أثناء توجههما إلى دمشق، في حادثة غامضة لم تُعرف خلفياتها أو الجهة المسؤولة عنها.
تزايد هذه الممارسات، في ظل صمت تام من الجهات المسيطرة على المنطقة وغياب أي تحقيقات أو مساءلات، يعزز المخاوف من سياسة ممنهجة تهدف إلى التضييق على الكُرد وتفريغ المنطقة من مكونها السكاني الأصلي. وتدعو منظمات حقوقية إلى تدخل دولي عاجل لحماية المدنيين ووقف هذه الانتهاكات المتكررة، ومحاسبة الجهات المتورطة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.