NORTH PULSE NETWORK NPN

حلب… نقص في الأدوية واحتكار من المعامل والصيدليات مع تجاهل حكومي

حلب- نورث بالس
تشهد مدينة حلب منذ قرابة العام تقريبا نقصاً حاداً في العديد من أصناف الأدوية بالإضافة لأسعارها المرتفعة،هذا إن وجدت، وفُقدت قوائم الكثير من الزُمر الدوائية بشكل نهائي.
وبالرغم من وجود ما يقارب الـ 1200 صيدلية ضمن المدينة إلا أن المواطن لم يعد يجد حاجته فيها، وكأن الأدوية أصبحت كبقية السلع الغذائية التي يتم المتاجرة بها، وسط تجاهل حكومي واضح دون التحرك لإيجاد حلول لتلك الكارثة.
فاليوم بات من الصعب على سكان حلب تأمين الدواء، إما لانقطاع الدواء أو لارتفاع سعرها، وفي كثير من الأحيان يمتنع بعض أصحاب الصيدليات بيعها بغية المتاجرة بها، وخاصة بعض الزمر الدوائية الخاصة بالأمراض المزمنة مثل (أمراض القلب والسكر والضغط والأمراض النفسية والعصبية، وغيرها من الأمراض التي تشكل خطر على حياة الإنسان) وسط عجز نقابة الصيدليات بتأمين الأدوية للمواطنين.
السيدة رجاء إبراهيم البالغة من العمر 37، وهي من سكان حلب تعاني من مرض السكر، تقول لشبكة “نورث بالس” إنها لا تجد دواءها في أي صيدلية في المدينة ويقولون أنه مفقود منذ ثلاثة أشهر تقريبا وأن وجد يكون بسعر خيالي ولكنها تًجبر على أخذه بسعر مرتفع.
وأضافت: “أنا لم أعد اخذ دوائي بشكل منتظم لأنني لا أستطيع دائما الشراء بهذا السعر فقد كان ثمنه 2500ليرة سورية ثم وصل إلى 12000 ليرة سورية، ودخلي لا يتناسب مع هذه الأسعار، فدخلي الشهري لا يتعدى الـ 75000 ألف ليرة سورية”.
وفي ذات السياق قالت السيدة مها الحسن بأنها تبحث عن دواء “برنتال 400” منذ أكثر من شهر ولم تجده نهائيا، وان وجدت منه فهو بسعر مرتفع وعندما السؤال عن سبب ارتفاع سعر الدواء ولماذا لا يباع كما هو مسعر على العلبة،يأتيهم الرد بان “الدولار ارتفع وهذه التسعيرة جديدة”.
وأضافت “أن بعض الصيادلة يحتكرون بيع الأدوية بحجة تامين الدواء لهم في اليوم التالي ولكن بسعر مرتفع أي ما يعادل خمس أضعاف سعر الدواء الأصلي وقالت بأنها رفعت عدت شكاوى لنقابة الصيادلة والأطباء ولم تقوم النقابة بأي إجراء بحق تلك الصيدلية”.
ومن جانب أخر، يقول الصيدلاني أدهم ونوس بأنه في الفترة الأخيرة بعض المعامل ومستودعات الأدوية باتوا يمتنعون عن بيعهم الأدوية ليرفعوا من السعر “سياسة تعطيش الأسواق” حسب تعبيره.
وأضاف: “إذا استمر الوضع على هذا الحال دون أن تلجأ الحكومة إلى وضع حلول لمساعدة الأهالي للحصول على الأدوية الضرورية وخاصة اللذين يعانون من الأمراض المزمنة والخطيرة، سيشكل خطر على حيات الكثيرين”.
وأشار ونوس أن شركة الأدوية الحكومية “تاميكو” قللت من تزويد الأسواق بكميات الأدوية اللازمة، وبالأخص بفترة ظهور وباء كورونا ولذلك الشركات الخاصة تلاعبت بالأسواق.
وقال نقيب الصيادلة محمد منجو إن شركة” تاميكو” السورية توقفت عن الإنتاج بسبب العقوبات الاقتصادية في بعض الفترات ولكنها كانت تغذي السوق ببعض أنواع الأدوية لتغطي بعض حاجات السوق من الأدوية الضرورية.
وأضاف منجو بأنهم قاموا برفع طلب لوزارة الصناعة من أجل إرسال دواء الالتهاب التي تصنعه شركة الأدوية”تاميكو” وهي بدورها أرسلت 30 طن من الأدوية وأضاف :”ولكننا تفاجأنا بان نصف الكمية تحتوي على معقمات وليس دواء التهاب مما تسبب بنقص الأدوية بشكل ملحوظ”.
إعداد: علي الاغا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.