رغم التحسن الطفيف الذي طرأ على واقع ضخ المياه في مدينة القامشلي خلال الأيام الأخيرة، لا تزال الحلول الجذرية غائبة، ما يجعل أزمة المياه مستمرة ومعاناة الأهالي قائمة، خصوصاً في الأحياء التي لم تصلها المياه بشكل منتظم حتى الآن.
و عقب ازمة خانقة استمرت لأسابيع تحسّنت ساعات ضخ المياه في مدينة القامشلي بشكل نسبي إلا أن المعاناة لا تزال مستمرة في بعض الأحياء، مع شكاوى متزايدة من ضعف الضخ واعتماد الأهالي على مصادر بديلة غير صالحة للشرب، وسط مطالبات بتكثيف المحاسبة والعمل على نقاط لمعالجة المشكلة.
حيث تشهد أحياء، أبرزها الغربي والخليج والكورنيش، أزمة مستمرة، حيث لا تصل المياه بشكل منتظم وتعاني الشبكة فيها من ضغط وانخفاض في التوزيع، ما يزيد من معاناة السكان اليومية.
ورغم بوادر تحسن جزئي، لا يزال كثير من الأهالي يعتمدون على صهاريج المياه، ما يشكل عبئاً مادياً إضافياً عليهم في ظل واقع اقتصادي صعب، يتزامن مع ارتفاع مستمر في درجات الحرارة.
الرئيس المشترك لبلدية الشعب في القامشلي صطيفو أيشوع مسعود أوضح أن البلدية كثّفت جهودها خلال اليومين الماضيين لتحسين واقع ضخ المياه، لا سيما بعد اشتداد الأزمة في الأسبوع الماضي نتيجة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي عن محطات الضخ وضعف البنية التحتية لشبكة المياه.
وأشار إلى أن البلدية قامت بتشغيل المولدات في ثلاث محطات رئيسة هي: عويجة، الهلالية، وجقجق، ما أدى إلى رفع عدد ساعات الضخ لتتجاوز 16 ساعة يومياً، وإن كانت بشكل متقطع، حيث يتم الضخ لأربع ساعات متواصلة تتبعها ساعتان من التوقف لإعادة تعبئة الخزانات.
وبيّن مسعود أن الأزمة لا تقتصر على ضعف الكهرباء، بل تتفاقم بسبب ما وصفهم بـ “أصحاب الدينموات الحرامية”، الذين يسحبون المياه بشكل غير قانوني من الشبكة العامة، ما يحرم العديد من الأهالي، خاصة في الأحياء الطرفية، من حصتهم من المياه.
وختم مسعود حديثه بالتأكيد على أن البلدية بصدد اتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين، تشمل إزالة المضخات غير المرخصة وفرض غرامات مالية على أصحابها، مشدداً على أن العمل مستمر لتحسين الضخ تدريجياً، مع تكثيف الرقابة على الشبكة والتعامل الجاد مع شكاوى الأهالي بشأن ضعف المياه وسرقتها، متعهداً بـ المتابعة بأقصى طاقة ممكنة حتى استقرار الوضع وحل أزمة المياه كاملة.
التحدي الأكبر الذي يواجه السلطات المحلية يتمثل في ضعف البنية التحتية القديمة وغياب العدالة في توزيع المياه بين الأحياء، إلى جانب الاستهلاك غير المنظم والتجاوزات التي تزيد من تفاقم الوضع.
في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتردّي الأوضاع الاقتصادية، تصبح الحاجة إلى تدخل عاجل ومنسق أكثر إلحاحاً، سواء عبر دعم فني وتقني لتأهيل الشبكة، أو عبر تفعيل الرقابة الصارمة لمنع سرقة المياه وضمان وصولها إلى الجميع بشكل عادل ومنتظم. من دون معالجات استراتيجية وطويلة الأمد، ستبقى هذه الأزمة تتكرر مع كل ضغط على الشبكة أو انقطاع في التيار الكهربائي، ما يهدد الأمن المائي لأهالي المدينة على المدى القريب والبعيد.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.