رغم موجة الفرح القصيرة التي عمّت الشارع السوري عقب سقوط حكم الأسد، سرعان ما “خابت آمال الناس من السلطة التي استلمت الحكم، وهي هيئة تحرير الشام”. وهو ما يراه السياسي السوري غياث نعيسة امتداداً لـ “السلفية الجهادية وإحدى القوى المضادة للثورة”.
وأشار إلى أن تسلُّم الهيئة للسلطة في دمشق جاء ضمن تفاهمات إقليمية ودولية بشروط محددة، لكنها سرعان ما انفردت بالسلطة، وعيّنت رئيساً انتقالياً لسوريا لمدة خمس سنوات، من دون أي تشاور مع باقي الأطراف السورية، وهي مدة انتقالية “تفوق ما شهدته أي من البلدان الأخرى في العالم.”
غياث نعيسة : إعلان دستوري غير ديمقراطي ونظام سلطوي جديد
ويقول دنعيسة أن الأسوأ من ذلك كان إصدار إعلان دستوري غير ديمقراطي، يركّز السلطة بيد أحمد الشرع، مانحاً إياه صلاحيات تفوق ما امتلكه “الدكتاتور السابق بشار الأسد منوهاً أنها ارتكبت مجازر مروعة بحق المكونات الدينية، بدءاً من العلويين في الساحل، مروراً بأشرفية صحنايا، وتفجير كنيسة مار إلياس، وانتهاءً بالمجازر الفظيعة بحق الدروز في السويداء”.
غياث نعيسة : بالرغم من اتفاقبة 10 من آذار تحريض طائفي وشوفيني ضد الكرد
وأشار نعيسة إلى توقيع رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا اتفاقاً مع قوات سوريا الديمقراطية، الل انه لم تتوقف عن التحريض على الإدارة الذاتية والشعب الكردي، عبر خطاب “طائفي وشوفيني حاد”، محذّراً من أن هذه السياسات قد تفجّر نزاعات أهلية جديدة. بما في ذلك بين صفوف السنّة التي ترفض فرض المذهب الوهابي عليها، بحسب نعيسة.
غياث نعيسة : مظلوم عبدي شخصية ذات مصداقية وخبرة واسعة، ومؤهل لقيادة المرحلة الانتقالية
ويرى نعيسة أن نموذج الإدارة في شمال وشرق سوريا قادر على قيادة المرحلة الانتقالية، قائلاً: “القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي شخصية ذات مصداقية وخبرة واسعة، ومؤهل لقيادة المرحلة الانتقالية، بمشاركة القوى الديمقراطية الأخرى، وهذا النموذج قادر على طمأنة السوريين، ووقف دوامة المجازر والانقسامات، وفتح أفق حقيقي لمستقبل أفضل”.
واختتم نعيسة حديثه بالتأكيد على أن النظام المركزي أثبت فشله، والدعوة إلى نموذج لا مركزي ديمقراطي، يتيح للأقاليم إدارة شؤونها من خلال مؤسسات منتخبة ضمن إطار دولة واحدة موحدة مشدداً على أن تجربة الإدارة الذاتية، رغم التحديات، تشكّل نموذجاً قابلاً للتعميم، لأنها تُراعي التعددية السورية، وتقدّم حلاً خلاقاً للقضايا القومية والطائفية، وتضمن المساواة والعدالة والحريات لكل السوريين والسوريات.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.