بعد أن تخلى عنهم في مواجهة د|عـ.ـش عام 2014.. عشائر الرقة وديرالزور لا تثـ.ـق بـ”أحمـ.ـد الشـ.ـرع”
تلقت جميع السفارات والبعثات الديبلوماسية، العربية والأجنبية، في دمشق يوم الاثنين، رسالة من أسعد الشيباني (وزير الخارجية لدى سلطة دمشق) حمّل فيها العشائر العربية في الجنوب السوري مسؤولية المجازر والانتهاكات التي ارتكبت بحق المواطنين من أبناء الطائفة الدرزية، في تنصل واضح من دمشق من الانتهاكات في السويداء وتحميل العشائر مسؤوليتها. ونقلت مصادر من البعثات بأن سلطة دمشق أبلغت الجميع أنه ليس لها أي علاقة بجميع المجازر التي وقعت في السويداء وأنها دخلت فقط من أجل «حفظ النظام والاقتتال الداخلي ما بين العشائر البدوية التي أعلنت النفير على السويداء وعلى أهالي السويداء» على الرغم من وجود أدلة دامغة وموّثقة تؤكد مسؤولية قوات سلطة دمشق عن تلك الجرائم. الأمر الذي أوجد حالة من الاستنكار والغضب بين العشائر التي لبت نداء سلطة دمشق لدعمها في حربها ضد الفصائل المحلية في السويداء، خاصة بعد ترك الميليشيات العشائرية وحدها في مواجهة الفصائل الدرزية وسحب السلاح الثقيل من جبهات التماس استجابة للضغوط الإسرائيلية، بالإضافة إلى التسبب بنزوح عشرات الآلاف من العشائر من محافظة السويداء وعدم تقديم ما يلزم من المساعدات الإغاثية لها.
يؤكد مراقبون على أن سلطة دمشق أحرقت ورقة العشائر باستغلال العشرات من المسلحين العشائريين كميليشيا لفرض سلطتها بالقوة على محافظة السويداء وإقليم “شمال وشرق سوريا”، ما يؤكد على ذلك فشل السيطرة على السويداء وترك مسلحي العشائر لمصيرهم، بالإضافة إلى أن العشائر العربية في إقليم شمال وشرق سوريا لم تستجب للدعاية التحريضية لكل من سلطة دمشق وتركيا والإخوان المسلمين وإيران، وفشل مخططها في بث الفتنة بين العشائر وكل من الإدارة الذاتية وقسد وذلك لانعدام ثقة العشائر بسلطة دمشق والتي تعود بداياتها في الفترة بين عامي 2013 و2015 عندما انسحبت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام التي تسيطر على السلطة في دمشق) بقيادة “أبومحمد الجولاني” (أحمد الشرع حالياً) من ديرالزور والرقة أمام تقدم تنظيم داعش دون مقاومة تذكر، فمثلاً انسحب دون قتال من الميادين ومحيطها، على الرغم من أن بعض مقاتلي وأنصار جبهة النصرة زعموا أن قادتها تعهدوا بالقتال حتى الموت في الميادين، إلا أن ذلك لم يحدث، يُذكر أن عشرات المعارك اندلعت بين عدد من عشائر ديرالزور وجبهة النصرة في محاولات الطرفين السيطرة على آبار النفط في ريف ديرالزور حيث قتل العشرات من أبناء العشائر فيها. لتقع معظم محافظة ديرالزور تحت قبضة تنظيم داعش الذي أعدم المئات من أبنائها وهجّر الآلاف منهم، وتعد المجزرة التي ارتكبها بحق أبناء عشيرة الشعيطات أكبر دليل على ذلك. وتكرر نفس الأمر أثناء تقدم داعش باتجاه محافظة الرقة في عام 2014م. واليوم في ظل محاولات سلطة دمشق بزعامة “أحمد الشرع” تأليب العشائر ضد قسد التي حررت شرقي الفرات من قبضة تنظيم داعش، يُصعّد التنظيم من هجماته على الأعيان المدنية وقوات حفظ الأمن في مقاطعتي ديرالزور والرقة. وهذا ما يُذكر أهالي المقاطعتين بحقبة داعش وخذلان جبهة النصرة لهم (سلطة دمشق حالياً) وفقاًّ للانطباع العام لدى الأهالي.
وأعلنت معظم عشائر إقليم شمال وشرق سوريا عن دعمها لكل من الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، ورفض أي دور لسلطة دمشق باعتبارها غير ممثلة للجميع وتفتقر إلى الشرعية المحلية وذلك في سلسلة اجتماعات مع التحالف الدولي في مقاطعتي ديرالزور والرقة، وذلك استناداً إلى هواجس المجتمعات المحلية من عودة داعش بقوة أكبر وخذلانهم مجدداً من قبل سلطة دمشق على غرار سلفها جبهة النصرة. وقال مشلب التركان أحد وجهاء الرقة والرئيس المشترك لمقاطعة الطبقة إنه «لا يوجد أي مطالبة من عشائر الرقة بتسليم المدينة» مؤكداً في حديث لقناة “روداو” على أنه «لم يجرِ وجهاء وشيوخ العشائر أي محادثات بخصوص تسليم الرقة للحكومة السورية». وأضاف التركان أنه «تم عقد اجتماعين مع التحالف الدولي خلال هذا الأسبوع. الأول كان مع وجهاء وشيوخ عشائر الرقة والطبقة، وتناول آلية الانخراط في الحوار مع الحكومة السورية وسبل إنجاح المفاوضات. أما الاجتماع الثاني فكان مع الهيئة الاستشارية وإدارات المجالس التشريعية والتنفيذية والقضائية، ولم يتم التطرق إلى أي شيء بخصوص تسليم الرقة». وأبدى كل من الشيخ هفل الهفل (شيخ عشيرة العكيدات) والشيخ مانع حميدي الجربا (شيخ قبيلة شمر) والشيخ حامد الفرج (شيخ عشيرة الولدة) وآل مسلط (شيوخ الجبور) وغيرهم مواقف مماثلة مؤكدين دعمهم للإدارة الذاتية وقسد.
وفي سياق حرق سلطة دمشق لورقة العشائر على الرغم من استمرارها في التعويل عليها، أكد جوشوا لانديس (مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما) أن دمشق بحاجة إلى دعم عسكري لمواجهة “قسد” شريكة التحالف الدولي، ومواجهة إسرائيل التي تدعم الدروز، موضحاً أن تركيا وحدها مستعدة لتقديم هذه المساعدة، لكنه استبعد أن تقدم أنقرة دعماً ضد إسرائيل أو التحالف الدولي، وأضاف لانديس أن سلطة دمشق اختارت استخدام القوة لفرض سيطرتها على كامل البلاد، وهو خيار نجح في الساحل لكنه لن ينجح بالضرورة في السويداء أو شمال وشرق سوريا.
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.