قـ.ـيادات د|عـ.ـش تتحـ.ـصن في مناطق سيطـ.ـرة سلـ.ـطة دمشق والتحالف يعـ.ـزز شراكته مع قسد
قال مسؤول أميركي لوكالة “رويترز” إن القوات الأمريكية وشركائها نفذوا عملية عسكرية في شمال سوريا أسفرت عن مقتل قيادي في تنظيم داعش كان يُنظر إليه على أنه «مرشح قوي لتولي قيادة التنظيم في سوريا». وفي هذا السياق أفادت مصادر مطلعة إن مروحيات التحالف الدولي برفقة قوات خاصة من قسد انطلقت في فجر يوم الأربعاء من قاعدة “صرين” بريف كوباني ونفذت عملية إنزال جوية واقتحام منزل في بلدة “أطمة” بريف إدلب الشمالي استهدفت قيادياً بارزاً في تنظيم داعش يدعى “صلاح نومان” (عراقي الجنسية) أسفرت عن مقتله أثناء محاولته الهروب، ورجحت مصادر أخرى أن يكون “نومان” هو نفسه زعيم التنظيم في سوريا “أبو حفص القرشي”، ولم تعلق قوات سوريا الديمقراطية، أو قوات التحالف حتى اللحظة على العملية التي انطلقت من المنطقة، إلا أن مصادر عراقية وصفت نومان بأنه «أحد أخطر المطلوبين لضلوعه في تنشيط وتحريك خلايا التنظيم داخل سوريا».
وأثارت ازدياد العمليات التي تستهدف قادة التنظيم في مناطق سيطرة سلطة دمشق والتي تعد ضمن مجال النفوذ التركي الكثير من التساؤلات حول مدى هشاشة الوضع الأمني في هذه المناطق ومدى الأمان الذي تشعر به هذه القيادات في مناطق السلطة وخاصة محافظة إدلب التي كانت معقلاً لهيئة تحرير الشام المسيطرة حالياً على السلطة في دمشق، وبحسب المعلومات تعد إدلب ومناطق أخرى تحتلها تركيا من الشمال السوري منذ سنوات ملاذاً لمتزعمي داعش، إذ قتلت القوات الأمريكية زعيم داعش السابق أبو بكر البغدادي في قرية باريشا عام 2019، وخليفته أبو إبراهيم الهاشمي القريشي في أطمة عام 2022، وفي 24 تموز الفائت قُتل والي ما يسمى “ولاية الخير والبركة” في تنظيم داعش (تسمية التنظيم للمنطقة الشمالية الشرقية من سوريا) المدعو “ضياء زوبع مصلح الحرداني” واثنين من مرافقيه وهو عراقي الجنسية ومتورط في مجزرة الشعيطات عام 2014م بريف ديرالزور الجنوبي، خلال عملية إنزال جوي نفذتها قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن ومشاركة قسد في مدينة الباب بريف حلب الشرقي. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان “رامي عبدالرحمن” في لقاء اعلامي يوم الأربعاء على أن العديد من قيادات داعش مختبئة في مناطق سيطرة سلطة دمشق، في محافظات حلب وإدلب ودرعا وديرالزور وحماة ومناطق أخرى.
وفي هذا السياق، حذر وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب “فلاديمير فورونكوف” من أن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش لا يزال «متقلباً ومعقداً» حيث يواصل التنظيم وفروعه إظهار مرونة وقدرة على التكيف رغم جهود مكافحة الإرهاب المتواصلة. وأكد المسؤول الأممي في إحاطته أمام مجلس الأمن يوم الأربعاء أن تنظيم داعش لا يزال نشطاً في العراق وسوريا، ويعمل على استعادة قدراته العملياتية في منطقة البادية، ويجدد جهوده لزعزعة استقرار السلطات المحلية في إشارة إلى الإدارة الذاتية. وأضاف أنه في سوريا: «لا يزال الوضع هشاً منذ سيطرة هيئة تحرير الشام على البلاد. ويواصل داعش استغلال الثغرات الأمنية، والانخراط في عمليات سرية، وإثارة التوترات الطائفية في البلاد».
ويرى مراقبون إقدام التحالف الدولي على استقدام تعزيزات عسكرية ضخمة من ضمنها معدات عسكرية متطورة وتجهيزات لوجستية جواً وبراً إلى قواعده في شمال وشرق سوريا وتكثيف مناوراته العسكرية وتدريباته القتالية مع قوات سوريا الديمقراطية، تعد مؤشراً قوياً على استعدادات لمعارك واسعة قد تكون في البادية أو محافظتي حلب وإدلب. وتشهد سماء مناطق الإدارة الذاتية منذ بداية الشهر الجاري تحليقاً مكثفاً لطائرات التحالف وشهد يوم الأربعاء تحليقاً فوق مطار المزة العسكري في دمشق. وأفاد المرصد السوري بأن قوات التحالف الدولي وبمشاركة قسد نفذت عمليات أمنية استهدفت مخابئ وأوكار للتنظيم في مناطق متفرقة من سوريا، بالإضافة إلى تنفيذ استهدافات طالت قياديين وجهاديين ينتمون لـ “حراس الدين” و”جند الأقصى” عبرالطيران المسير بالإضافة إلى أشخاص داخل مخيم الهول متهمين بتهريب وتدريب أفراد وعائلات التنظيم، وقال المرصد أنه وثّق 45 عملية للتحالف الدولي بمشاركة قسد ضد خلايا داعش في مناطق متفرقة من سوريا، أسفرت عن مقتل 11 عنصراً من بينهم منتمين لتنظيم “حراس الدين” مجهولين الهوية بالإضافة إلى اعتقال نحو 91 متهماً بالانتماء للتنظيم.
ويؤكد خبراء في شؤون مكافحة الإرهاب على أن القيادة المركزية الأمريكية عززت شراكتها الاستراتيجية مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وأشارت مصادر إلى أن قسد أصبحت في أوساط الاستراتيجيين في الغرب عنصر لا يمكن الاستغناء عنه في محاربة الإرهاب وسط دعوات لتوسيع مشاركتها في عمليات خارج سوريا. وفي هذا السياق انتقد تقرير مكتب المفتش العام الأميركي، للربع الثاني من هذا العام، إغلاق القوات الأميركية لعدد من قواعدها في شمال شرقي سوريا، وقال: «قامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بإغلاق 3 قواعد عسكرية في وادي الفرات الأوسط، هذه القواعد كانت تمثل عنصر توازن وتنسيق بين (قسد) والعشائر العربية في المنطقة..». ويضيف التقرير: «إن الحرب على (داعش) تدخل مرحلة الاحتواء والمراقبة بدلاً من المواجهة المباشرة. هناك قلق واضح من ضعف إمكانات حراسة السجون ومخيمات النازحين، التي تحتوي على آلاف من أفراد (داعش) وعائلاتهم». التقرير الذي يمثل نقطة تقاطع بين المؤسسات الأمريكية الأكثر تأثيرا على الإدارة الحاكمة، وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية الأميركية، يُعبر فعليا عن قلق الولايات المتحدة من تفكك الوضع في حال تخلي أميركا عن قوات سوريا الديمقراطية وفقاً لما نقلته مجلة “المجلة” عن مصادر أمريكية. وفي هذا السياق، أدخل مشروع قانون الإنفاق الدفاعي الأمريكي للعام الحالي، بنوداً تُقيّد إمكانية سحب القوات الأمريكية من سوريا من قبل أي رئيس أمريكي دون إجراءات تشريعية وسياسية طويلة، تُلزم الحصول على إجماع سياسي، وليس مجرد قرار من البيت الأبيض. فحسب التقرير، يُلزم «مشروع القانون وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بتقديم شهادة رسمية تؤكد أن أي انسحاب أميركي من سوريا، لن يضر بمهمة هزيمة تنظيم داعش». ويتضمن مشروع قانون الإنفاق الدفاعي لعام 2025، منع خفض أو دمج القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا، دون إشعار مسبق للكونغرس، بحسب التقرير. كما يؤكد مشروع القانون، على «وجوب أن يشمل التقرير المقدم للكونغرس، تقييما لأي ثغرات في الدعم أو التدريب المقدم لقوات سوريا الديمقراطية». وهو مشروع نال توافقاً سياسياً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.