في ظل تزايد التهديدات والهجمات المتكررة من قبل الفصائل التابعة للاحتلال التركي كثّفت قوات سوريا الديمقراطية خلال الأيام الأخيرة من تحصيناتها العسكرية ورفعت من مستوى جاهزيتها الميدانية في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا
وأكدت مصادر ميدانية أن التحركات شملت مناطق دير حافر ودير الزور، حيث وصلت تعزيزات كبيرة تضم آلاف المقاتلين من قوات النخبة، إلى جانب إرسال آليات عسكرية ثقيلة ومئات الطائرات المسيرة من طراز “بروسك”، في إطار تعزيز القدرات الدفاعية.
كما تم نشر وحدات القناصة على طول خطوط التماس مع مناطق سيطرة ما تُعرف بـ”فصائل الحكومة المؤقتة”، تحسباً لأي هجوم مفاجئ.
ووفقاً لقيادات عسكرية في قسد، فإن هذه الخطوات تأتي ضمن سياسة الدفاع المشروع، وتهدف إلى حماية الاستقرار والأمن في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية من أي محاولات لزعزعة الوضع الميداني أو استهداف المدنيين.
وأضافت المصادر أن قوات قسد مستمرة في تطوير قدراتها الميدانية، بالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي (الآسايش)، لمنع أي تسلل أو هجمات إرهابية قد تستهدف البنى التحتية ومناطق الإدارة المدنية.
تأتي هذه التحركات في سياق تصاعد التهديدات الإقليمية التي تحاول إعادة خلط الأوراق في شمال وشرق سوريا، خصوصاً مع استمرار أنقرة في استخدام الفصائل التابعة لها كورقة ضغط ميدانية وسياسية.
ويرى مراقبون أن الجاهزية العالية لقسد تعكس انتقالها من مرحلة “الدفاع الموضعي” إلى استراتيجية ردع متكاملة، هدفها ترسيخ معادلة الاستقرار ومنع تكرار سيناريوهات الاحتلال التي شهدتها عفرين وسري كانيه.
كما يؤكد هذا التوجه أن الإدارة الذاتية الديمقراطية تراهن على بناء توازن ردع مستدام يحمي التجربة المدنية ويمنع القوى الإقليمية من فرض أجنداتها على حساب إرادة شعوب المنطقة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.