NORTH PULSE NETWORK NPN

انتخابات شكلية وعزوف شعبي واسع في سوريا

تشهد انتخابات مجلس الشعب التي تجريها الحكومة الانتقالية في دمشق حالياً حالة غير مسبوقة من العزوف الشعبي، حيث بدت صناديق الاقتراع شبه خالية في معظم المناطق. ويرى مراقبون أن هذه الانتخابات شكلية ولا تعبّر عن الإرادة الحقيقية للسوريين، بل تأتي كمحاولة لإظهار مظهر الشرعية أمام الخارج.

فقد تم إقصاء مناطق واسعة من البلاد عن المشاركة، من بينها شمال وشرق سوريا، والسويداء، والساحل السوري، إذ تعتبرها السلطة “مناطق خارجة عن الإجماع الوطني”، رغم أن هذه المناطق تؤكد انتماءها إلى النسيج الوطني السوري المتنوع وتطالب فقط بـ نظام ديمقراطي عادل يضمن المواطنة المتساوية والتمثيل الحقيقي لكل السوريين.

وتشير الوقائع الميدانية إلى أن نسبة المشاركة كانت شبه معدومة، حيث فضّل معظم المواطنين مقاطعة العملية الانتخابية تعبيراً عن رفضهم لاستمرار النهج السلطوي القائم على الإقصاء واحتكار القرار السياسي.

ويؤكد ناشطون في مناطق الإدارة الذاتية أن الحل الحقيقي لا يكون عبر انتخابات شكلية، بل من خلال حوار وطني شامل يشارك فيه جميع السوريين على أساس الاعتراف بالإدارة الذاتية كنموذج ديمقراطي يضمن العدالة والمساواة بين المكونات.

تكشف هذه الانتخابات عن عمق الأزمة السياسية في سوريا، حيث تحوّلت مؤسسات الدولة إلى أدوات شكلية لإعادة إنتاج السلطة ذاتها دون أي إصلاح حقيقي.

ويؤكد محللون أن العزوف الشعبي الواسع يعكس انتهاء مرحلة “الخوف من الدولة” وبداية مرحلة الوعي الشعبي والسياسي لدى السوريين، خصوصاً في المناطق التي تتبنى مفاهيم الإدارة الذاتية والديمقراطية التشاركية.

ويرى متابعون أن أي مسار سياسي قابل للحياة في سوريا يجب أن ينطلق من إقرار التعددية واللامركزية الديمقراطية، والاعتراف بحق المكونات في إدارة شؤونها ضمن إطار وطني جامع، وهو ما تمثله تجربة الإدارة الذاتية كخيار واقعي ومستدام لمستقبل البلاد.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.