NORTH PULSE NETWORK NPN

“إرث شعبي” مازال النجار “فيض الله” يحافظ على بقائه إلى اليوم 

ديرك- نورث بالس

رغم تطور الصناعات الحديثة، لا يزال النجار “فيض الله” يستمر بصناعة “المهود التقليدية الخشبية للأطفال”، التي تعتبر من الصناعات الشعبية وتصارع البقاء إلى يومنا هذا.

فيض الله محمد في العقد الخامس من العمر، يملك ورشةً نجارة صغيرة قديمة يديرها بمفرده في مدينة ديريك (المالكية) أقصى شمال وشرق سوريا يقول: “المهود التقليدية الخشبية كانت أكثر طلباً في القديم كونها كانت أكثر راحة للأطفال حديثي الولادة، إلا إن في الراهن ظهرت الكثير من الأنواع الحديثة منها وبدأت الأسر تلجأ إلى استخدامها لأطفالهم لذا خف الطلب على المهود التقليدية”.

تعلم فيض الله محمد صناعة مهد الأطفال (الهزاز) من والده منذ صغره، وكانت هذه المهنة سبباً في بتر أحد أصابع يديه عندما كان شاباً، ورغم إصابته استمر في مزاولة مهنته، وأصبحت مصدر رزقه منذ حوالي الـ 40 عاماً.

يقول فيض الله ” تركت المدرسة في المرحلة الابتدائية بسبب ظروفنا المعيشية الصعبة لأساعد والدي في صناعة مهد الأطفال وأتقنت فيما بعد هذه المهنة، ومن ثم طورت ورشتي من خلال صناعات أخرى مثل صناعة أثاث المنازل من أبواب خشبية وغرف النوم والطاولات والكراسي الخشبية”.

وأضاف فيض الله إلى أن المهد (الهزاز) التقليدي لا تأخذ صناعتها وقتاً طويلاً ولكن نجد صعوبة أحيانا بتأمين بعض المواد بسبب انقطاعها من السوق لارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء لأوقات طويلة لذلك نتأخر في صناعتها، ويستغرق صناعة كل مهد يوماً واحداً في حال توفر الكهرباء”.

وعن أسعار المهود أشار فيض الله بأن الأسعار متفاوتة ويتوقف سعر كل قطعة حسب القياس والحجم ونوعية الأخشاب التي يصنع منه.

ويعتبر فيض الله النجار الوحيد الذي يعمل في مدينة ديرك في هذه المهنة ويمارسها منذ أربع عقود دون كلل ويحاول المحافظة على هذا الإرث الشعبي حتى الآن.

إعداد: ن.ع

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.