انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين بسجن عدرا في ريف دمشق
واقع السجون والمعتقلات في ظل الحكم الجديد بسوريا لا يختلف كثيرا عما كان عليه خلال فترة حكم عائلة الأسد الأب والابن، بحسب ما تؤكد تقارير حقوقية، بينها تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان نقل شهادات لذوي المعتقلين في سجن عدرا المركزي بريف دمشق.
المرصد السوري تحدث عن تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية والصحية داخل السجن حيث يتعرض المعتقلون للتعذيب وسوء المعاملة من قبل السجانين، إلى جانب انتشار واسع للأمراض واكتظاظ شديد في أماكن الاحتجاز مشيرا إلى أن غالبية معتقلي السجن من عناصر النظام السوري السابق الذين ألقوا السلاح وسلموا أنفسهم على أمل عقد تسوية من السلطات الجديدة.
وبحسب شهادات متطابقة أدلى بها عدد من الأهالي الذين يزورون أبناءهم، فإنهم ظهروا خلال الزيارات بحالة إنهاك جسدي ونفسي واضحة ووجود آثار ضرب وتعذيب على أجساد بعضهم. وبحسب هؤلاء الشهود فإن عدداً من المعتقلين يُحتجزون في زنازين انفرادية مكتظة في ظروف تفتقر لأدنى معايير الصحة والسلامة.
المرصد كشف أيضا عن محاولات لإجبار المعتقلين للتوقيع على إفادات جاهزة تفيد بأنهم قاموا بقتل المتظاهرين، علماً بأن معتقلي سجن عدرا هم من العسكريين الذين لم يكونوا على تماس مباشر مع المظاهرات والمتظاهرين.
ذوو المعتقلين أكدوا انتشار الأمراض ولا سيما مرض الجرب المنتشر بشكل كبير بين المعتقلين، وسط غياب شبه تام للرعاية الطبية والأدوية، ما فاقم من معاناة المحتجزين، خاصة في ظل البرد القارس وانعدام وسائل التدفئة والملابس والأغطية وسوء التهوية داخل المعتقلات.
كما أوضحت شهادات أهالي المعتقلين أن إدارة السجن تفرض رقابة مشددة على الزيارات، وسط عجزهم عن مساعدة أبنائهم أو حتى الاطمئنان عليهم في كثير من الأحيان، في ظل تدهور حالتهم الصحية والنفسية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.