تتداول منصات إعلامية ومواقع تواصل اجتماعي روايات تحاول تصوير العلاقة بين أبناء المدن السورية والعشائر العربية بوصفها علاقة عدائية بطبيعتها، إلا أن الوقائع على الأرض تكشف أن هذا التوتر مصنَّع سياسيًا أكثر منه انعكاسًا لحالة مجتمعية حقيقية.
ويُظهر رصد للخطاب العام في دمشق وحلب ومدن أخرى، وجود رفض شعبي متزايد لزجّ العشائر العربية في الصراعات المسلحة أو تقديمها كقوة صدامية، خصوصًا في ظل محاولات بعض الأطراف استخدام العشائر كأداة ضغط أو مواجهة.
في المقابل، يبرز واقع مختلف في شمال وشرق سوريا، حيث تشكّل العشائر العربية جزءًا أصيلًا من النسيج الاجتماعي، وتعيش حالة شراكة فعلية مع المكوّن الكردي ضمن نموذج الإدارة الذاتية، القائم على التعايش، والاعتراف المتبادل، وحماية المكونات دون تمييز.
وتؤكد شخصيات عشائرية أن الكرد كانوا، ولا يزالون، الجار الأقرب والداعم الحقيقي للعشائر، بعيدًا عن منطق الاستغلال أو التوظيف السياسي، وهو ما ينسف السرديات التي تحاول زرع الفتنة بين المكونات.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.