قـ.ـوات سوريا الديمقراطية… درع الإنسـ.ـانية في مواجـ.ـهة إرهـ.ـاب د١عـ.ـش
شكّلت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) منذ تأسيسها واحدة من أبرز القوى العسكرية التي تصدّت لتنظيم داعش الإرهابي، وخاضت معارك مصيرية دفاعاً عن شعوب شمال وشرق سوريا، وعن الإنسانية جمعاء، في مواجهة أخطر تنظيم إرهابي عرفه العالم الحديث.
ومنذ انطلاق عملياتها العسكرية، لعبت قسد دوراً محورياً في تفكيك البنية العسكرية والأمنية لداعش، عبر سلسلة من الحملات النوعية التي أنهت سيطرته الجغرافية، ووضعت حداً لمشروعه القائم على القتل والإبادة وطمس التنوّع.
معارك مفصلية أنهت “دولة الخلافة”
قاد مقاتلو ومقاتلات قسد معارك تاريخية، بدءاً من الدفاع الأسطوري عن كوباني، مروراً بتحرير منبج، والطبقة، والرقة، وصولاً إلى معركة الباغوز التي شكّلت الضربة القاضية لداعش عسكرياً.
هذه المعارك لم تكن مجرّد عمليات عسكرية، بل محطات فاصلة أنقذت ملايين المدنيين من بطش التنظيم، وقطعت الطريق أمام تمدده الإقليمي والدولي.
تضحيات جسيمة في سبيل الحرية
دفعت قوات سوريا الديمقراطية ثمناً باهظاً في حربها ضد الإرهاب، حيث قدّمت آلاف الشهداء والجرحى من مختلف مكوّنات المنطقة، في تجسيد حيّ لفلسفة الأمة الديمقراطية والشراكة بين الشعوب.
وقد تحوّلت هذه التضحيات إلى أساس أخلاقي وسياسي لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، القائم على حماية الإنسان وكرامته دون تمييز قومي أو ديني.
محاربة الإرهاب… مسؤولية مستمرة
ورغم القضاء على “الخلافة” المكانية لداعش، تواصل قسد عملياتها الأمنية والعسكرية لملاحقة خلايا التنظيم النائمة، وإحباط مخططاته الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار، بالتوازي مع حماية مراكز احتجاز عناصر داعش، في ظل تقاعس دولي عن تحمّل مسؤولياته.
وتؤكد قسد أن معركتها مع داعش ليست عسكرية فقط، بل فكرية وأمنية ومجتمعية، ما يتطلب دعماً دولياً حقيقياً، ومعالجة جذرية لملف التطرف، وعدم السماح بعودة التنظيم بأشكال جديدة.
قسد… قوة استقرار لا ميليشيا
أثبتت قوات سوريا الديمقراطية أنها قوة نظامية منضبطة، تعمل ضمن رؤية دفاعية تحمي السكان، وتحترم القانون الدولي الإنساني، وتنسّق مع قوى التحالف الدولي في إطار محاربة الإرهاب، بعيداً عن منطق الفوضى أو الانتقام.
وفي وقت تشهد فيه مناطق أخرى من سوريا فلتاناً أمنياً وصعوداً لقوى متطرفة، تبرز مناطق شمال وشرق سوريا كنموذج نسبي للاستقرار، بفضل الدور المحوري لقسد ومؤسسات الإدارة الذاتية.
لم تكن بطولات قوات سوريا الديمقراطية حدثاً عابراً، بل مساراً نضالياً مستمراً، حمى المنطقة والعالم من أخطر تهديد إرهابي، ورسّخ معادلة جديدة قوامها:
قوة تحمي التنوّع، وتدافع عن الحرية، وتواجه الإرهاب نيابة عن الإنسانية جمعاء.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.