شهدت مناطق واسعة من الساحل والداخل السوري، ليل أمس، تصعيداً أمنياً خطيراً تمثّل بسلسلة اعتداءات وأعمال عنف طالت مدناً وأريافاً في اللاذقية وجبلة وحماة وحمص، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق الأوضاع نحو حالة من الفوضى وتهديد السلم الأهلي.
في ريف حماة الغربي، تعرّضت بلدة المحروسة لهجوم نفذته مجموعة من المسلحين كانوا يستقلون دراجات نارية، حيث أقدموا على إلقاء قنابل وإطلاق نار عشوائي استهدف منازل المدنيين ومحالهم التجارية، ما تسبب بأضرار مادية كبيرة وبثّ حالة من الذعر والخوف بين السكان، دون ورود معلومات مؤكدة عن وقوع إصابات بشرية.
وفي مدينة حمص، سُجّلت توترات داخل السكن الجامعي، ترافقت مع إطلاق هتافات ذات طابع طائفي من بعض الوحدات السكنية، إضافة إلى شعارات أثارت استياءً واسعاً بين الطلاب، الأمر الذي استدعى حالة استنفار أمني داخل الحرم الجامعي في محاولة لمنع توسّع التوتر واحتوائه.
أما في اللاذقية، فقد شهدت عدة أحياء، من بينها المشروع السابع وحي الزراعة ودوار الأزهري، اعتداءات نفذها مؤيدون للحكومة الانتقالية، شملت تكسير سيارات ومحال تجارية وممتلكات خاصة، إلى جانب توجيه عبارات طائفية بحق أبناء الطائفة العلوية. كما أفادت مصادر محلية بدخول مجموعات من الشبان المسلحين بالعصي والسكاكين إلى حي الرمل الشمالي، ما أثار حالة من الخوف والهلع في صفوف الأهالي.
وفي مدينة جبلة، تعرّضت محال تجارية في محيط دوار العمارة للتكسير، في حين أقدمت قوات الحكومة الانتقالية على إغلاق مداخل بعض الحارات ومنع التنقل بينها، في محاولة لاحتواء التوتر ومنع امتداده إلى مناطق أخرى.
كما تم توثيق حادثة اعتداء صادمة في مدينة اللاذقية، حيث تعرّض طفل للضرب والإهانة وأُجبر على “التبرؤ من العلوية”، في مشهد أثار موجة غضب واستنكار واسعَين على المستويين الشعبي والحقوقي، واعتُبر دليلاً خطيراً على تصاعد خطاب الكراهية والتحريض الطائفي.
وفي هذا السياق، حذّر الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى، في بيان صدر في ساعة متأخرة من ليل أمس، من الانجرار إلى ما وصفه بـ“فخ الحرب الأهلية”، داعياً السوريين إلى عدم الانسياق وراء الاستفزازات والتمسك بالحكمة ورفض الفتنة، مؤكداً أن إشعال الصراع الداخلي لا يخدم حقوق السوريين ولا مستقبلهم، بل يصبّ في مصلحة أعدائهم.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تمر به البلاد، ما يزيد من القلق حيال قدرة الجهات المعنية على ضبط الأوضاع الأمنية ومنع تفاقم العنف، في ظل مطالبات متزايدة بحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداءات، ووقف أي ممارسات من شأنها تعميق الانقسام المجتمعي وتهديد الاستقرار الهش.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.