NORTH PULSE NETWORK NPN

آلدار خليل: الهدف من حصار الشِّيخ مقصود والأشرفيّة والشَّهباء ضرب مشروعنا الدّيمقراطيّ

لا يزال حيّا الشِّيخ مقصود والأشرفيّة في حلب، وكذلك مناطق الشَّهباء بريف حلب الشِّماليّ، يخضعان لحصار جائرٍ من قبل قوّات الحكومة السُّوريّة، حيث تمنع إدخال أيّ من المواد الغذائيّة إليهما، وخاصّة الطّحين، فلم تعمل الأفران فيهما منذ نحو خمسة عشر يوماً، كذلك زادت من إجراءاتها الأمنيّة الحواجز الأمنيّة الثّلاثة المنتشرة حول الحي، وتعمد على التضييق على سكّان الحي، فلا تسمح لحمل أكثر من مبلغ /150/ ألف ليرة سوريّة لإدخالها إلى الحي، كذلك تفرض إتاوات باهظة على السّلع التي تدخل الحيّ.

يتساءل العديد من مواطني الحيّين، حول هدف قوّات الحكومة السُّوريّة من هذه الإجراءات، وما هو المستجدّ الذي دفع بها لاتّخاذ الإجراءات، وهل لها أبعاد أخرى، سياسيّة وعسكريّة، تتجاوز مسألة منع إدخال الدّقيق والمحروقات، أم أنَّ المتسبب هو “الفرقة الرّابعة” فقط، وليس للحكومة السُّوريّة القدرة على ضبطها، وما دور تركيّا واتّصالاتها الأخيرة مع الحكومة السُّوريّة، وما أشيع أنَّها تسعى إلى تطبيع العلاقات معها، فهل هي صفقة ما بين تركيّا والحكومة السُّوريّة، خاصَّة إذا ما ربطناها بالهجمات التركيّة المستمرّة على معظم مناطق شمال وشرق سوريّا، وكذلك مناطق الشَّهباء؟

هذه وغيرها من الأسئلة حملناها إلى عضو هيئة الرّئاسة المشتركة في حزب الاتّحاد الدّيمقراطيّ (PYD) السيّد “آلدار خليل”، فأجاب عليها مشكوراً.

لو وافقنا على العمل مع تلك الأطراف، من المؤكَّد أنَّ النِّظام لكان قد انتهى

عرج “خليل” في بداية حديثه على الظروف التي انطلقت فيها الثّورة السُّوريّة، والتي سرعان ما تحوّلت إلى أزمة أتت على الأخضر واليابس، فقال: “كما تعلمون أنَّه منذ عام 2011 مواقفنا كانت – ولاتزال – واضحة بالنِّسبة لحلّ الأزمة السُّوريّة، عبر المشروع الدّيمقراطيّ الذي طرحناه، وهو لم يتغيّر من حيث المبدأ، رغم بروز توجّهات متعدّدة ومختلفة آنذاك، منها مطالبة بإزالة النِّظام وإسقاطه، ورحيل بشّار الأسد، وأن تسيطر حركة الإخوان المسلمين على السُّلطة، وبالتّالي تكون سوريّا تابعة مباشرة لتركيّا.

وتابع القول: “على العكس من ذلك؛ لم نحصر أنفسنا ضمن إطار ضيّق بالمطالبة بإسقاط السُّلطة على غرار غيرنا، بل أكَّدنا مراراً أنَّنا نمثّل النَّهج الثّالث، ولسنا طرفاً في الصراع على السُّلطة بين النِّظام والمعارضة، بل سعينا إلى تحقيق مجتمع وادارة ديمقراطيّة في سوريّا”.

وأضاف “طرحنا حينذاك حلّاً من شقّين؛ أوّلهما معالجة وحلِّ القضيّة الكُرديّة في سوريّا على أساسٍ عادلٍ، من خلال مشروع الأمّة الدّيمقراطيّة، وأن يَتُمَّ الاعتراف بوجود الكُرد كشعب له ثقافة وتاريخ ولغة وحضارة، وثانيهما طرح حَلٍّ للمعضلة السُّوريّة، بحكم أنَّها تعيش أزمات وصراعات عديدة ولعقود مضت، فكان مشروعنا يؤكِّدُ على حلول للأزمات السُّوريّة بشكل سياسيّ وسلميّ ويَنبُذُ الحروب والصراعات وسفك الدِّماء”.

وشدَّد عضو هيئة الرئاسة المشتركة في (PYD) على أنَّه “لم يكن موقفا حياديا وسلبيّاً كما تصوَّره البعض، أي لم نكن دون مشروع للحَلِّ، حيث لم نبقَ متفرّجين ونتأمّل ما ستؤول إليه الأمور في سوريّا، بل كُنّا صنّاع حلول”.

وأسهب “خليل” في شرح موقفهم كحزب وشعب وإدارة “أبدينا مقاربَةً مختلفة عن باقي الأطراف الفاعلة في الأزمة السُّوريّة، والتي كانت جزءاً منها، حيث أكَّدنا على “الثّورة الدّيمقراطيّة” في سوريّا، في حين تمحورت مساعي غيرنا حول كيفيّة الاستحواذ على السُّلطة. ولو وافقنا على العمل مع تلك الأطراف، من المؤكَّد أنَّ هذا النِّظام لكان قد انتهى، وكانت الأمور نتائجها مختلفة، حيث أنَّ تلك الأطراف لم تتمكّن من فرض سيطرتها على كامل الجغرافيا السُّوريّة، وفشلت في استمالة الشَّعب السُّوريّ لتأييدها وتنفيذ مشاريعها على الأرض السُّوريّة”.

وأرجع سبب فشل أطراف المعارضة في تحقيق أهدافها؛ لأنَّها لم تطرح مشروعاً ديمقراطيّاً، وانها سلمت ارادتها لتركيا والقوى الخارجية موضِّحاً أنَّه بالأساس لم تكن أهدافها أفضل من المشاريع التي كان يطرحها النِّظام سابقاً، حسب وصفه.

كما قال بأنَّ النِّظام أيضاً لم يبادر إلى طرح حلول ناجعة كفيلة بتجنيب سوريّا من الكوارث التي واجهتها.

ونوَّهَ بأنَّه “زاد إصرارنا على التمسّك بالنَّهج الدّيمقراطيّ في إجراء تغييرات جذريّة في سوريّا، لقناعتنا بأنَّ أساليب العنف والمراهنة على الخارج لن تجديَ نفعاً لحَلِّ الأزمة السُّوريّة”.

وأردف “خليل” بالقول: “كنتيجة لذلك؛ كثَّفت تركيّا والمجموعات المرتزقة المرتبطة بها من معاداتها لنا، وطبعاً يأتي النِّظام في المرتبة الثّانية في منظورهم. ومردّ هذا العداء؛ أنَّ مشروعنا يتناقض مع أجنداتهم في السيطرة على السُّلطة، وبالتّالي فتح الحدود أمام تركيّا لتصول وتجول فيها كيفما يحلو لها”.

لا يمكن حصر الخلاف مع “الفرقة الرّابعة؛ فهي جهة تنفيذيّة وليست مصدر القرار

وأشار إلى أنَّه “كما تعلمون أنَّ لتركيّا مشروعها الاحتلاليّ المُسمّى بـ”الميثاق الملّي”، حيث تعتبر مناطق شمال سوريّا وشمال العراق مثل كركوك والموصل أراضٍ تركيّة ويجب أن تخضع لسلطتها وسيادتها”.

واستطرد “خليل” بالقول: “نحن بالمقابل طوّرنا مشروعنا الدّيمقراطيّ، حيث شكّلنا الإدارة الذّاتيّة الدّيمقراطيّة والمجالس المحلّيّة والمدنيّة، وتَمَّ تمثيل كُلّ مكوّنات المنطقة فيها من (كرد، عرب، سريان- آشور…)، وحقَّقت الأمن والاستقرار في مناطقها”.

ولفت “خليل” بالقول: “لا يخفى على أحد أنَّ تركيّا دفعت بكُلّ التنظيمات الإرهابيّة لمحاربتنا، وعلى رأسها “جبهة النُّصرة وداعش”، وعندما فشل وكلاؤها المحلّيّون من تنفيذ أجنداتها؛ لم تتوانَ عن التدخّل مباشرة واحتلال أجزاء كبيرة من الأراضي السُّوريّة، مثل (جرابلس، الباب، إعزاز، ادلب) وبعدها عفرين وسري كانيه وكري سبي. فتركيّا لا تريد النَّجاح والتطوّر لهذا المشروع”.

وعن موقف الحكومة السّوريّة من الإدارة الذّاتيّة، قال عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتّحاد الدّيمقراطيّ (PYD)، قائلاً: “في الحقيقة إن أرادت حكومة دمشق مصلحة سوريّا والشَّعب السُّوريّ، فيجب عليها أن تتوصّل إلى اتّفاقٍ مع الإدارة الذّاتيّة الدّيمقراطيّة، فعبر أساليب الضغط والحصار لن يتوصّلوا إلى أيّ نتيجة تُذكر، ولا يمكن حصر الخلاف مع “الفرقة الرّابعة فقط”، فهذه الفرقة موجودة منذ سنوات، لكن ما استجدّ هو أنّ الذين توصّلوا إلى اتّفاقات وتفاهمات مع تركيّا، أعطوا التعليمات للفرقة الرّابعة لتنفيذ تلك التفاهمات، فالأخيرة هي جهة تنفيذيّة وليست مصدر القرار. فموضوع الفرقة الرّابعة هو “تقنيٌّ”، والأهمّ في هذا الموضوع هو العقليّة التي يتعامل بها النِّظام مع مجمل القضايا”.

نحن ملزمون بالدِّفاع عن أهلنا في الشَّهباء والشِّيخ مقصود والأشرفيّة

وعن المفاوضات بين الإدارة الذّاتيّة الدّيمقراطيّة وحكومة دمشق حيال الحصار المفروض على حيّي الشِّيخ مقصود والأشرفيّة، قال “خليل”: كُلّ هذه المستجدّات، وبعد مفاوضات دامت أكثر من خمسة عشر يوماً؛ ومحاولات التّواصل مع دمشق والبحث عن سبل منع حدوث هذه المشاكل. لكن لم نتلقَ أيَّ ردٍّ إيجابيّ منها، ولم تبادر دمشق إلى حَلِّ تلك المشاكل. وفي النِّهاية نحن ملزمون بالدِّفاع عن أهلنا في الشَّهباء والشِّيخ مقصود والأشرفيّة وجميع المناطق السُّوريّة، عبر ممارسة الضغط على حكومة دمشق لحملها على حَلِّ تلك المشاكل. وما حصل في الحسكة وقامشلو جاء كردِّ فعل على ممارسات النِّظام في حصار حيّي الشِّيخ مقصود والأشرفيّة ومناطق الشَّهباء”.

وعلّق “خليل” على سؤال حول مستقبل الحيّين، بالقول: “رغم ما حصل في كُلٍّ من قامشلو والحسكة، إلا أنَّ النِّظام مازال لا يستطيع أن يتخذ قراراً يتراجع فيه عن موقفه تجاه أهالينا في مناطق الشَّهباء وحلب، ويوقف ممارساته ضُدَّهم. ولا تزال الأمور قيد المناقشة، ولا تزال هناك اتّصالات لحَلِّ القضيّة. وكُنّا قد أكَّدنا سابقاً أنَّ لا نيَّة لنا في الانفصال عن سوريّا، أو إلغاء تواجد مؤسَّسات الدّولة السُّوريّة في مناطقنا، ومهما كان، فنحن إدارة ذاتيّة وهي جزء من سوريّا، وليس لدينا تحرُّكٌ خارج هذا الإطار، وما تَمَّ من جانبنا كان مجرَّدَ جواب على ما قام به النِّظام تجاه مناطق الشَّهباء وحيّي الشِّيخ مقصود والأشرفيّة، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه

مرتبط بالنِّظام، الذي من المفترض أن يبادر إلى إلغاء الإجراءات الاستثنائيّة عن تلك المناطق والأحياء ورفع الحصار عنها”.

تركيّا وراء فرض الحصار

وحول الأبعاد السِّياسيّة للحصار، ردَّ “خليل” بالقول: “الموضوع يتجاوز حدود حلب ودمشق، فتركيّا دفعت بالنِّظام لفرض الحصار، وفي ذات الوقت بدأت بهجمات عسكريّة همجيّة شرسة ضُدَّ مناطقنا، حيث ان النظام الفاشي في تركيّا يدرك بان تطور الديمقراطية ومشروع الادارة الذاتية الديمقراطية يشكل خطرا على استمراره وجوده كدولة احتلالية.

وأشار إلى أنَّ تركيّا تستمرّ بهجماتها العدوانيّة على مناطقنا في الشَّمال والشَّرق والغرب، مستهدِفَةً المدنيّين والشَّخصيات الوطنيّة، وكذلك مراكز ونقاط قوّات الحماية الذّاتيّة ومقار المؤسَّسات المدنيّة التّابعة للإدارة الذّاتيّة الديمقراطية وكوادرها أيضاً.

وتطرَّق “آلدار خليل” إلى الاتّفاقات التي أبرمتها تركيّا مع أطراف إقليميّة، “كما اتّفقت تركيّا مع الحزب الدّيمقراطيّ الكُردستانيّ بهولير في باشور كُردستان لمحاصرة مناطق شمال وشرق سوريّا، فيما أقنعت رئيس الوزراء العراقيّ مصطفى الكاظمي ببناء جدار عازل بين مناطقنا ومناطق شنكال، رغم أنَّ الكاظمي لا يملك تلك الصلاحيّات في اتّخاذ قرارات إستراتيجيّة كهذه، حيث أنَّ حكومته هي الآن حكومة تصريف أعمال في ظِلِّ أزمة حكوميّة وخلاف على انتخاب الرَّئيس. فالجدار يُعيد الفصل بين أبناء الشَّعب الكُرديّ على كلا الطرفين، في روج آفا وباشور، ويعيد إحياء اتّفاقيّة سايكس – بيكو التي قُسِّمت بموجبها المنطقة. كما أنَّه – أي الجدار – يكرّس حالة الفصل والانفصال بين العراق وسوريّا، وفق “خليل”.

النِّظام السُوريّ لم يدرك اللُّعبة التركيّة، وخضع لضغوطاتها

وحول زيارة رئيس وزراء إقليم كُردستان “مسرور البارزاني” لكُلٍّ من أنقرة ولندن، علَّق بالقول: “في حين أنَّ زيارة رئيس حكومة إقليم كُردستان “مسرور البارزاني” إلى كُلٍّ من أنقرة ولندن، كانت بهدف ضرب المشروع الدّيمقراطيّ في المنطقة، وكذلك محاولة إضعاف حركة الحرية الكُردستانيّة. فهم مقتنعون تماماً أنَّ نجاح المشروع الدّيمقراطيّ في المنطقة؛ سيقلّص فرص استمراريّة حكمهم للمنطقة بالطريقة الحالية. فبات معروفاً للقاصي والدّاني الفساد المستشري في إدارات حكومة إقليم كُردستان والنَّهب المنظَّم والممنهج لثروات جنوب كردستان من قبل فئة محدَّدة، لذلك نسقوا مع أنقرة ولندن لضمان بقائهم على الحكم وحماية سلطتهم من خلال الاستجابة لمطالب اشراكهم في حرب الابادة التي تشنها تركيا ضد الوجود الكردي.

وخَلُصَ “خليل” إلى أنَّ “الموضوع أكبر من حصار حيّي الشِّيخ مقصود والأشرفيّة ومناطق الشَّهباء، فهي حملة عدوانيّة تركيّة شاملة تستهدف العراق وسوريّا معاً. ولكنَّ اللّافت أنَّ النِّظام السُوريّ لم يدرك هذه اللُّعبة، وخضع للضغوطات التركيّة”.

وأعاد التذكير بموقف حكومة إقليم كُردستان، بالقول: “هولير أيضاً تورّطت في مساعدة تركيّا لاحتلال أراضٍ في إقليم باشور كردستان، فهي تتعاون مع تركيا في احتلال أراضيها، وهذا منافٌ للقيم الوطنيّة بشكل عام، فهم لا زالوا جزءاً من العراق، وعلى عموم شعبنا أن يدركَ حقيقة أنَّنا أمام مخطَّطٍ استعماريٍّ جديد يَطال المنطقة برمّتها، وليس كما يروّجون له بأنَّه موجَّهٌ ضُدَّ حزب أو حركة أو شعب معيّن، بل هو مشروع احتلاليٍّ جديد بُدِئ بتنفيذه في المنطقة، وإن استمرَّ الأمر بهذا الشَّكل؛ فإنَّ المنطقة بأكملها ستتضرّر”.

وأوضح “طبعاً توجد دول داعمة لهذا المشروع، وأخرى متضرّرة منه، لذلك على جميع الدّول والقوى والأطراف التي يمثّل هذا المشروع تحدّياً وجوديّاً وتهديداً لها؛ أن تتكاتف وتتعاون في إفشال هذا المخطَّط الطورانيّ”.

تركيّا تشترط على النِّظام عدم الاعتراف بالإدارة الذّاتيّة الدّيمقراطيّة

“خليل” أوضح أسباب التّقارب بين الحكومة السُّوريّة وتركيّا، بالقول: “بناءً على ما تقدّم؛ فإنَّ تركيّا تعمل على ضرب هذا المشروع الدّيمقراطيّ الوليد في شمال وشرق سوريّا، وانطلاقاً من موقفها المعادي لهذا المشروع؛ ارتأت أن تستأنف علاقاتها مع دمشق وتتّفق معها، مع العلم أنَّ أردوغان في كثير من المرّات ذكر في خطاباته المتعدّدة سابقا بأنَّه يتوجّب على بشّار الأسد الرَّحيل، وأنَّ نظامه غير شرعيّ. ولكنّه عندما تيقَّنَ بأنَّ هذا المشروع يتطوّر يوماً بعد آخر؛ أدار بوصلته نحو النِّظام السُّوريّ”.

وحول الشّروط التي تضعها تركيّا أمام الحكومة السُّوريّة، قال: “وفق هذه الرؤية؛ تواصلت تركيّا مع النِّظام السُّوريّ عبر رئيس جهاز استخباراتها حقّان فيدان. نحن نرى بأنَّ أكبر الضغوط تُمارس على النِّظام من قبل تركيّا، ليس لجهة دعمها للمجموعات المرتزقة التي تدعمها وتأويها تركيّا، بل لجهة تنازل الأوّل عن كُلِّ اشتراطاتها السّابقة مقابل عدم الاعتراف بالإدارة الذّاتيّة في شمال وشرق سوريّا، وألا يخطو النِّظام السُّوريّ أيَّ خطوة في المفاوضات مع الإدارة، والتي وإن تمّت وتوصّلت لنتائجَ؛ لكانت في مصلحة جميع السُّوريّين، فتركيّا لا تقبل بأيّ خطوة من شأنها إقرار حقوق الشَّعب الكُرديّ، ولا الوصول إلى نظام ديمقراطيّ في سوريّا”.

وعن محاولات تركيّا احتلال المزيد من الأراضي السُّوريّ، قال: “تركيّا لا تزال تحاول احتلال مزيد من الأراضي في سوريّا والعراق، مقابل ممارسته الضغوط على النِّظام، حيث يبدي النِّظام التركي عدم ارتياحه من وجود الإدارة الذّاتيّة في شمال وشرق سوريّا وامتعاضه منها، وكذلك في مناطق الشَّهباء المتاخمة لمنطقة عفرين، وفي حيّي الشِّيخ مقصود والأشرفيّة. وتلمّح تركيّا أنَّ وجود الشَّعب الكُرديّ ومعه مكوّنات سوريّة أخرى في تلك المناطق، إنَّما يعني بالنِّسبة لها استمرار المقاومة ضُدَّ الاحتلال التركيّ، وبالتّالي إمكانيّة تحرير عفرين، وعودة أهاليها إليها، وهي تدرك تماماً أنَّه مهما طال الزَّمن سيعود أهالي عفرين إليها محرَّرة من الاحتلال التركيّ ومرتزقته”.

وأشار إلى أنَّه “من جهة أخرى تعلم تركيّا أنَّ استمرار احتلالها لأجزاء من سوريّا، مثل إدلب وجرابلس والباب وإعزاز وعفرين، يجعلها ذو تأثير مباشر على حلب أيضاً، فهي تحاول عبر هذه الخطوط والمناطق ضرب الكُرد في الشِّيخ مقصود والأشرفيّة”.

للشِّيخ مقصود والأشرفيّة تأثير كبير على حلب، لذا فإنَّ تركيّا تحرِّض النِّظام ضُدَّهما

وعن أهميّة حيّي الشِّيخ مقصود والأشرفيّة ومقاومتها في حلب، نوَّهَ إلى أنَّه “تدرك كُلٌّ من تركيّا والنِّظام السُّوريّ أنَّ للشِّيخ مقصود والأشرفيّة تأثير كبير على باقي أحياء حلب، وكلاهما يعلمان جيّداً أنَّه عندما هاجمت المجموعات المرتزقة مدينة حلب؛ فإنَّ حيّي الشِّيخ مقصود والأشرفيّة قاوما ودافعا عن نفسهما وعن باقي أحياء حلب لوحدها. ففي عام 2016 وبمقاومة الحيّين؛ تَمَّ تحرير ستّة أحياء أخرى في حلب. وبذلك منعت المرتزقة من فتح خط ارتباط بين حلب والمناطق التّابعة لها في الرّيف، مما اثر على المعادلة العسكريّة والسَّيطرة، رغم الإمكانات المتواضعة للحيّين، ونتيجة فشل المرتزقة في الحفاظ على المناطق التي سيطروا عليها في حلب وعدم إمكانيّة إدارتها؛ والأهمّ من ذلك هزيمتهم أمام مقاومة الحيّين؛ انسحبوا منها”.

وفي ختام حديثه، قال عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتّحاد الدّيمقراطيّ (PYD) السيّد “آلدار خليل”: “منذ ذلك الحين؛ تركيّا تضغط على الكُرد وكذلك على باقي المكوّنات المتواجدة في الحيّين عبر اتّباعها عدّة أساليب وطرق، وتحاول منعهم من إدارة أنفسهم وفق أسس مشروع الأمَّة الدّيمقراطيّة. الضغوط التركية على النِّظام وصلت لمستوى تهديد العاصمة دمشق ومدينة حلب بأكملها، عبر التَّلويح بتمركز مرتزقتها في جوار المدينتين، وخاصّة أنَّ العديد من مجموعات المرتزقة تتواجد بالقرب من حلب في الباب وإعزاز وعفرين وريف حلب الغربيّ وريف إدلب وبإمكانها تهديد أمن حلب”.

وخلص إلى القول: “تركيّا تدرك أنَّ مركز المقاومة في حلب هو الشِّيخ مقصود والأشرفيّة، لذلك فهي تنتقم من حيّي الشِّيخ مقصود والأشرفيّة عبر تحريض النِّظام ضُدَّهما”.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.