NORTH PULSE NETWORK NPN

اتفاق الكرد مع أكبرِ أحزاب المعارضة في البرلمان.. صفعة جديدة لأردوغان!

آلان معيش – كاتب وصحفي كردي
باتت واضحة جداً عنصرية بعض الأحزاب التركية ضد الكرد، فرغم وجود خلافات كبيرة بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وبعض الأحزاب الأخرى، إلا أن جميعها تتفق على موقف واحد عندما يتعلق الأمر بالكرد. وهنا أخص بالذكر، حزب “الخيّر” التركي الذي تقوده ميرال أكشينار. فكثيراً ما وجدنا هذا الحزب ينتقد سياسات أردوغان ويصفها بالفاشلة ويحذر من أنها تقود البلاد إلى الهاوية، ولكن عندما طرح حزب العدالة “تفويض قواته عاميين إضافيين بالتوغل في سوريا والعراق”، سرعان ما وافقت أكشينار وتوابعها عليه.
ولكن بغض النظر عن مواقف تلك الأحزاب، فإن نتائج التصويت في البرلمان التركي خلقت مرحلة جديدة ستكون صعبة أمام حلف العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية. حيث تبيّن أن رفض حزب الشعب الجمهوري للمقترح، الذي سيؤدي إلى حرب ومجازر، في البرلمان، سيكون له تداعيات قاسية على نظام الرجل الواحد. ففي الانتخابات المحلية عام 2019، اتفق كل من حزب الشعوب الديمقراطي (المهتم بشؤون الكرد) وحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، على الإطاحة بالحزب الحاكم، وساهما في طرده من أكبر المدن التركية.
وتكمن أهمية رفض “الشعب الجمهوري” للمقترح في الأمور التالية:
1 – لن يكون حزب الشعب الجمهوري شريكاً في المجازر وانتهاكات الجيش التركي ضد الكرد بعد الآن، وسيواجه الحزب الحاكم بكل قوته، وأوضح موقفه أيضاً، بأن سياسات الإبادة الجماعية ضد الكرد قد وصلت إلى مرحلة الانهيار وعدم الجدوى منها.
2 – بات أردوغان ومجلسه العسكري أكثر عزلة في تنفيذ مخططاتهم ضد الكرد، وضعيفاً في نظر القوى العالمية.
3 – نعلم جيداً أن سبب رفض المقترح بالنسبة للحزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي مختلف الدوافع والأهداف، إلا أن تحالف أردوغان ضد الكرد والفاشية التي أراد خلقها قد انهارا تماماً، وخاصة بعد مسرحية الانقلاب العسكري عام 2016.
4 – استمرار التعاون بين الكرد وأكبر أحزاب المعارضة في الإطاحة بنظام أردوغان، سيعمّق الأزمة الاقتصادية في البلاد، والتي من شأنها أن تكون “الضربة القاضية” لرئيس البلاد العنصري.
من المؤكد أن القوات التركية ستبقى في سوريا والعراق لحينٍ، تزامناً مع التهديدات المستمرة لنظام أردوغان الفاشي بإطلاق عملية عسكرية جديدة ضد قوات سوريا الديمقراطية، وسيسعى أردوغان جاهداً وراء الحصول على الضوء الأخضر من موسكو وواشنطن. وإن تمكن من ذلك؛ فإن هذه المرة سيكون الداخل التركي رادعاً قوياً أمام نوايا أردوغان، خاصة أن تهاوي الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي وازدياد نسبة البطالة والفقراء في تركيا، والعلاقات السيّئة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ستكون أوراق قوية بيد المعارضة التركية، التي تسعى للإطاحة به وبنظامه.
ولكن ربما تَخوّفُ أردوغان من الانهيار، سيجعله يتوجه إلى الشروع بخطوات شبيهة بعام 2016، عندما افتعل “انقلاباً عسكرياً” وخلق “للدولة التركية” أعداءً خياليين، ليتمكن من إلقاء القبض عليهم وزجهم في السجون، بحجة حماية الأمن القومي التركي، وبذلك استطاع الحفاظ على كرسي عرشه.
وكل الاعتقاد أن الكرة هنا هي في ملعب الكرد، فهل سيستغلون هذه الأمور ويغضون الطرف عن بعض النقاط الخلافية مع أحزاب المعارضة، ويتمكنون من إيقاف العمليات العسكرية ضد “روجآفا” وحل القضية الكردية بالحوار؟
ربما الأيام القليلة القادمة ستجيب على هذا السؤال، وحتى ذلك الوقت قد تحدث مفاجآت عديدة لا تسرُّ أردوغان ونظامه الديكتاتوري المعتمد على إراقة دماء الكرد في كل أجزاء كردستان.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.