NORTH PULSE NETWORK NPN

انتخابات مجلس الشعب… الأسد حاول فرض ستار الشرعية على سلطته!

محمد محمد – نوررث بالس

لم تدم الثورة السورية طويلاً، لتتحول لأزمة أكملت عامها التاسع دون أن تكف القوى الإقليمية والدولية أيديها عن السورين الذين أدخلوا بلدهم أحد أسوأ النزاعات، فتحولت سوريا من حرب الوكلاء إلى حرب الأصلاء بين القوى المتصارعة على جغرافية سوريا.

ووسط الأوضاع المأساوية وتزايد معاناة السوريين لم يبدي الأسد الابن أي نية في ترك السلطة، بل عزز من تمسكه بها، وعلى مدار كل تلك السنيين تواصل الحكومة السورية ترديد الشعارات الرنانة عن “الصمود والتحدي”، لتكملها بإجراءانتخابات مجلس الشعب للدورة التشريعية لعام 2020، وبالتحديد في يوم 19 تموز الجاري.

لتكون هذه ثالث انتخابات تُجرى بعد اندلاع الأزمة. وتم تأجيل موعدها مرتين منذ نيسان/أبريل على وقع تدابير التصدي لفيروس كورونا المستجد.

فهل هذه الانتخابات اعتبرت “محاولة فاشلة أخرى” للحكومة السورية، والتي فاز بها حزب البعث الحاكم وحلفاؤه بغالبية مقاعد مجلس الشعب؟فلم تتعدى نسبة المشاركة في التصويت عن 33 %، بحسب النتائج الرسمية الغير دقيقة في أغلب المرات.

الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا والتي تدير مناطق واسعة من البلاد، لم تسمح بوضع صناديق الاقتراع في مناطقها.

تعد هذه الانتخابات خطوة فاشلة بامتياز للحكومة السورية للبحث عن للشرعية، بعكس ما روج له من قبل الاعلام “الموالي”والذي وجه رسالته على أن الانتخابات هي “نصر على الإرهاب وداعميه” في إشارة للقوى الإقليمية التي تتدخل في الشأن السوري.

ويمكن اعتبار هذه الانتخابات أيضاً مسرحية تراجيدية تقام في سوريا المحكومة بنظام الاستبداد تحت عنوان ‘انتخابات مجلس الشعب’، في وقت لا يهتم أغلبية الشعب السوري بنتائجه ولا واقع الانتخابات، في مسرحية يعرفون مشاهدها، التي تحاك في دوائر أجهزة الأمن.

فحكومة دمشق الذي يعيش حالة انهيار اقتصادي وسياسي وخاصة بعد فرض قانون قيصر، بفعل نتائج نهجه التدميري يريد منذ مدة أن يبعث الحياة في ‘حزب البعث’ الواجهة، بعد أن حوله إلى مستنقع مهمش، عبر ما سماه بالاستئناس في اختيار قوائم المرشحين بمشاركة تنظيماته في إعداد القوائم.

ويحاول ترقيع أوضاعه بهذه المسرحية، والعمل على فرضها بقوة أجهزته الأمنية وباعتقاده أنه بذلك يعمل على تسويق نفسه، ويلتف على قانون قيصر الذي دخل حيز التنفيذ، وهو يضرب عرض الحائط بوجود ما يقارب نصف الشعب السوري خارج سيطرته ممن لا يمكنهم القيام بعملية الانتخاب، ناهيك على أن معظمهم يرفضون استمرار هذه الحكومة.

الأسد يحاول في كل مرة أن يبعث برسائله للمجتمع الدولي على أنه باقي، بمساعدة حلفائه، أولهم إيران التي وقعت في وقت سابق قبل اجراء الانتخابات، اتفاقية عسكرية تكنولوجية مع الأسد، في سبيل تعزيز منظومة جيشه الدفاعية.

لذا لا يجب استبعاد إن كل ما يجري متسلسل ببعضه، فالمشهد السوري، يبقى متصلاً في كامل تفاصيله.

وإيران تحاول قدر الإمكان البقاء في سورية رغم المعارضة الواسعة من واشنطن وإسرائيل.جاء في بعض صفحات الإعلام “الموالي” تعقيباً على الانتخابات “في الحقيقة الصورة محرجة جدا للغرب، وتربك الدوائر السياسية الغربية، وخاصة الأمريكية، وهنا نتحدث عن الصورة الحقيقية للديمقراطية في سورية التي عكستها العملية الانتخابية لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث، وكيف قدّم الإعلام الوطني صورة شفافة لمراحل العمليّة الانتخابية بمهنية عالية كانت كالمخرز في عين العدو”.

لذا ما زالت الحكومة السورية تتوهم بشعاراتها في إن ما تتعرض له سوريا وبشار الأسد على وجه الخصوص هي مؤامرة كونية وبشعاراتها عن “الصمود والتحدي”تحاول تمرير الانتخابات الأخيرةوإظهارها وكأنها “انتصار”.

فالانتخابات الوحيدة المقبولة حاليا في سوريا، يجب أن تكون ضمن قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وأن تجرى في بيئة آمنة سياسيا وأمنيا وقانونيا، وأن يتم التمهيد لها من خلال تطبيق البنود الإنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين، وأن تجري برعاية وإشراف هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.