NORTH PULSE NETWORK NPN

صوت طبلة المسحراتي يغيب هذا العام عن أسماع أهالي حلب… والأسباب؟

حلب – نورث بالس

حافظ السوريون على الموروث الشعبى رغم القصف والغارات والحروب التي شهدتها سوريا، ففي وقت استقبلت الكثير من المدن السورية الكبيرة شهر الصوم بعدد من العادات والتقاليد والموروثات والتي من بينها صوت المسحراتي ونداءاته وصوت طبلته، إلا أن أهالي مدينة حلب افتقدوا في رمضان هذا العام سماع صوت المسحراتي.

ففي مدينة حلب كانت تجري العادة في شهر رمضان المبارك أن يتولى شخص مهمة إيقاظ الناس وقت السحور، عبر القرع على طبلة صغيرة، لتصبح من أحد أبرز الطقوس الرمضانية، ولكنها اختفت هذا العام من غالبية أحياء حلب، وذلك لعدة أسباب.

المواطن نذير علي البالغ من العمر /65/ عاما من سكان أحياء حلب القديمة قال لشبكة “نورث بالس” أن حركة المسحراتي تراجعت كثيرا بعد أن بات الناس يقضون أوقات طويلة بالسهر على المسلسلات الرمضانية وعلى أجهزة الهاتف، لذلك لم يعد أحد يسمع صوت الطبلة في الحي.

أما المواطن عدنان مدلجي البالغ من العمر /44/ عاما وهو من سكان حي سيف الدولة فيقول أنه: “في شهر رمضان المبارك هذا العام لم نرى عدة طقوس رمضانية كنا قد اعتدنا عليها سابقاً، ومن بينها الأعداد الكبيرة للمصلين أثناء صلاة الترويح والموائد المفتوح وزينة الشوارع، بالإضافة إلى فقداننا لأهم طقس وهو صوت المسحراتي”.

وأعاد مدلجي أسباب غياب كل تلك الطقوس إلى الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها البلاد بالإضافة إلى جائحة كورونا، والأوضاع الأمنية الغير مستقرة وقال: “معظم الذين كانوا يعملون كمسحراتي لم يعد لهم القدرة للعمل إما لكبر سنهم أو تفرغهم لأعمال أخرى وسط هذه الظروف الاقتصادية المنهارة، بالإضافة إلى تدني نسبة الأمن والأمان في شوارع حلب وكثرة المشاكل ما دفع بالكثير من المسحراتية ترك هذه المهنة”.

أما المواطن رياض حسين البالغ من العمر /60/ عاما والذي كان يعمل مسحراتي في حلب لأكثر من 30 عاما، يقول في حديثه لشبكة “نورث بالس” بأنه كان يعمل مسحراتي مع والده عندما كان صغيراً ويتجول في أحياء حلب، وقال: “أحببت إحياء هذه الطقوس الرمضانية وقد أوصلت ذلك لأولادي أيضاً، إلا أن هذا الأمر تراجع كثيرا مع بداية الأزمة السورية بسبب الظروف الأمنية والقصف والاشتباكات، ولكن هذا العام الأمر مختلف عن باقي الأعوام السابقة، فعدم خروجي في ساعات الليل كوني اعمل عملين في اليوم، وأنتهي من أعمالي منتصف الليل لتأمين احتياجات اسرتي وسط تدهور الحالة المعيشية، ولم يعد لدي القدرة  على الخروج وقت السحور لأني أعمل ساعات طويلة”.

يذكر أنه ارتبط اسم المسحراتي بشهر رمضان الكريم منذ أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان بلال بن رباح أول مسحراتي في التاريخ الإسلامي. ومع مرور الزمن تغيرت آلية عمل المسحراتي، لكن الهدف بقي نفسه، كان المسحراتي يجول في الشوارع والساحات وينادي بصوته العذب لإيقاظ النائمين ودعوتهم إلى التسحر قبل الإمساك.

تطورت العادات باستعمال الطبل والنداءات والضرب على أبواب البيوت، حتى الطبلة تغيرت من صغيرة بحجم اليد والضرب عليها، إلى طبلة كبيرة تُسمى داهول، ويتم الضرب عليها بعصاتين إحداها غليظة وأخرى رفيعة.

إعداد : فراس الأحمد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.