NORTH PULSE NETWORK NPN

إزدواجية معايير المجتمع الدولي… تضغط لفتح المعبر الذي يسيطر عليه فصائل مصنفة على لائحة الإرهاب

نورث بالس
في خطوة تؤكد إزديواجية المعايير لدى المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي تعلن نفسها مدافعة عن حقوق الإنسان، يضغط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على روسيا لفتح المعبر الذي يدخل منه المساعدات للفصائل التي دمرت سوريا ومصنفة على قائمة الإرهاب، فيما يغض البصر عن مناطق الإدارة الذاتية التي خلصت العالم من تنظيم إرهابي دموي وهو داعش.
وتتعرض روسيا لضغوط دولية شديدة من أجل دفعها لعدم إغلاق معبر “باب الهوى” بين تركيا وسوريا، محذرة من أن الإغلاق سيتسبب في كارثة إنسانية.
وأعلنت الأمم المتّحدة، أمس الأربعاء، أنّها حضّت مع عدة دول أخرى موسكو على عدم الاعتراض على تمديد فترة إبقاء المعبر مفتوحا لإتاحة دخول المساعدات الإنسانية إلى منطقة إدلب الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية.
وكثفت القوات الحكومية بإسناد روسي في الفترة الأخيرة هجماتها على آخر معقل لفصائل المعارضة الموالية لتركيا في شمال سوريا، في تصعيد فُسّر على أنه تحضير لهجوم أوسع.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي “أطالب بإلحاح أعضاء المجلس بالتوصّل إلى توافق حول الإذن بالعمليات العابرة للحدود بصفتها شريان دعم حيويا، لعام إضافي”.
وفي خضم هذه التفاصيل تتجاهل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الحالة المأسوية التي تعيشها مناطق الإدارة الذاتية، ولم تمارس أي ضغط من أجل فتح معبر تل كوجر “اليعربية” رغم وجود أكثر من 5 مليون شخص يعيش في هذه المناطق، ناهيك عن المخيمات وأبرزها مخيم الهول الذي يحوي لوحده أكثر من 65 ألف لاجئ ونازج.
وشدّد على أنّ “عدم تمديد الإذن الصادر عن مجلس الأمن ستكون له تداعيات مدمّرة. الشعب السوري بحاجة ماسّة إليه، ومن الأهمية بمكان أن نحشد كل قدراتنا عبر كلّ القنوات”.
ولكن غوتيريش غض بصره عن المنطقة الأهم في سوريا والتي حاربت نيابة عن العالم وقدمت الآلاف من خيرة أبناءها ضد تنظيم داعش الإرهابي، وخلص العالم من شبح تنظيم دموي، ولم يعمل للضغط على روسيا والصين لفتح معبر تل كوجر، بل على العكس يعمل لفتح المعبر الذي دخل منه آلاف الإرهابيين إلى الداخل السوري من قبل تركيا، وهجروا أهالي عفرين من مدينتهم.
وتعرف تلك المنطقة التي يعمل غوتيريش على إيصال المساعدات لها، بإنها بؤرة الإرهاب في سوريا نظراً لوجود هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) والعشرات من الفصائل المصنفة على لائحة الإرهاب الدولية.
وتجرى المفاوضات حول مشروع قرار أعدّته إيرلندا والنرويج، العضوان غير الدائمين في مجلس الأمن، وسط خشية من فيتو من روسيا التي أبدت رغبتها في إغلاق معبر باب الهوى.
وفي العام 2014، سمح مجلس الأمن الدوليّ بعبور المساعدات إلى سوريا عبر أربع نقاط حدودية، لكنّه قلّصها مطلع العام الماضي، بضغوط من الصين وروسيا التي استخدمت مرارا حقّ النقض واقتصارها بمعبر باب الهوى الذي يربط بين تركيا ومحافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وتدخل عبره شهريا حوالي عشرة آلاف شاحنة، بينما حذّر دبلوماسيون من أنّ الروس قد يستخدمون مجدّدا حقّ النقض.
وتبرّر روسيا رفضها تمديد الإذن بأنّ هناك معابر بديلة تمرّ بالعاصمة السورية وتريد من خلال دفع الهيئات الاممية للتنسيق مع دمشق فك العزلة الدولية عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.