NORTH PULSE NETWORK NPN

فنر الكعيط: مطالبتنا باعتراف دولي بالإدارة الذاتية هدفه رفع الفيتو التركي وليس الانفصال

نورث بالس

وصف السيد فنر الكعيط نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بيان الخارجية السورية التي هاجمت في الإدارة بأنها “تدل على الذهنية التي تنكر الواقع الحقيقي” وأضاف: “دمشق تخشى الحوار معنا لأننا موجودون على أرض الواقع ولدينا مشروع حقيقي” فيما أوضع أن “المطالبة باعتراف دولي لا يعني الانفصال بل هدفه رفع الفيتو التركي” وأشار إلى تقصيرهم في فتح العلاقات مع الدول العربية.

حديث السيد فنر الكعيط جاء خلال مشاركته في برنامج (مع صناع القرار) الذي عرض أمس الأربعاء على شاشة قناة روجآفا، والذي تحدث فيها عن أسباب تعنت حكومة دمشق في فتح الحوار معهم، ومستويات علاقات الإدارة الذاتية الخارجية.

“بيان الخارجية السورية تدل على الذهنية التي تنكر الواقع الحقيقي”

تعليقاً على بيان الخارجية السورية التي هاجمت الإدارة الذاتية واتهمتها بالانفصال، قال فنر الكعيد: “منذ بداية الأزمة السورية وللأسف الشديد دائما هناك تصريحات تصدر من حكومة دمشق تدل أنها لا تدرك حقيقة الواقع السوري، وتصريحات دائما ماتدور حول أن هناك مؤامرة كونية، ولكن القائمين على العمل السياسي في دمشق لم يتطرقوا يوماً إلى الأسباب الداخلية والأسباب الحقيقة التي سهلت مرور الإرهاب ليفعل بسوريا مايفعل والذي أوصل الوضع السوري إلى انقسام مجتمعي وتدمير سوريا وتهجير صف سكانها، وهذا إن دل يدل على انه مازالت هناك ذهنية تنكر الواقع الحقيقي ولا تضع يدها على الجرح لمعالجة الأسباب لإنقاذ سوريا مما هو عليه”.

وأردف الكعيط: “لو عدنا إلى الخلف وقبل أن تصل موجات الربيع العربي إلى سوريا، كان هناك حوار سوري – سوري بادر به بعض المثقفين والأكاديميين والقانونيين والسياسيين للخروج بسوريا بكل سلاسة ونقله إلى عهد جديد بدون تدخلات خارجية وبدون سفك دماء، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ للأسف نفس الذهنية التي تتهم الإدارة الذاتية اليوم اتهمتهم أيضاً بالخيانة والعمالة ولاحقتهم ووضعتهم في السجون وبالنتيجة أوصلت سوريا إلى ماهو عليه، وحتى بعد 10 سنوات من الأزمة السورية خرجت نفس الذهنية التي أغمضت عينها عن الحقيقة والواقع لتعود وتكيل علينا الاتهامات، وهنا بالتأكيد ستكون الإدارة الذاتية في مرمى سهامهم البعيدة عن الواقع”.

“هناك الكثير من الوقائع تثبت زيف اتهامهم للإدارة الذاتية بالانفصال”

ورداً على تهم الانفصال التي ترددها حكومة دمشق ضد الإدارة الذاتية سرد الكعيط بعض الوقائع والدلائل على زيف تلك الادعاءات وقال: “أما اتهام الإدارة بالانفصال فهناك وقائع تثبت زيف هذا الاتهام، فعندما بدأت الإدارة عام 2014 كان هناك فراغ في كافة المستويات في مناطقنا، فمن قسم سوريا حينها إلى سوريا مفيدة وسوريا غير مفيدة؟ ليست الإدارة الذاتية من فعلت ذلك، بل حين أنشأت الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة كانت 90% من مناطق الجزيرة السورية محتلة بيد الإرهاب بكافة مسمياتها وعندما بدأ حرب التحرير من الحدود العراقية وحتى منبج فإن قوات سوريا الديمقراطية لم تفرق بين مدينة وأخرى وبين مكوناتها وعرقها وانتماءاتها، بل وحدت أكثر من 30% من الأراضي السورية التي كانت مقسمة بين ولايات وإمارات وكتائب ومسميات كثيرة”.

وأضاف الكعيط: “وعندما تجد الكردي والعربي والسرياني في خندق واحد بوجه الإرهاب فهذه هي الوحدة السورية، وعندما ترى الإدارة الذاتية لديها 5 ملايين سوري ينتمون لكافة الأديان والأعراق ويتشاركون في إدارة مناطهم فإن هذا يعبر عن وحدة سوريا، وفي مناطق الإدارة الذاتية لم يُقتل شخص واحد على الهوية بعكس مناطق الحكومة والمعارضة التي شهدت الكثير من جرائم القتل على الهوية”.

وأكد الكعيط أن “العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية يقول في البند الأول أن (الإدارة الذاتية جزء لا يتجزأ من سوريا)، وبابها مفتوح للحوار وتقول دائماً أن لا حل عسكري للأزمة السورية، والإدارة الذاتية خاضت عدة جولات من الحوار مع المعارضة والنظام السوري ولكن للأسف ذهنياتهم المنغلقة لم توصلنا إلى حل، وللأسف هناك ذهنية في دمشق لاتزال ترى نفسها هي الوطن هي المواطن هي الدستور وهي القانون وهي من توزع أوسمة الوطنية، وهذه الفوقية أوصلت سوريا إلى ماهي عليه، وكنا نتوقع من هذه الذهنية بعد 10 سنوات أن تغير خطابها ولكن للأسف الشديد لاتزال هذه الذهنية تتحكم في سياسات حكومة دمشق”.

“دمشق تخشى الحوار معنا لأننا موجودون على أرض الواقع ولدينا مشروع حقيقي”

ونوه الكعيط بأن من أبرز أسباب رفض وخوف حكومة دمشق الحوار مع الإدارة الذاتية هي “أننا موجود على أرض الواقع في سوريا ولسنا في تركيا، ولدينا تجربة حقيقة، نحن موجودين بإدارتنا وقوانا العسكرية، لذا فإن بعض العقليات في دمشق لاتريد حل الأزمة وترفض الحوار مع إدارة حقيقة موجودة ولها تجربة على أرض الواقع”.

“المطالبة باعتراف دولي لا يعني الانفصال بل هدفه رفع الفيتو التركي”

كما أوضح فنر الكعيط حقيقة أهداف مطالبة الإدارة الذاتية بالإعتراف الرسمي بها، وقال: “إن نقطة المطالبة بالاعتراف بالإدارة الذاتية يحتاج لتوضيح، فالإدارة الذاتية منذ اليوم الأول ترى أن الحل سوري- سوري وهي لم تكن تعول على الاعتراف الخارجي للحل، وزياراتنا للخارج كانت بناء على دعوات رسمية، بالإضافة إلى زيارة الوفود إلينا، وخلال كل تلك الزيارات كانت الإدارة الذاتية تطرح وضع سوريا بشكل عام وتدعو لحل عام، والمطالبات الحالية بالاعتراف هدفه حض الدول الأوروبية لرفع الفيتو التركي عن الإدارة لتتمكن من المشاركة في حوارات الحل السوري، وحين تشارك الإدارة ستطرح مشروعها في تلك الحوارات بشكل رسمي، لذا فإن الإدارة لا تهدف من مطالبة الاعتراف للانفصال ولا تبحث عن حل بمعزل عن سوريا عامة”.

“الكثير من أبواب الاتحاد الأوربي انفتح أمامنا رغم الضغوطات التركية”

وحول مستوى علاقاتهم مع الاتحاد الأوربي مؤخراً أشار الكعيط أن “الإدارة الذاتية من خلال تصريحات المسؤولين الذين تم اللقاء بهم على مستوى الاتحاد الأوربي وحتى روسيا، كانت تغلب عليها الثناء على تجربة الإدارة الذاتية والثناء على التنوع فيها والحفاظ على حقوق المكونات والمرأة بشكل خاص وإيجاد نوع من الأمن والاستقرار رغم كل الظروف، وهذا كان محل تقدير بالنسبة لأوروبا، وفي كل لقاء كنا نطرح المواضيع الإنسانية ووضع المخيمات، لذا انفتحت أمامنا الكثير من الأبواب في الاتحاد الأوربي رغم الضغوطات التركية”.

“الكثير من الدول أخذت رعاياها من المخيمات نتيجة الحملات الدبلوماسية للإدارة الذاتية”

هذا وأكد الكعيط أن كثرة زيارة الوفود الخارجية وأخذ رعاياهم من المخيمات من أطفال ونساء داعش جاءت نتيجة حملة دبلوماسية قامت بها الإدارة الذاتية والتي من خلالها تم توجيه النداءات لتلك الدول باعتبار أن أزمة المخيمات وعوائل داعش لا تخص الإدارة الذاتية فقط فهي مشكلة دولية، وقال: “لذلك سعت الإدارة من خلال الحوار مع الكثير من الدول لإيجاد حل، وقدمنا الكثير من التسهيلات لإعادة مواطنيها من الأطفال والنساء، أما المقاتلين من عناصر داعش فهؤلاء ستقوم الإدارة الذاتية بمحاكمتهم بشكل أو بآخر لإنصاف ضحايا هؤلاء المجرمين”.

“نحن مع رحيل أمريكا بشرط أن ترحل كافة القوى الخارجية من سوريا”

فيما أكد الكعيط أن الإدارة الذاتية ومن منطلق تأكيدها على ضرورة الوحدة السورية والحفاظ على سيادتها تدعم رحيل كافة القوات الخارجية عن سوريا، وقال: “نحن مع رحيل أمريكا من سوريا بشرط أن ترحل كافة القوى الخارجية الأخرى أيضاً، لأننا نؤمن بأن الحل يجب ان يكون سوري – سوري، ونحن نتمنى خروج كافة القوات لنعيد السيادة السورية”.

“لدينا تقصير في فتح العلاقات مع الدول العربية”

بالنسبة لعلاقات الإدارة الذاتية مع الدول العربية، قال الكعيط: ” أقولها بكل صراحة هناك تقصير من قبل الإدارة في موضوع الاتجاه نحو الجامعة العربية والدول العربية، فسوريا لاتزال عضو في الجامعة العربية، لذا كان من المفترض أن يكون زخمنا يتجه صوب الدول العربية، ورغم أن لدنا بعض العلاقات الجيدة مع بعض الدول العربية كمصر وغيرها والتي لها دور مهم في الوطن العربي، ولكن نحن بحاجة لمزيد من الجهد لفتح العلاقات مع الدول العربية، وهذه العلاقات ستساهم إلى حد ما لوقف الأطماع الإيرانية والتركية لسوريا”.

“على الجامعة العربية التحرك لإنهاء الاحتلال التركي لسوريا والعراق”

وعن دور الجامعة العربية في حماية حدود الدول العربية من الاحتلال الخارجي قال الكعيط: “على الجامعة العربية الالتزام بحماية حدود الدول العربية، واليوم سوريا والعراق تتعرضان لهجمات ولاحتلال خارجي لذا على الجامعة العربية التحرك لإنهاء هذا الوضع. ولكن للأسف لازال الرد العربي ضعيف ولا تتعدى الشجب والاستنكار، نتمنى أن تجمع الجامعة الصف العربي لمواجهة المطامع التركية”.

إعداد: لزكين إبراهيم

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.