NORTH PULSE NETWORK NPN

وسط عدم التزام المواطنين واللامبالاة من الحكومة…كورونا يستفحل في حلب

حلب – نورث بالس

تتزايد أعداد الإصابة بفيروس كورونا في مناطق سيطرة الحكومة السورية، بسبب عدم قدرة الأهالي شراء المستلزمات الطبية للوقاية من الفيروس المستجد، نظراً لغلاء الفاحش في أسعارها وسط تدني الوضع المعيشي، ولامبالاة من قبل الجهات الحكومية.

حيث شهدت مدينة حلب في الآونة الأخيرة انتشاراً واسعاً لحالات الإصابات بفيروس كورونا، مما أدى لتحويل كافة المشافي الحكومية لمراكز عزل المصابين منذ تاريخ ٤ اغسطس، ووقف استقبال الحالات المرضية الأخرى، وسط ارتفاع هائل لأسعار الأدوية الطبية وخاصةً كل ما يتعلق بالوقاية من فيروس كورونا.

فيما أدى الارتفاع الفاحش لأسعار الأدوية الطبية والمعقمات ومستلزمات الوقاية، إلى عدم التزام الأهالي بالإجراءات الاحترازية للتصدي للفيروس بسبب تدني الوضع المعيشي للمواطن وللموظفين الحكوميين.

ويقول زياد ططري “37” عاماً أحد سكان مدينة حلب، أنه غير قادر على شراء الكمامات والمعقمات بشكل دائم لانعدام القدر الشرائية للمواد الطبية كونه مرتفع جداً ولا تتناسب مع دخله المحدود.

ولفت إلى أن علبة المعقم “الاسبيرتو” وصل سعرها إلى ٩٠٠٠ آلاف ليرة سورية، هذا إن وجدت في الصيدليات، بالإضافة إلى الكمامات التي من المفترض أن تستبدل كل ثلاث ساعات، وأضاف: “في اليوم نحتاج لأكثر من 10 كمامات لكل شخص وهذه الأرقام من المستحيل على المواطن السوري أن يكون لديه القدرة لشراء أدوات الوقاية تلك، لكل أفراد العائلة لأن الوضع المعيشي بات يسوء يوماً بعد يوم“.

وتعقيباً على ذلك أشار المواطن سعيد الوالي البالغ “٣٠” عاماً إلى إن وضع انتشار الفيروس المستجد و”ارتفاع أسعار كافة السلع بدون استثناء” بات أمراً يصعب التصدي للفيروس، أردف قائلاً: “لعدم تحملنا المصاريف الزائدة لشراء مستلزمات الوقائية، لأن الأسعار باتت أضعاف السابقة لتلك المواد“.

وأكد الوالي، أن الفريق الحكومي المعني بالتصدي لفيروس كورونا الذي من المفترض عليه تقديم المساعدات للمواطنين بهدف الحماية، لم نشهد منه أية مساعدات، بالإضافة إلى إيقافهم عمليات التعقيم للمدن والأماكن العامة والمزدحمة، وهذا بطبيعة الحال سيساهم في انتشار الفيروس بشكل متسارع.

وحول تقييم الوضع الصحي في المدينة، وصف الدكتور محسن مزيك اخصائي أمراض الداخلية والقلبية، بأنه كارثي، وقال: “إذا انتشر الوباء بشكل سريع من المؤكد سيكون الوضع حرجا بسبب عجز المشافي الحكومية للسيطرة على الوضع لعدم توفر الإمكانيات جراء العقوبات الاقتصادية التي تشهدها البلاد”.

وأضاف مزيك، أن هناك مشاكل ثانية وهي تعد الأهم للتصدي للفيروس و”من أهمها ارتفاع أسعار الأدوية الطبية التي ترتفع لحد يصل لصعوبة تأمينها” وهذه الحالة تجعل المواطن يتهرب من شراء مستلزمات الوقائية لتدني وضعه المعيشي.

وفي ختام حديثه قال مزيك: “من المؤكد سنقع في مشكلة طبية كبيرة، مما سيجعلنا نتوقف جميعنا عن العمل والبقاء في المنزل، لعدم وجود إجراءات وقائية جدية لا من قبل الحكومة ولا المواطن”.

يذكر أن وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية أعلنت تسجيلها حتى الآن 2217 إصابة في المناطق الخاضعة لسيطرتها من بينها 89 حالة وفاة حتى تاريخ اليوم 24 آب 2020. فيما تشكك بعض المنظمات الصحية بحقيقة الأرقام التي تعلنها الوزارة، وتؤكد أن أعداد الإصابات والوفيات الحقيقة أكبر من ذلك بكثير.

هذا وكانت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قد أعلنت حتى تاريخ اليوم 23 آب، تسجيلها ٣٥٤ حالة إصابة في مناطقها، من بينها ٢٢ حالة وفاة و٥٨ حالة شفاء.

 

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.