NORTH PULSE NETWORK NPN

حلب… بعد فقدانها لفترة من الصيدليات ارتفاع كبير لأسعار الأدوية المتوفرة

حلب– نورث بالس

تشهد مدينة حلب منذ ١٣ يوليو للعام الجاري ارتفاعاً كبيراً لأسعار الأدوية الطبية التي كانت مفقودة في الصيدليات قبل إصدار الرئيس السوري مرسوم إعفاء المستلزمات الأولية لصناعة الأدوية من الرسوم الجمركية.

فمنذ بداية شهر نيسان شهدت مدينة حلب نقصاً شديداً بالأدوية الطبية وبالأخص أدوية الأمراض المزمنة كالقلب والسكري والضغط وأدوية المضادات الحيوي بالإضافة لكافة مستلزمات التصدي لفيروس كورونا.

حيث شكلت انقطاع الأدوية حالة استياء كبيرة من قبل الأهالي وضاعفت الضغوطات على المرضى الذين معهم أمراض مزمنة، ما دفع البعض منهم بتأمين الأدوية بأسعار خيالية والبعض الآخر تدهورت حالته الصحية لعدم توفر الأدوية وعدم القدرة على الشراء بأسعار تفوق طاقته.

وبتاريخ ١٣ يوليو أصدر الرئيس السوري بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم ١٤للعام ٢٠٢٠ القاضي بإعفاء المستلزمات الإنتاجية والمواد الأولية الداخلة بصناعة الأدوية البشرية من الرسوم الجمركية المحددة في جدول التعرفة الجمركية بالإضافة للضرائب والرسوم الأخرى المفروضة على الاستيراد وكما أن المرسوم لعام واحد وابتداء من ١ آب.

وبعد دخول المرسوم حيز التنفيذ باتت غالبية الأدوية المفقودة متوفرة في الصيدليات ولكن هذه المرة بأسعار مرتفعة جداً والتي لايمتلك غالبية المواطنين القدرة على شرائها.

وبهذا الشأن أوضح الصيدلاني معن خربطلي بأن الصيدلية منذ شهر نيسان عانت من عدم توفر الأدوية الضرورية لمرضى الأمراض المزمنة، وشبه الصيدلية في تلك الأثناء “بفرن بدون طحين” كون الأدوية من أولويات المواطن وبالأخص في ظروف انتشار كورونا في البلاد.

ولفت بأنه بعد مرسوم الرئيس الأسد تواجدت كافة الأدوية بدون استثناء ولكن جاءت بأسعار أغلى من السابق، لدرجة تصل بارتفاع 50% من سعر بعض الأدوية مقارنة قبل المرسوم، ويتساءل خربطلي ما سبب ارتفاع الأدوية إذ كانت معفية من الجمرك؟ وكيف يمكن للمريض المزمن شراء الأدوية؟ قائلاً :”من المؤكد نحن أمام كارثة طبية إذا استمرت الأسعار على حالها”.

ومن جهتها أكدت الصيدلانية وفاء عبجي بأنه منذ ارتفاع أسعار الأدوية الطبية والمرضى الذين يحملون أمراض مزمنة كالقلب والسكري والضغط وقصر الكلاوي والانسداد الرئوي، باتوا يعمدون لتخفيف تناول الأدوية بالكمية المطلوبة لعدم قدرتهم شراء الأدوية بفترات متقاربة.

وأشارت عبجي بأن هذه الطريقة التي يتبعونها من الممكن أن تؤثر على صحتهم كون بعض المرضى يحتاجون لجرعات مكثفة ولا يمكن التخفيف عنها، منوهة بأن أسعار أدوية القلب تبدأ من 8000 آلاف حتى  25000 الف، فالمواطن ليس لديه القدرة الشرائية على هذه الأسعار، مبينة أنه كانت في السابق أغلى نوع أدوية لا يتعدى 12000 ألف.

وفي ختام حديثها نوهت عبجي أن ارتفاع الأسعار أدى لتراجع ملحوظ في بيع الأدوية التي كانت نسبة مبيعها عالية سابقاً قائلة :”إن بقيت الأسعار بهذا الارتفاع من المؤكد أن بعض الصيدليات ستغلق أبوابها، لأن هذه الأسعار لم تعد للمساهمة في علاج المرضى بل باتت تضيف عبءً جديداً على كاهل المريض”.

فيما بين الدكتور محمد مجنو نقيب الصيادلة بحلب لشبكة NPN بأن ارتفاع أسعار الأدوية الطبية بعد إعفائها من الرسوم الجمركية يعود لإرتفاع سعر الصرف كون المواد الأولية تأتي من دول أجنبية بأسعار القطع الأجنبي، لذلك ارتفعت أسعارها عن السابق”.

وأشار أنه إن لم تعفى الأدوية من الجمرك كانت ستكون الأسعار مرتفعة أكثر مما هو عليه الآن، وأكد بأن الحصار الاقتصادي التي تشهدها البلاد والعقوبات المفروضة عليها له دور كبير بصعوبة تأمين المواد، لأن معظم الشركات تتحايل على القوانين لتأمين المواد الأولية ولذلك “نحن مجبرون الاعتياد على هذه الأسعار”.

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.