NORTH PULSE NETWORK NPN

تركيا.. والدوران في الحلقة المفرغة

نورث بالس

دخلت تركيا مرة أخرى على خط التصعيد في إدلب أمس (السبت)، بعد مقتل اثنين من جنودها وإصابة عدد آخر في انفجار عبوة ناسفة موجهة استهدفت آلية للقوات التركية، قرب مفرق كفريا بمعرة مصرين على طريق إدلب باب الهوى شمال مدينة إدلب، في وقت زادت فيه التصريحات التركية حول “احتمالات” قيامها بعملية عسكرية تستهدف مناطق شمال وشرق سوريا.

وأفادت أنباء أن القوات التركية قصفت مواقع لقوات الحكومة السورية في معرة النعمان وكفر روما في ريف إدلب الجنوبي، فيما نفذت القوات السورية قصفاً صاروخياً على مناطق في “دير سنبل والبارة وفليفل والفطيرة” جنوب إدلب، إلى جانب مناطق أخرى في محاور التماس بريف حلب الغربي.

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى «مقتل 3 أشخاص بينهم شرطي واحد على الأقل يعمل في قسم الشرطة المدنية في مدينة سرمدا الحدودية مع لواء إسكندرون، جراء قصف صاروخي بنحو 5 قذائف نفذته قوات الحكومة، وطال قسم شرطة سرمدا ومبنى النفوس ومخيماً عشوائياً يقع شرق المدينة، كما تسبب القصف في وقوع نحو 15 جريحاً، بينهم مدنيون تم نقلهم إلى المشافي الميدانية في المنطقة، ما رشح ارتفاع حصيلة القتلى حيث تكتظ المنطقة بالمدنيين». ونوّه “المرصد” إلى وصول تعزيزات عسكرية جديدة للقوات الحكومية، مؤلفة من عشرات الحافلات على متنها جنود ودبابات وراجمات صواريخ، إلى منطقة معرة النعمان ومحاور القتال في جبل الزاوية جنوب إدلب، وسراقب شرق إدلب على طريق حلب – اللاذقية.

يأتي ذلك في ظل التصعيد من قِبل إعلام النظام حول بدء معركة قريبة في إدلب، تزامناً مع حديث الرئيس التركي عن بدء عمل عسكري في شمال سوريا، تستهدف مناطق «الإدارة الذاتية»، وسط تخوف من وجود اتفاق غير معلن بين الرئيسين الروسي والتركي على مقايضة مناطق بإدلب، مقابل مناطق في شمال وشمال شرقي سوريا، كما جرى في اتفاقات سابقة مثل الغوطة وحلب ومناطق أخرى.

وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير لوكالة الأنباء الألمانية، إن جنديين قتلا وأصيب 3 آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارتهم خلال مرور رتل للجيش التركي قرب بلدة معرة مصرين شمال إدلب، خلال توجه الرتل إلى منطقة باب الهوى على الحدود التركية – السورية، الليلة قبل الماضية.

وأفاد سكان محليون في بلدة معرة مصرين بأن انفجاراً عنيفاً جداً هز المنطقة لدى مرور رتل للجيش التركي، وقامت عناصر تابعة للجيش الوطني بقطع الطرق، ونقلت سيارة إسعاف مرافقة للرتل التركي الجرحى وتوجهت إلى معبر باب الهوى.

من جانبه، قال «المرصد» إن جنديين تركيين قتلا وأصيب 4 آخرون، نتيجة انفجار عبوة ناسفة، استهدفت رتلاً للقوات التركية قرب مفرق كفريا – معرة مصرين، على طريق إدلب – باب الهوى شمال إدلب.

وأفادت تقارير إعلامية أخرى من إدلب تابعة لفصائل مرتبطة بتركيا، بأن القتلى ليسوا في صفوف القوات التركية، بل في صفوف الفصائل السورية الموالية لتركيا، وأن «سرية أنصار أبو بكر الصديق» وراء الانفجار. وجاء الانفجار، بعد ساعات قليلة من إعلان «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) اعتقال عنصر من سرية أنصار أبو بكر الصديق التي تتبنّى استهداف القوات التركية في إدلب.

في الوقت ذاته، قصفت القوات التركية بالأسلحة الثقيلة، قرية أم البراميل، وطريق «إم 4»، في ريف ناحية عين عيسى شمال الرقة، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية.

وأفاد «المرصد»، الخميس الماضي، بأن طائرة مجهولة الهوية استهدفت بغارة جوية قرية الحتاش الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الواقعة شمال الرقة، حيث طالت الغارة الجوية محيط مخيم عشوائي في المنطقة، دون معلومات عن خسائر بشرية.

وتجدد القصف المدفعي التركي، أمس، على مناطق انتشار «قسد»، وطال قريتي المالكية وقلعة الشوارغة شمال حلب.

كما قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها، مساء أول من أمس، بقذائف الهاون قرى العلقمية ومرعناز بريف حلب الشمالي أيضاً، تزامناً مع تحليق للطيران الحربي الروسي في أجواء عفرين.

وتتزايد التكهنات بأن الرئيس التركي الذي يترقب فرصة لشن عملية عسكرية على مناطق شمال وشرق سوريا، إلا أن المناخ الدولي والإقليمي يبدو في غير صالحه، وأن مؤشرات شن العملية تبدو ضعيفة، لجهة المعارضة الدولية لتركيا، وأن روسيا، وكذلك الولايات المتحدة، غير منسجمتان مع الدعوة التركية لشن العملية. فالرئيس الأمريكي لم يستقبل أردوغان في واشنطن، حيث ظل لأيام يقيم في البيت التركي، دون أن يبدي الأول أي إِشارة في لقائه، ما وسع من الفجوة بينهما. كما أن الرئيس بوتين وفي لقائه مع أردوغان في سوتشي لم يترشح منه أي موافقة روسية على شن عملية عسكرية شمال سوريا، على العكس من ذلك صعدت روسيا من استهدافها للقوات التركية في سوريا، وكذلك لحلفائها.

التصعيد التركي في سوريا، يبدو أنه محاولة تركية لتقوية أوراق تفاوضها مع كل من روسيا والولايات المتحدة في قضايا أخرى، مثل استحواذها على صفقة جديدة من صواريخ “إس – 400″، والوضع في أوكرانيا، وتثبيت وجودها في سوريا من خلال أذرعها، ولكن يبدو أن تركيا تتحرك في الوضع الضائع، حيث أن الترتيبات التي تم وضعها من قبل اللاعبين الأساسيين في سوريا، قد يستبعد أي دور تركي أو إيراني فاعل في معادلة الحل السورية النهائية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.