NORTH PULSE NETWORK NPN

لتضليل وتفادي غضب روسيا… تركيا تحاول تشكيل جسم عسكري جديد للفصائل

إدلب – نورث بالس
تضاربت الأنباء مؤخراً حول إمكانية تبادل الانتشار بين فصائل ما تسمى “الجيش الوطني” المسيطرة على ريف حلب الشمالي والمدعومة من تركيا وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) المسيطرة على إدلب، بينما تحدثت عدة مصادر عن إمكانية دمج بينهما، أو إمكانية تذويب الهيئة ضمن الفصائل العسكرية الأخرى من خلال جسم عسكري جديد.
وتداولت عدة تقارير مؤخرًا عن تحسن العلاقات بين هيئة تحرير الشام والفصائل العسكرية الموالية لتركيا، حيث تبادل الجانبان تصريحات ودية قد تشير إلى تقارب وشيك بينهما.
وقال محمد الجاسم، المعروف أيضًا باسم “أبو عمشة”، قائد فرقة السلطان سليمان شاه الموالي لتركيا، في مقابلة مع صحيفة القدس العربي في 7 أيلول / سبتمبر، إنه مستعد للتوصل إلى تفاهم مع هيئة تحرير الشام.
وأضاف: “ليست لدينا مشاكل مع هيئة تحرير الشام، لكن في نفس الوقت ليس لدينا علاقات معها، ولا أحد ينكر أن هيئة تحرير الشام قد فعلت الكثير في الحرب ضد النظام، إنهم أبناء هذا البلد وقد نجحوا في صد هجمات النظام، نحن على استعداد للتوصل إلى تفاهم معهم، فنحن ندعم الاندماج الكامل لمناطق المعارضة، بما في ذلك مع هيئة تحرير الشام، والتي تغيرت الآن نحو الأفضل”.
وتابع: “نحن ندعم أيضًا التوحيد السياسي والعسكري للمعارضة، ومستعدون للقتال إلى جانب هيئة تحرير الشام في حال هاجم النظام مناطق إدلب، لكن بموافقة قيادة الجيش الوطني فقط”.
وكان زعيم هيئة تحرير الشام “أبو محمد الجولاني” قد صرح في أغسطس / آب أنه لا يمانع في الاندماج مع “الجيش الوطني السوري” وتشكيل إدارة واحدة للمنطقتين الخاضعتين لسيطرة هيئة تحرير الشام والجيش الوطني.
وشدد على ضرورة أن يكون للمناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل التركية في شمال غرب سوريا سلطة واحدة بمؤسسات موحدة وإدارة واحدة، وأعرب عن استعداده للتعاون وتحقيق التكامل مع الفصائل التركية.
وتأتي هذه المعلومات وسط أنباء تم تداولها منذ شهور حول إمكانية اندماج بين الطرفين، وفقاً لتوجيهات تركية، حيث تأتي التحركات التركية لاستكمال تطبيق مخرجات الاتفاق بينها وبين روسيا بخصوص منطقة خفض التصعيد، وإنهاء وجود الجماعات المتشددة فيها.
ومن ناحية أخرى، قال مصدر محلي في إدلب لـ “نورث بالس” إن “الجيش الوطني” الموالي لتركيا موجود في إدلب منذ سنوات، لكن هذا الوجود ازداد مؤخرًا.
وبحسب المصدر، أقام الجيش الوطني مقرًا صغيرًا في مركز مدينة إدلب، وهناك فصائل للجيش الوطني متمركزة على الخطوط الأمامية مع القوات الحكومية في أنحاء ريف إدلب مثل بلدات جبل الزاوية كبلدات البارة وأريحا، إضافة لوجود نقاط لفصائل الجيش الوطني في منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي مثل قريتي السرمانية وقسطون
وقال المصدر، “سمحت هيئة تحرير الشام مؤخراً لبعض فصائل الجيش الوطني برفع علم الثورة في إدلب، في الوقت نفسه لم تنزل هيئة تحرير الشام أعلامها بالكامل حتى لا تفقد مؤيديها وأعضائها – ومع ذلك فقد قللت من انتشار أعلامها في أنحاء إدلب بشكل عام “.
وأضاف، أن “هيئة تحرير الشام تتواجد بشكل غير رسمي في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني في ريف حلب الشمالي والشرقي، ويعمل عناصرها في تلك المناطق دون الإعلان عن انتمائهم لهيئة تحرير الشام”.
وكان أردوغان قد سافر في 29سبتمبر إلى سوتشي لعقد اجتماع فردي مع نظيره الروسي للحفاظ على وقف إطلاق النار ساريًا، استمر لمدة ثلاث ساعات، في حين لم يصدر الثنائي بيانًا مشتركًا، وفي طريق عودته إلى أنقرة، قال أردوغان للصحفيين الأتراك إنهم ناقشوا تحقيق “حل نهائي ومستدام” لسوريا، تركت هذه الكلمات الغامضة مراقبي سوريا فضوليين حول ما حدث بالفعل في سوتشي وما يعنيه لمستقبل محافظة إدلب.
لذلك يرى محللون أن المرونة التي تبديها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في التعامل مع الفصائل التركية ناتجة عن تعليمات تركية للهيئة، وأن الهيئة انصاعت مرغمة لرغبة تركيا، خوفاً من عملية عسكرية واسعة تشنها روسيا والقوات الحكومية تؤدي إلى فقدانها مزيداً من مناطق سيطرتها في إدلب.
إعداد: أيمن عبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.