NORTH PULSE NETWORK NPN

حرب الظل وشك الانفجار

نورث بالس

قال تحليل إسرائيلي يبدو أن “حرب الظل” بين واشنطن وإيران آخذة في التصاعد، لاسيما بعد أن امتدت الهجمات من بغداد إلى قاعدة التنف التي تضم قوات أميركية في سوريا، ما يهدد بانفجار الأوضاع.

واستخدمت الجماعات الموالية لإيران طائرات مسيّرة وصواريخ لاستهداف القوات والمنشآت الأميركية في العراق ثلاث مرات في الأيام الثلاثة الماضية. تزامن ذلك مع ذكرى مقتل قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة جوية أميركية في يناير/ كانون الثاني 2020.

ومع ذلك، يبدو أن تصعيد الهجمات كان أكثر من مجرد ذكرى رمزية عبر إطلاق الصواريخ، بحسب تحليل لصحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية.

وقد تؤدي إحدى الخطوات الخاطئة إلى وقوع إصابات، وقد يؤدي ذلك إلى تحول “حرب الظل” بين الولايات المتحدة وإيران إلى العلن، مما قد يؤدي إلى اشتباكات في سوريا قد تؤثر على إسرائيل. استخدمت الجماعات الموالية لإيران سوريا لضرب إسرائيل، حيث تنظر تلك المجموعات إلى الولايات المتحدة وإسرائيل كأعداء.

وخلال الأيام الماضية، وكهجمات رمزية، استخدمت الجماعات الموالية لإيران طائرات مسيّرة لمهاجمة القوات الأميركية. إذ قامت الولايات المتحدة بتركيب حلول مضادة للطائرات المسيّرة في بغداد وقاعدة الأسد وعلى الأرجح في أربيل أيضًا.

الطائرة المضادة بدون طيار، أو ما يسمى المضادة للطائرات المسيّرة، شوهدت في مقطع فيديو نُشر بعد هجوم 4 يناير/ كانون الثاني على قاعدة عين الأسد، وهي قاعدة تضم القوات العراقية، وفيها منشآت لبعض القوات الأميركية.

وتعرضت القاعدة نفسها لهجوم بالصواريخ الباليستية الإيرانية في يناير/ كانون الثاني 2020 بعد أن قتلت الولايات المتحدة سليماني. أصيبت الطائرتان المسيّرتان اللتان توجهتا إلى القاعدة في 4 يناير/ كانون الثاني بمزيج من نيران الصواريخ والمدافع الرشاشة، وهو نظام يعرف باسم C-RAM.

ومع ذلك، فإن هجمات الطائرات المسيّرة في 3 يناير/ كانون الثاني في بغداد، وفي 4 يناير/ كانون الثاني على قاعدة الأسد كانت مجرد بداية.

من المهم ملاحظة أنه في الماضي، وعلى الأقل منذ أواخر عام 2019، ردت الولايات المتحدة على الهجمات في العراق بضرب الجماعات الموالية لإيران في سوريا في بعض الأحيان. هذا جزئياً؛ لأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يمكنه أن يفعل ما يشاء في سوريا نتيجة عجز حكومة دمشق.

أما في العراق، فالوضع الأميركي أكثر خطورة؛ لأن الأصوات المؤيدة لإيران في البرلمان تريد مغادرة الولايات المتحدة العراق. وقالت الولايات المتحدة إنها أنهت العمليات القتالية لكن لديها آلاف الأفراد في العراق. غالباً ما ترتبط الأصوات في البرلمان التي تعارض الولايات المتحدة بالمجموعات الموالية لإيران في العراق والتي لها علاقات مباشرة مع الحرس الثوري الإيراني، مما يعني أن الولايات المتحدة لا تريد الرد على الهجمات في العراق والتسبب في وقوع إصابات. فعندما ردت الولايات المتحدة بضربات جوية عام 2019، أدت إلى هجوم على السفارة الأميركية في بغداد وردت الولايات المتحدة بقتل سليماني وأبو مهدي المهندس. تلك هي الحلقة التي قادتنا إلى ما نحن عليه الآن.

وتشير التقارير الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة ردت فعلاً في سوريا. وأشارت شبكة (سي إن إن) إلى أن “قوات التحالف ردت بإطلاق النار بعد تعرضها لهجوم، صباح الأربعاء، من قبل مجموعات يشتبه في أنها مدعومة من إيران، أطلقت ثماني طلقات من النيران غير المباشرة على قاعدتها شرق سوريا، بالقرب من الحدود العراقية، على الرغم من عدم وقوع إصابات في صفوف التحالف، بحسب ما أفاد بيان من التحالف”.

وافاد بيان أميركي أن التحالف “رد بسرعة، وأطلق ست قذائف مدفعية باتجاه نقطة انطلاق الهجوم خارج الميادين في سوريا”. وتُعرف الميادين بأنها مركز للنشاط الإيراني.

الآن، صراع الظل الذي ظهر إلى العلن، والذي امتد من بغداد إلى الهجمات على الولايات المتحدة في حامية التنف في سوريا، آخذ في الازدياد ومهدد بالانفجار. قد يؤثر هذا على إسرائيل أيضاً؛ لأن تقارير أجنبية قالت في الماضي إن الجماعات الموالية لإيران استهدفت التنف رداً على الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا. ويمكن أن يؤثر أيضاً على المفاوضات النووية مع إيران في فيينا.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.