NORTH PULSE NETWORK NPN

مهرجان “ليلون السينمائي الدولي” رسالة سلام للعالم من أجل عفرين

نورث بالس- الشهباء

في مخيمات المهجرين من أهالي عفرين، يُنظم مهرجان “ليلون السينمائي الدولي” في نسخته الأولى في الشمال السوري بمشاركة 58 فيلماً بين قصير وروائي طويل ووثائقي من دول عدة.

ويحمل مهرجان “ليلون” الذي انطلقت فعالياته في الـ21 من الشهر الجاري والذي يصادف اليوم العالمي للسلام، شعار: “زهرة بمفردها لا تشكل حديقة للمهرجان”، وهو ما يرمز إلى دمج الثقافات وتنوعها.

هدف المهرجان

وتكمن أهمية اعتماد المخيمات مكاناً لإقامة مهرجان من هذا النوع في يوم السلام العالمي، بحسب تصريح المخرج السينمائي وعضو اللجنة الإدارية للمهرجان “محي الدين أرسلان” لـ NPN في أنه :”وسيلة لإبراز قضية عفرين وأهلها النازحين والقاطنين في المخيمات، وتوجيه رسالة تتضمن أهمية إحلال السلام محل الحرب، وضرورة خروج المجتمع الدولي عن صمته تجاه ما يتعرض له أبناء عفرين من جرائم حرب من قبل الدولة التركية وفصائلها المعارضة”.

ويعتقد محي الدين أن هدفهم قد تحقق إلى حد كبير، في إشارة إلى المشاركة اللافتة للمخرجين الدوليين الذين شاركوا بأفلامهم المتنوعة في المهرجان وأكدوا من خلالها على دعمهم الكبير لعفرين وأهلها المهجرين، ويعبر بالقول: “ليلون هو حصاد مقاومة وسلاح للردع، عفرين بثقافتها وروحها السموح وحبها لرسالة الحياة حضنت جميع أطياف الشعب السوري وكانت خير أمّ لكل سوري قطنها، فاستُهدِفت لأجل هذه الثقافة، وهذه رسالتها الإنسانية لأن تواجه مختلف صنوف الأسلحة بثقافة الفن والتسامح، أن تحارب الاحتلال بدعوة للحوار الثقافي، أن تطلق مهرجاناً دولياً في المخيمات وتدعو إلى التسامح والسلام في يوم السلام العالمي”.

ويسعى القائمون لأن يكون هذا المهرجان جسرًا ثقافيًا مهمًا وخطوة نحو إيصال ثقافة البلد المستضيف إلى شعوب العالم، وفرصة مهمة لتلاقي المخرجين والكتاب وتلاقح الأفكار والروئ، وللتلاقي الفني الذي يجتاز الحدود لبناء العلاقات وتعزيز التبادل الثقافي لتشكل أرضية مهمة لخلق العلاقات على مختلف الأصعدة (الثقافية، الفنيّة، الدبلوماسيّة، السياسيّة، الاجتماعيّة) بين الشعوب والدول.

2200 فلم تقدموا للمهرجان

التحضيرات بدأت منذ ما يقارب الستة أشهر من خلال التحضير لموقع رسمي للمهرجان ووضع الخطط والأفكار والرسائل والأهداف لتحقيق أكبر قدر من التواصل “لعلنا نكسر الصمت الدولي حيال احتلال مدننا من عفرين لسريه كانيه وتشكلت لجان عدة في كل مرحلة من مراحل المهرجان بلجنة المشاهدة والترجمة والعلاقات والإعلام واللجان الفنية الأخرى”، على حد تعبير زيلان سليمان المخرجة وعضو اللجنة التحضيرية للمهرجان.

وخلال هذه الفترة تم تجهيز مسرح دائري ضمن مخيم سردم ومسرح آخر في مخيم “برخدان” اللذان يحتضنان مهجري عفرين منذ مطلع 2018، كما وتمت ترجمة الأفلام إلى اللغتين العربية والكردية وتحضير أغنية خاصة بالمهرجان بثلاث لغات ( كردية – عربية – إنكليزية)، وتتم هذه الأعمال تحت سقف “كومين سينما عفرين” وهي مؤسسة تعنى بالإنتاج السينمائي وله عدة أفلام.

وفتح باب استقبال الأفلام في الفترة ما بين ١ / ٧ ولغاية ١٥ / ٨ / ٢٠٢٠، ووصل عدد الأفلام المقدمة ٢٢٠٠ فيلم من ما يقارب ١٥٠ دولة حول العالم، وتشير زيلان إلى المعايير التي اعتمدت لاختيار الأفلام بالقول: “تم تشكيل لجنتين لاختيار الأفلام حسب المعايير المعتمدة والمتعلقة بالفكرة المطروحة والاحترافية في التصوير والرؤية الاخراجية الصحيحة”.

جوائز عدة للأفلام الفائزة في الختام

واقتصر عدد الأفلام المختارة من أصل 2200 فلم، على 58 فلماً فقط لعرضها في المهرجان، وذلك استناداً على عدد أيام “مقاومة أبناء عفرين في وجه الغزو التركي والفصائل المعارضة التابعة لها في أواخر 2017 ضد منطقة عفرين السورية، التي استمرت 58 يوماً” بحسب ما أكدته زيلان.

أما عن مضمون الأفلام فبحسب زيلان أنها تنوعت بين أفلام تتكلم عن المرأة وأخرى عن التكنولوجيا وأضرارها على المجتمع، إضافة لأفلام تاريخية وأخرى تسرد معاناة الإنسان والهجرة والأطفال المشردين والخيال العلمي.

وبدأ عرض الأفلام بعد يوم من الافتتاح الذي صادف 21 من سبتمبر الجاري، وستحدد الأفلام الفائزة من قبل لجنة التحكيم المؤلفة من سبعة اشخاص، وهم  “باروج اكراي وحسين حسن من باشور كردستان، اريكا من مكسيك، علي بدر خان من مصر، بيندتا من ايطاليا، توراج اصلاني من ايران، ابو بازلي من تركيا” وستوزع ثلاث جوائز للأفلام وأخرى للجنة التحكيم.

ونتيجة ظروف الحصار وانتشار جائحة كورونا كان الاتصال مع اللجنة التحضرية والتحكيم افتراضياً، وحتى رسائل المخرجيين الدوليين كان عبر عرض مقاطع فيديو مسجلة في المهرجان والذي كان أحد عروض اليوم الأول للمهرجان الذي بدا في مخيم برخدان بحضور حشد من أهالي عفرين.

رسائل تدعو للسلام

“أن تكون مدينتك محتلة ومنهوبة ومسروقة وأنت تفكر في أن تجعل العالم واحدًا ينطق بلسان واحد وقلب واحد وأن تدعو العالم إلى الحوار من أجل الحب وأن تجتمع المصالح في مصلحة واحدة وهي التآخي والحب والاحترام المتبادل بين شعوب العالم من خلال هذا المهرجان، فهو إنجاز بحد ذاته ودليل على مدى قوة الإرادة التي يتمتع بها هذا الشعب العظيم”، هذه كانت أهم رسالة وجهت في يوم الافتتاحية عبر كلمات عائشة رجب الرئاسة المشتركة لهيئة الثقافة والفن لشمال وشرق سوريا، وكلمة شيراز حمو الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين.

حفل الافتتاح ركز على إحياء الفلكلور العفريني

في حين تخللت الفعاليات في يوم الافتتاحية عروض غنائية وراقصة من قبل الفرق الفنية الفلكورياة التابعة لحركة الثقافة والفن في الشهباء، وفي النهاية تم عرض فلم قصير باسم “kurdê”، تمحور مضمونه عن شخصية الفنان الشعبي العفريني “بافي  صلاح” المعروف بأغانيه الشعبية، وتم التعريف بالمواهب التي كان يتمتع بها شخصية بافي صلاح ومنها موهبة التمثيل ودوره المميز في الفن المسرحي.

هذا وسيعرض مهرجان ليلون السينمائي الدولي الأفلام بشكل يومي حتى تاريخ 27 من الشهر الجاري، في كل من مخيمي سردم وبرخدان بشكل متزامن.

وتتنوع الأفلام التي ستعرض بين افلام قصيرة مدتها دقيقة واحدة واخرى طويلة تمتد لساعة ونصف الساعة، ومن بينها عدة أفلام أجنبية وعربية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.