NORTH PULSE NETWORK NPN

سمير عزام تعليقاً على أحداث السويداء: روسيا تدعم الحكومة والإرهابيين معاً

نورث بالس

أكد سمير عزام على اتباع سكان السويداء نهج الحياد الإيجابي في التعامل مع الأزمة السورية وحماية المحافظة من الاعتداءات، مبيناً أن روسيا تتبع سياسة “مافياوية” في دعم الحكومة والإرهابيين في آن واحد ما يحصل هي محاولة بائسة من روسيا لإرضاخ السويداء.

وجاء حديث منسق تجمع السوريين العلمانيين الديمقراطيين – السويداء سمير عزام، في تصريح خاص لـ “NPN” عبر الهاتف، تعليقاً على الأحداث القائمة في محافظة السويداء.

“فصيل مبايع لجبهة النصرة هاجمت السويداء بدعم روسي”

وقال عزام: “دارت معركة كبرى أمس بين وحدات حماية السويداء “القوات المحلية والقوات الرديفة لحكومة دمشق” والفيلق الخامس وإحدى الألوية ضمنها والتي كانت مبايعة “لجبهة النصرة” أجرت لها روسية مصالحة وأدخلتها ضمن تشكيلات الفيلق الخامس المدعوم روسياً”، مضيفاً أن هذه المعركة ليست الأولى ولكنها كانت الأكبر وتفوق اللواء الثامن على الأولى بالمعدات والأسلحة العسكرية، لقي فيها العشرات حتفهم وخلفت عشرات الإصابات.

وأشار عزام إلى أن هدف روسيا من استخدام ما أسماه بالفصيل الإرهابي المبايع للنصرة في إشارة منه إلى “اللواء الثامن” في الهجوم على السويداء، هي محاولة يائسة وبائسة من روسيا لإخضاع المحافظة من أجل استعادة السيطرة عليها من قبل النظام “حكومة دمشق”.

مبيناَ أن روسيا حاولت في السابق تطبيق هذه السياسة، معيداً إلى الأذهان هجوم تنظيم “داعش” الإرهابي على ريف السويداء الشرقي 25 تموز 2018، عندما فتح الطريق لداعش، وقال: “هذا الهدف الروسي لم يتحقق حينها ولن يتحقق الآن”.

“السويداء انتهجت الحياد الإيجابي منذ بداية الأزمة”

أوضح عزام أن سكان السويداء اتخذوا الخيار الثالث والحياد الإيجابي مساراً لهم في الأزمة السورية، لأنهم يدركون أن الأزمة لها جذور تاريخية وإفرازات رأوها خلال الصراع بين الاستبداد وشعب متطلع للحرية.

وتابع قائلاً: “ولكن بعد تسليح الحراك من قبل دول معادية لحرية الشعوب والديمقراطية وعلى رأسها تركيا وقطر، حرفوا هذا الحراك المحق لتحقيق الحرية والكرامة والعيش بسلام بين كافة الشعوب، وتحولوا إلى فصائل مرتزقة وإرهابية بدأوا ينفذون ما يطلب منهم من الخارج، وحقيقة قدموا نموذج لأبشع صراع شهده الربع الأخير من القرن العشرين والأول من القرن والواحد والعشرين، وهذه الفصائل كانت تصارع وتتذابح فيما بينها أيضاً، وبعد أن لجأت إلى المناطق المحتلة من قبل تركيا شمالي سوريا، لازال الصراع بينهم مستمرا، فماذا قدمت هذه الفصائل لسوريا حتى الآن حتى ندعمها؟ فهذه هي النماذج للفصائل التي قدموه للسورين.”

“روسيا تدعم الإرهابيين والحكومة في آن معاَ”

وأضاف سمير عزام إلى حديثه تعقيباً على السياسة الروسية المتبعة في سوريا: “ندرك أن التدخل الروسي لا تهدف إلا لتحقيق مصالحها ولا تهدف لإنهاء الحرب ولا حل الأزمة ولا احقاق الحقوق للشعب السوري”.

معتبراً أنها مصالح غير شرعية وتجهد لتحقيقيها عبر إجراءات عبثية سترتد عليها يوماً ما، وتتعاطى مع كافة جهات الصراع بطريقة غير أخلاقية، تدعم الإرهابيين حين ترى مصلحتها معهم وتدعم الحكومة السورية.

ووصف عزام اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة بالإرهابيين من “أنصار السنة” وبايعوا جبهة النصرة سابقاً، ضمتهم روسيا للفيلق الخامس من خلال التسويات ضمن مبادرة المصالحة الوطنية بقيادتها، مشيراً إلى أنهم يخوضون أحيانا اشتباكات مع حواجز الحكومة في درعا وسيطرت على عدة حواجز بدعم روسي.

وأكد على إدراكهم للمخططات الروسية في السويداء، مبدياً على عزم سكان السويداء الرد عليها بقوة وإفشالها.

“سنتصدى لأي هجوم ومستعدون للحوار إن رغبت بها روسيا”

وأعرب سمير عزام عن اعتقاده بالخيبة التي أصابت بها روسيا يوم أمس في السويداء، قد تؤدي إلى تغيير خطط وإدراك روسيا تجاه السويداء، وأن روسيا حديثة العهد بالمنطقة وليست مثل فرنسا وبريطانيا اللتان تملكان خبرة هائلة عن المنطقة وجغرافيتها ومكوناتها.

ولفت إلى أنها تتعامل بالطريقة “المافياوية” المتبعة في الحكم بروسيا، وأضاف: “تتقرب من هذا الفريق إن سار باتجاه الهدف الروسي فتسانده لفترة، وإن اختلف معها عادت وحاربتها ووصفتها بصفات الإرهاب والانفصال وما إلى ذلك”.

وبيّن أن روسيا لم تحارب الإرهاب في سوريا بموجب قرار الأمم المتحدة، وأنها كانت تنقل إرهابيي داعش والنصرة في سوريا من مكان لآخر، بهدف السيطرة على ثروات سوريا في كل مكان حتى في المناطق الخارجة عن سيطرتها.

وأكد منسق تجمع السوريين العلمانيين الديمقراطيين – السويداء سمير عزام في ختام حديثه على أنهم مستمرون بموقفهم وسيدافعون عنها بـ “بسالة” على حد تعبيره. مشيراً إلى أن الكرة بالملعب الروسي، إذا أرادت الاستمرار في العداء سيقفون في وجهها، وإن أرادت التباحث والمفاوضات فلن يغلقوا الباب أمام أي جهة كانت.

وتشهد بلدة قريّة في ريف السويداء جنوب البلاد، منذ يوم أمس الثلاثاء، اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الأزمة بين الفصائل المحلية بقيادة “رجال الكرامة” من جهة واللواء الثامن المنضوي تحت راية الفيلق الخامس المدعوم روسياً من جهة، أدى إلى مقتل وإصابة العشرات بين الطرفين، في محاولة من الأخيرة توسيع نطاق نفوذها على حساب الأولى.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.