نورث بالس
البداية من نتائج الزلزال الذي ضرب الأراضي السورية والتركية، قالت صحيفة العرب: “عكس لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بوزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين تقارباً كبيراً بين أنقرة وتل أبيب، وهو ما دلّت عليه تصريحات متبادلة بينهما بعد الزلزال الذي يبدو أنه قد نجح في تقريب أردوغان من إسرائيل، في الوقت الذي استفاد فيه الرئيس السوري بشار الأسد من الزلزال غرب البلاد؛ لإزالة البرود من علاقاته العربية.
وفيما جرى لقاء كوهين مع أردوغان بعيداً عن الإعلام، عرف لقاؤه مع وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو تبادلاً لعبارات الشكر والتعاطف، ما يظهر أن الزلزال نجح في تبديد ما تبقى من عناصر التوتر والشك خاصة من الجانب التركي.
وقال جاويش أوغلو الثلاثاء إن “إسرائيل كانت من أوائل الدول التي أرسلت مساعدات، وفرقها وطواقمها الطبية قدمت دعماً كبيراً لأعمال البحث والإنقاذ في ولاية قهرمان مرعش (مركز الزلزال)”، معرباً عن شكره لإسرائيل وشعبها.
وعدد وزير الخارجية التركي نجاحات التدخل الإسرائيلي في جهود الإغاثة من الزلزال بشكل لم يحصل مع أي بلد آخر بمن في ذلك الأصدقاء التقليديون لأنقرة الذين كانوا أول من هب للنجدة، مشيراً إلى أن فرق البحث الإسرائيلية أنقذت 19 شخصاً من تحت الأنقاض، وأن إسرائيل أقامت مستشفى ميدانياً في قهرمان مرعش، وخصصت طائرة شحن عسكرية، وأرسلت 70 طناً من المساعدات.
وذكر أن بلديات وإدارات محلية ومنظمات مدنية في إسرائيل قدمت إلى تركيا مساعدات عينية ونقدية أيضاً، في إيحاء بأن العلاقة مع إسرائيل تتجاوز البعد الرسمي إلى البعد الشعبي التلقائي.
وتساءل مراقبون عن سر المبالغة في الإشادة بالدور الإسرائيلي والنظر إليه كمكسب سياسي وليس تحركاً إنسانياً خالصاً كما قال كوهين؟ وهل أن الأمر مرتبط بالفرصة النادرة التي وفرها الزلزال لتركيا والتي تسمح لها بتطبيع سهل ومجاني دون إحراج أردوغان واضطراره إلى تقديم تنازلات سياسية يمكن أن تثير غضب حلفائه من الإسلاميين الفلسطينيين وفي المنطقة عموما؟
ولا شك أن الإشادة بالدور الإسرائيلي، والتي نقلتها وكالة الأناضول بتفاصيل مطولة، ستفرض معطيات إعلامية جديدة على الخط التحريري للمؤسسات الإعلامية التركية الرسمية، بما فيها وكالة الأنباء، في طريقة التعامل وكتابة التقارير بحكم اعتمادها تناولاً لا يميل إلى وجهة النظر الإسرائيلية.
ويُنتظر أن تخفف وسائل الإعلام التركية الموالية لأردوغان من حدة الخطاب المشحون ضد إسرائيل من خلال التغطية الإخبارية للعمليات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وأن تسعى إلى تغطيات باردة تساوي بين من كانت تصفه بالمحتل ومن تصفهم بالمقاومة التزاماً بمتطلبات “المرحلة الجديدة” التي تحدث عنها جاويش أوغلو.
وتعكس الحفاوة التركية بالمساعدات الإنسانية الإسرائيلية، وبزيارة كوهين، مساراً سعى أردوغان إلى تعبيده من خلال سلسلة من التصريحات والاتصالات على مستوى عال لطمأنة إسرائيل بأن تركيا تغيرت وأن ما يهمها هو مصالحها، وأن زمن الشعارات قد ولى.
وفيما قاد الزلزال إلى تقريب الرئيس التركي من إسرائيل، وفر أيضاً -وفي خط معاكس تماماً- للرئيس السوري فرصة فتح قنوات التواصل عربياً وبشكل علني، خاصة مع الدول التي مازال موقفها متردداً بشأن عودة العلاقات الثنائية مع دمشق مثل السعودية.
وهبطت طائرة سعودية تحمل مساعدات إغاثية لمنكوبي الزلزال المدمّر الثلاثاء في مطار حلب الدولي، وفق ما أفاد به مسؤول في وزارة النقل السورية، وهي الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق؛ إثر نشوب النزاع قبل أكثر من عشر سنوات.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.