NORTH PULSE NETWORK NPN

هل تخطط واشنطن لتأسيس جيش “سوري حر” جديد

نورث بالس

 

تزداد حدة التصريحات الروسية تجاه أنشطة الولايات المتحدة الأمريكية الخطيرة في سوريا، وتحذيرها من الخطط الجهنمية التي تعدها واشنطن لضرب استقرار مناطق سيطرة النظام السوري، وتعزيز قدرات الجماعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي.

 

حيث اتهم ممثل روسيا الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، يوم الثلاثاء، الولايات المتحدة الأميركية بتأسيسها جيشاً في سوريا يضم عناصر من تنظيم “الدولة” (داعش).

 

وقال نيبينزيا، خلال جلسة في مجلس الأمن، إن الولايات المتحدة تعمل على تجهيز “جيش سوري حر” في محيط الرقة لمهاجمة قوات النظام السوري.

 

وأضاف: “نود أن نشير مرة أخرى إلى النهج التدميري للولايات المتحدة، والذي على ما يبدو، لم يعد كافياً لضخ الأسلحة في التشكيلات المسلحة غير الشرعية التي أنشأتها في التنف”.

 

وتابع نيبينزيا: “وفقاً لمعلوماتنا، بدأت واشنطن بإنشاء جيش سوري حر في محيط الرقة السورية بمشاركة ممثلين عن القبائل العربية المحلية ومسلحي داعش ومنظمات إرهابية أخرى”.

 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد اتهم في وقت سابق الولايات المتحدة بتشكيل الجيش، إذ قال آنذاك إن “الهدف واضح وهو استخدام هؤلاء المسلحين ضد السلطات الشرعية في سوريا لزعزعة استقرار الأوضاع في البلاد”.

 

هذه التصريحات أكدها منذ أسبوعين، رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسية “سيرغي ناريشكين”، الذي قال بأن معلومات استخبارية تفيد بتلقي عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” تدريبات مكثفة بقاعدة التنف الأمريكية في سوريا، على تنفيذ عمليات إرهابية داخل روسيا .

 

وجاء ذلك في كلمة ألقاها “ناريشكين”، خلال مشاركته في اجتماع دولي حول الأمن عقد بالعاصمة الروسية موسكو.

وأوضح “ناريشكين” أن “الولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو تدعم الإرهابيين والمجموعات الانفصالية في سوريا منذ عام 2011.

 

وبالإضافة إلى تصريحات المسؤولين الروس حول الخطر الكبير الناجم عن السياسيات العدائية للإدارة الأمريكية في سوريا، أفادت بدورها عدّة صحف غربية الشهر الماضي بعزم واشنطن ضرب المواقع والنفوذ الروسي على البحر المتوسط.

 

هذه المقالات المطولة تم الحديث عنها على خلفية تسريبات استخباراتية كبيرة تعرضت لها وزارة الدفاع الأمريكية، والتي اتضح فيما بعد مصداقيتها.

 

ففي إحدى الوثائق المسرّبة، كان يدور في أروقة وزارة الدفاع الأمريكية بالتعاون مع جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية، حديث عن إمكانية ضرب مجموعة “فاغنر” والقواعد العسكرية الروسية من خلال قوات سوريا الديمقراطية التي نفت فى وقت لاحق هذه الأنباء..

 

هذه التقارير والتسريبات والتصريحات جميعها وإن دلّت، فهي تدل على نية حقيقة للإدارة الأمريكية بإعادة تأجيج الفوضى في سوريا، وتحويلها إلى دائرة نزاع إقليمية، كون موسكو لن تتساهل مع الامريكان في مسألة زعزعة استقرار المدنيين، وضرب مطار حميم العسكري، أو شن عمليات عدوانية على قواتها هناك.

 

الكاتب: محسن المصري

المقال يعبر عن رأي الكاتب

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.