NORTH PULSE NETWORK NPN

​​​​​​​المونيتور: إيران وحزب الله يتوسطان لإعادة العلاقات بين حماس ودمشق

تصاعد الحديث الإعلامي حول عودة العلاقات بين حكومة دمشق وحركة حماس الفلسطينية بعد تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، عن أجواء إيجابية تحيط بجهود إعادة العلاقات بين حماس وحكومة دمشق، بحسب موقع المونيتور الأميركي.

وفي مقابلة مطولة مع قناة الميادين اللبنانية يوم 27 كانون الأول/ديسمبر، قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله: “يجب استعادة هذه العلاقة، لكنها ستستغرق بعض الوقت”.

وأضاف أن لقاءاته خلال الأشهر الماضية مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، تناولت قضايا استراتيجية من بينها إعادة العلاقات مع دمشق، والعداء لإيران وصفقات التطبيع العربي مع إسرائيل.

وتدهورت العلاقات بين حماس وحكومة دمشق بعد اندلاع “الثورة السورية” نهاية عام 2011، واتخذت حماس موقفًا محايدًا في الصراع، حيث شعرت أن وجودها في سوريا سيكون له ثمن سياسي، ونتيجة لذلك، غادرت حماس الأراضي السورية في أوائل عام 2012.

واتهم الرئيس السوري بشار الأسد، حماس وبعض أعضائها في عدة مناسبات بدعم جماعات المعارضة السورية والقتال إلى جانبها، واعتقلت الحكومة بعض عناصر حماس الذين بقوا في الأراضي السورية وصادرت ممتلكاتهم.

وبحسب الموقع، فإنهم وفي هذا السياق تواصلوا مع عدد من مسؤولي حماس للاستفسار عن جهود إعادة العلاقات مع حكومة دمشق، لكنهم رفضوا التعليق.

وقالت مصادر مقربة من حماس في لبنان لـ “المونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها، إن قيادة حماس منعت مسؤوليها والمتحدثين الإعلاميّين من التحدث إلى الصحافة حول طبيعة المفاوضات لتجنّب إفشالها.

وقالت المصادر إن المحادثات التي تقودها إيران وحزب الله لإعادة العلاقات مع سوريا قد أحرزت تقدمًا ملحوظًا. وأشاروا إلى أن هنية اجتمع مع نصر الله أكثر من مرة في بيروت خلال الأشهر القليلة الماضية لبحث القضايا التي تمس العلاقات بين حماس والمحور الإقليمي بقيادة إيران الذي يضم سوريا وحزب الله، وكذلك إعادة العلاقات مع حكومة دمشق.

وتتوقع المصادر أن يشهد عام 2021 عودة بعض قادة حماس إلى دمشق، حيث تعترف حماس وحكومة دمشق بالتحديات التي تنتظرهم وتدرك أنهما بحاجة إلى تسوية خلافاتهما.

وفي بيان أصدرته في 30 كانون الأول / ديسمبر، أدانت حماس القصف الإسرائيلي لدمشق، الذي أدى إلى مقتل جندي سوري.

وبدأت الوساطة التي قادتها إيران وحزب الله مع انتخاب قيادة جديدة للحركة في عام 2017، حيث تم انتخاب هنية رئيسًا جديدًا لحركة حماس، وتتهم دمشق قيادة حماس السابقة بقيادة خالد مشعل، بقطع العلاقات، حيث رفض إدانة الاحتجاجات التي اندلعت ضد حكومة دمشق، كما رفع مشعل علم ما يسمى المعارضة السورية خلال احتفال لحماس في قطاع غزة عام 2012.

إلى هذا، قال عضو في البرلمان الإيراني للموقع، شريطة عدم الكشف عن هويته، “إن جهود إعادة العلاقات بين حماس وسوريا تسير في الاتجاه الصحيح وستتجسد قريبًا”.

وأشار إلى أن القائد الراحل لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، قاد تلك الجهود قبل مقتله في كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، ويواصل عناصر الحرس الثوري والنظام الإيراني بالتعاون مع حزب الله العمل في هذا المجال.

وأضاف المسؤول: “تسارعت وتيرة التقدم في المحادثات من خلال القضاء على الجماعات المسلحة في معظم الأراضي السورية، واستعادة سيطرة الجيش السوري على معظم أنحاء البلاد، كما أدرك النظام السوري وأطراف المحور الأخرى الخطر الذي يتهدد المنطقة بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده ومن قبله سليماني، بالإضافة إلى قطع طرق إمداد مع المقاومة الفلسطينية في غزة”.

ورغم موقف حماس من “الثورة السورية”، لم تنقطع علاقتها بإيران وحزب الله، الحليفين الأبرز لحكومة دمشق، رغم تدهورها، وقد سهّلت هذه العلاقات الدائمة جهود إعادة الاتصال بينهما، حيث كان يقود نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري، هذه الدعوات وترأس الاتصالات بين حماس ودمشق.

وفي هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس عبد الستار قاسم، إن أسبابًا كثيرة دفعت حكومة دمشق إلى تقييم إعادة العلاقات مع حماس، لا سيما وأن الأسد رفض بشكل قاطع جميع الوساطات في السنوات الأخيرة”.

وأضاف قاسم: “بناءً على المعلومات التي لديّ بسبب علاقتي الجيدة بشخصيات معينة في سوريا ولبنان، فقد ضغطت إيران وحزب الله بقوة هذا العام على الأسد للتراجع عن قضية المصالحة مع حماس”، وقال إنه يتوقع عودة قادة ونشطاء حماس إلى دمشق في الأشهر المقبلة.

بدوره، قال المحلل السياسي المقرب من حماس إبراهيم المدهون للموقع، إن الفجوة بين حماس وحكومة دمشق تقلصت بشكل كبير مع جهود الوساطة.

وأشار المدهون إلى أن صفقات التطبيع العربية الأخيرة مع إسرائيل هي من دفعت حماس للانضمام إلى سوريا وإيران وحزب الله، قائلًا إنه “يتوقع أن تعزز حماس علاقاتها مع المحور في الأشهر المقبلة”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.