NORTH PULSE NETWORK NPN

تركيا وإيران.. ما بين التحالف والتنافس على الهيمنة في الشرق الأوسط

محمد محمد– نورث بالس

تحالف الشر، كما أصبح يطلق على العلاقة القديمة المتجددة بين إيران الشيعية وتركية الاخوانية، هذا التقارب الذي بدأ يظهر مع نجاح ما تسمى الثورة في إيران، وعلى الرغم من التناقضات التي تختصر بالتنافس على توسيع الهيمنة على المنطقة.

الخلافات بين الطرفين لم تكن يوماً بين الأفضل والسيء أو الخير والشر، بل هو تنافس على سيادة الشر في المنطقة.

فلكل من الطرفين أهداف واحدة وهو السيطرة على المنطقة من خلال تفكيك الدول وإبادة القوميات والأديان التي تعارض هذه الأهداف.

أيضاً، لكلا الطرفين أعداء مشتركين، فمثلاً الطرفين يعاديان الدول التي تحتفظ بهويتها العربية كدول الخليج ومصر، بالإضافة إلى أن كلا الطرفين يعاديان الكرد.

لقد وفر التقارب بينالاخوان المسلمين، والنظام الملالي في إيران ما بعد انتصار ما تسمى الثورة الإيرانية عام 1979، الأرضية الخصبة لبناء التحالف الإيراني–التركي.

فذهبت تركيا بعد سقوط الجماعة الإخوانية وخصوصاً في مصر ما بعد مرحلة الربيع العربي – التي جعلت أنقره تفقد أهم ذراع تعتمد عليه لتنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة، للتعويض عن سقوط الإخوان بإحياء التحالف مع إيران واستكمال ما بدأته الجماعة الإخوانية وتوظيف ذلك لتنفيذ مشروعها التوسعي مستفيدة من الفوضى في المنطقة.

إيران سعت إلى إحياء الأطماع الفارسية في المنطقة عبر ما يسمى بتصدير الثورة، وفي تركيا شكلت مرحلة الالتفات إلى منطقة الشرق الأوسط ما بعد وصول حزب العدالة والتنمية ومحاولات أردوغان لاستحضار التاريخ والحديث عن إرث الدولة العثمانية، ولذلك أصبحت كل من تركيا وإيران تنظر للأخرى بأنها مكملة لمشروعها التوسعي.

في سوريا وبعد أن أغرقت تركيا البلاد بالمجموعات الإرهابية من مختلف دول العالم وبحجة دعم الثورة السورية، وبهدف إقامات إمارات إسلامية ليكون الاخوان المسلمين على رأسها، انقلبت على هذه الثورة بالتفاهم مع إيران وتقاسمت معها السيطرة، بينما وجهت إيران نفوذها في مناطق ريف دمشق وحلب وغيرها، ركزت تركيا اهتماها على شمال سوريا.

أما في العراق الحال ليس أفضل، فهناك تحالف بين إيران وتركيا لتدمير الدولة العراقية وإنهاء وجود الكرد هناك، وكان أخر الدلائل الهجمات المشتركة من الدولتين على مناطق حفتانين وقنديل شمال إقليم كردستان.

التآمر التركي – الإيراني وصل إلى اليمن، حيث تتدخل إيران هناك لمحاربة التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات، وتحدثت مصادر بأن إيران بدأت بالتدخل هناك عبر دعم جماعات الاخوان.

تركيا وإيران تعلمان أن ما يفرقهما أكثر مما يجمعهما، وهما وإن تشاركتا في الهدف؛ إلا أنهما تختلفان في سياسة تطبيقه؛ فتركيا تطمح إلى أن تكون عاصمة “العالم السني” في مقابل إيران ترى في نفسها زعيمة “العالم الشيعي” وممثلته الوحيدة. وكلا النظرتين تخفيان مطامع كثيرة في الشرق الأوسط ورغبة قوية في منافسة مكانة المملكة العربية السعودية ومصر وغيرها من الدول العربية في المنطقة.

 

مقال رأي ليس بالضرورة ما جاء في المقال أن يعبر عن رأي الشبكة

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.