NORTH PULSE NETWORK NPN

دمشق تسعى للتقارب مع أنقرة ضد السوريين للتخلص من مشاكلها الداخلية

نورث بالس

 

تواجه حكومة دمشق بقيادة بشار الأسد في الآونة الأخيرة ارتفاع أصوات من داخل الحزب الحاكم وعدد من القيادات العسكرية ومن أبناء عمومته، تفضح الخلافات العميقة بين هذه الأطراف، ودفع هذا الأمر دمشق لعقد تحالف مع النظام التركي ضد الشعب السوري بغية حماية حكمه ومصالحه.

 

وترى تركيا في هذا التقارب خطوة للتخلص المأزق الكبير الذي دخلت فيه بعد فشلها في ملف اللاجئين السوريين واستثماره في ابتزاز الدول الأوروبية والحصول على مساعدات مالية ضخمة، لقد أصبح هذا الملف يؤرق النظام التركي نتيجة الرفض الشعبي لتواجدهم.

 

ولتركيا أهداف أخرى تسعى لتمريرها عبر هذا التحالف الجديد اذا تشكل وهو تنفيذ عدوانه على مناطق الإدارة الذاتية وجعله يتحول إلى المصالحة مع حكومة دمشق الذي يعيش في مأزق اقتصادي واجتماعي وسياسي نتيجة عوامل كثيرة.

 

ويقول رياض درار الرئيس المشترك السابق لمحلس سوريا الديمقراطية، أن “أردوغان الذي فشل في الإطاحة ببشار الأسد وإقامة نظام إخواني موالي له، وفشل تنظيمه الإرهابي داعش في احتلال مناطق الإدارة الذاتية، ودعم الولايات المتحدة المستمر عسكرياً لقوات سوريا الديمقراطية، مما جعل المنطقة أكثر أمناً واستقراراً، جعله يتجه نحو النظام السوري في خطوة جديدة يمكن له تحقيق مالم يستطع القيام به، على الرغم من العوائق الكثيرة التي تمنع من حصول تقارب أو مصالحة مع النظام، كون الأخير يشترط لإنجاح هذا التقارب انسحاب الاحتلال التركي الكامل من الشمال السوري وتسليم ملف التنظيمات الإرهابية أو ما يسمى بالمعارضة “الائتلاف السوري” الذي تدعمه تركيا، إلى جانب تسليم المعابر للنظام، إلا أن الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية الحالية خلقت قواسم مشتركة بين النظامَين قد تساعد على حدوث تقارب بينهما.”

 

ولكن على ما يبدوا أن المخطط الجديد قد لا يرى النور كسابقاته في ظل رفض تركيا الانسحاب من الشمال السوري كشرط أساسي وضعته حكومة دمشق لحدوث التقارب.

 

ويرى رياض درار، أنه “لا يعني الوصول إلى طريق مسدود، فقد يقومان مثلا بوضع جدول زمني للانسحاب من الشمال السوري في حال تحققت الأهداف التركية، وأهمها الوقوف معاً ضد الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، فتعنّت النظام السوري وسياسته الشوفينية تجاه قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في الاعتراف بحقوقهم تتلاءم مع الأهداف التركية لضرب الإدارة الذاتية، خاصة في ظل النجاحات الاقتصادية والأمنية والعسكرية التي حققتها مقارنة مع مناطق النظام ومناطق الاحتلال التركي اللذان يخشيان من هذه النجاحات ويحاولان بشتّى الوسائل تشويه صورة الإدارة الذاتية ويهدفان لتعزيز تعاونهم ضدها.”

 

ولإنجاح هذا التقارب تركيا قد تتخلّص من الفصائل أو حتى الشخصيات السياسية التي تشكّل تهديداً لحكومة دمشق وترفض أي تقارب بين النظامَين التركي والسوري. بتسليم ملفاتهم لدمشق مقابل وقوفها إلى جانبها ضد قوات سوريا الديمقراطية في حال حصل تقارب بين الطرفين.

 

ونتيجة اتفاقات “آستانا”، فإن النظامَين التركي والسوري يتفقان ضد تواجد القوات الأمريكية شريكة قوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب في شرقي الفرات، ويطلبان من الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، وتركيا التي تحلم بمشروع استعادة الامبراطورية بغاية التأثير في السياسات العالمية، تأمل بسد الفراغ الأمريكي وتعزيز دورها الاقليمي من خلال السيطرة على شريط حدودي يمتد من سوريا إلى العراق.

 

وبالنسبة للجنة الدستورية التي ترفض دمشق استمرارها ويضع العراقيل لإفشالها، بات من مصلحة النظام التركي الآن إلغاء اجتماعات اللجنة الدستورية، كون هناك مطالب من بعض الدول في ضم مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” إلى اجتماعات اللجنة الدستورية مما قد يعني ضربةً للأهداف التركية في ضرب الإدارة الذاتية.

 

أما النظام السوري فهو يرى في هذا التقارب فرصة للحفاظ على أركانه والتخفيف من تبعات قانون قيصر عليه، وبداية للتطبيع مع المحيط العربي والدولي

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.