NORTH PULSE NETWORK NPN

تباين الظروف…تفضيل الاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية على قسوة الحياة في مناطق حكومة دمشق

نورث بالس

منذ أكثر من عقد، تعاني سوريا من أزمة لا تزال تنكشف صفحاتها، محملةً بتحدياتٍ جسامٍ تواجهها الأمة المفعمة بالأمل. حيث يسعى اللاجئون السوريون غربًا طلبًا للأمان والسكينة، ويجدون أنفسهم يتخبطون في صراعاتٍ مفروضة وشبهات تهز ثقتهم في هويتهم والمجتمعات التي يحتجون إليها.

 

تشهد المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الإرهابية أحداثًا مأساوية حيث يكابد السوريون العنف المنظم، ويزداد بريق الكراهية في أحداث العنف الساحقة، وما يلحق بها من جرائم بحق الفئة الشابة ويُفرض على هؤلاء اللاجئين التفكير المرير فيما إذا كان الأمان الذي بحثوا عنه مستحيلًا في مواجهة الإجحاف والتمييز. ولكنهم ما زالوا يحلمون بزمن جديد يسوده التكافل والسلام.

 

تعطي الصورة السياسية لسوريا ملامح لمسارات هجرة تروي قصصًا عن سياسة ضالة تلقي بظلالها على أولئك الفارين من فظائع الواقع إلى آلام الهجرة الأوروبية. بيد أن مناطق شمال وشرق سوريا تلوح في الأفق كملاذٍ للسلام والتفاؤل مقارنةً بغيرها من الأرجاء المضطربة.

 

تجلب الإدارة الذاتية تحسيناتٍ على مستوى معيشة سكانها واللاجئين من خلال المشاريع الخدمية التي تعزز البنية التحتية وتؤمن خدمات أساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، مانحةً الأمل في مستقبل تسوده حقوق الإنسان والتعايش السلمي.

 

في هذه المناطق، ينعم السكان بالأمان والحماية لتنوعهم الثقافي مع تقدير عميق لحرية التعبير واحترام الهويات. يُعاش التنوع بصورة تناسب الجميع، وهو أمر نادر الوجود في مناطق حيث تُفرض القيم الأحادية وتهمش الأقليات.

 

كما أن الحياة اليومية في مناطق الإدارة الذاتية تعكس مستوىً أعلى من الاستقرار ومقاومة لظروفٍ أكثر قسوة سائدة في باقي المناطق. تُبرز هذه المناطق فعالية واضحة في إدارة الأزمات والحفاظ على الأسعار لتوفير حياةٍ يسودها الهدوء والاستقرار.

عدا عن ذلك فراتب الموظف في مناطق الادارة الذاتية اكثر بأضعاف من الموظف الحكومي الذي أثقل كاهله ارتفاع الأسعار الحاد، والذي نتج وتضاعفت عاما بعد اخر بسبب مجموعة اضطراباتٍ بينها العقوبات الامريكية على الاقتصاد والتحركات السياسية المتقلبة.

 

فالرواتب الهزيلة التي يتقاضاها الموظفون في مناطق حكومة دمشق، لا تكاد تكفي 3 أو 4 أيام؛ لذلك يعتمد الآلاف من موظفي القطاع العام في سوريا على وظائف أخرى بعد انتهاء دوامهم الرسمي وعلى الأموال المحوّلة إليهم من أقربائهم وأسرهم في الخارج في ظل التضييق الحكومي، والانهيار المستمر للقيمة الشرائية لليرة السورية الهزيلة التي يتقاضاها الموظفون في مناطق حكومة دمشق، لا تكاد تكفي 3 أو 4 أيام؛ لذلك يعتمد الآلاف من موظفي القطاع العام في سوريا على وظائف أخرى بعد انتهاء دوامهم الرسمي وعلى الأموال المحوّلة إليهم من أقربائهم وأسرهم في الخارج في ظل التضييق الحكومي، والانهيار المستمر للقيمة الشرائية لليرة السورية

وكشف مصدر عامِل في شركة “تكامل”، المنفّذة لمشروع البطاقة الذكية في المناطق الحكومية، عن دراسة حكومية جديدة قيد التنفيذ تتضمّن توزيع الغاز بحسب عدد أفراد الأسرة، وتصل مدة التوزيع الجديدة على البطاقة إلى ستة أشهر.

 

وتُشير الدراسة الجديدة إلى استلام الشخص الواحد أسطوانة غاز واحدة كل ستة أشهر، في حين تستلم العائلة التي تتضمّن أربعة أو خمسة أشخاص أسطوانة واحدة كل أربعة أشهر.

 

فمن أحد أسباب الهجرة لمناطق الإدارة هو القرارات الضاغطة على أنفاس المواطنين، فإذا قارنّا بين مناطق الإدارة ومناطق حكومة دمشق من ناحية استلام أسطوانة الغاز، فهناك فرق كبير؛ إذ يتمتّع المواطنون الذين يعيشون في مناطق الإدارة بمزيد من الراحة والأمان، ويستطيعون استلام أسطوانة غاز كل شهر لتلبية احتياجاتهم المنزلية.

 

يُعتبر الواقع السياسي والإنساني برمته معضلةً تتطلب انتباه المجتمع الدولي وأصحاب النوايا الصادقة للبحث عن حلول تحترم وتقدس الكرامة البشرية، وتخلق بيئةً يتم فيها التعامل مع السوريين بعيدًا عن أجندات سياسية قد تهمش آلامهم وتقلل من شأن حقوقهم البشرية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.