NORTH PULSE NETWORK NPN

عبد الكريم عمر: دبلوماسيتنا وصلت لمستويات عالية والمجتمع الدولي يرتكب أخطاء كبيرة بخصوص أطفال داعش

 

نورث بالس

كشف الدكتور عبد الكريم عمر الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا خلال مشاركته في برنامج (مع صناع القرار) الذي يعرض على قناة روجآفا، المستويات الدبلوماسية الخارجية التي وصلت إليها الإدارة الذاتية، وعدد الممثليات التي افتتحتها في الكثير من الدول حول العالم.

وتحدث عن آخر التطورات في ملف عوائل ومعتقلي داعش ومقترح تشكيل محكمة ذات طابع دولي لهم، وعن حقيقة الأنباء التي تتحدث عن لقاءات جديدة بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق.

**قبل 2015 كانت الوزارات الخارجية تتعامل معنا كدبلوماسيين من الدرجة الثالثة والرابعة

أشار الدكتور عبد الكريم عمر أنه ومنذ تشكيل الإدارة الذاتية عام  2014 قاموا بجولات على عدد من الدول الأوربية للتعريف بهذه الإدارة، وقال: “ولكن حينها علاقاتنا لم تكن بالمستوى المطلوبة، فعندما كنا نطلب من الوزارات الخارجية لتلك الدول اللقاء بها كانت هذه اللقاءات تجري معنا على مستوى الدبلوماسيين من الدرجة الثالثة والرابعة، وأغلبها كانت تجري خارج مكاتب الوزارات الخارجية، ويلتقون بنا في المقاهي والأوتيلات”.

**بعد الانتصارات وهزيمة داعش حدثت نقلة نوعية في علاقاتنا الدبلوماسية

وأكد الدكتور عبد الكريم عمر أنه وبعد الانتصارات التي تحققت في مواجهة داعش وبعد الإعلان عن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، باتت علاقاتهم تجري على مستوى عالي، وقال: “الآن لدينا علاقات مع معظم الدول الأوربية بالإضافة إلى أمريكا وروسيا وكندا وعلى مستوى وزارات الخارجية، وتجري اللقاءات بيننا في مبنى وزارات الخارجية بشكل رسمي، ونجري اللقاءات مع الشخصيات من الدرجة الأولى والثانية في تلك الدول”.

**هذه أهم أسباب تطور وتوسيع علاقاتنا الدبلوماسية

ونوه عمر إلى أبرز الأسباب التي أفضت إلى تطور علاقاتهم وتوسعها قائلاً:” جاء ذلك نتيجة الدور الذي لعبته الإدارة الذاتية في مواجهة داعش، وبعد تحرير 30 % من الجغرافيا السورية من الإرهاب، وتشكيل إدارة تضم جميع المكونات وتتشارك كلها في إدارة هذه المنطقة، ونتيجة الحريات الدينية وحماية المعتقدات والأديان، بالإضافة إلى الدور الريادي والقيادي التي لعبته المرأة في هذه الإدارة، وبنتيجتها تطورت العلاقات وأصبحنا رقما صعبا في الملف السوري، والكل بات يدرك اليوم حقيقة أنه لا يمكن بعد الآن إيجاد حل للأزمة السورية بدون الإدارة الذاتية وممثليها، وبدون حل للقضية الكردية”.

**هذه هي الدول التي افتتحنا فيها ممثلياتنا بشكل رسمي

وعن عدد الممثليات التي افتتحوها في الدول أشار عمر أنه بعد تشكيل الإدارة الذاتية في روج آفا أولا، افتتحوا حينها أول ممثلية لهم وكانت في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، ولكن بعد تلك الانتصارات وتشكيل الإدارة لشمال وشرق سوريا بات لديهم اليوم ممثليات في الكثير من دول العالم وموجودة في كل من “موسكو عاصمة روسيا الاتحادية، و ممثلية للدول الاسكندنافيا والتي تضم أربعة دول هي (النرويج والسويد وفلندا والدنمارك) ومقر الممثلية في استكهولم، وممثلية لدول بيني لوكس والتي تضم ثلاثة دول هي “بلجيكا وهولندا ولوكسمبورك” ومقر الممثلية في بلجيكا، وممثلية في برلين عاصمة المانيا وأخرى في باريس عاصمة فرنسا، وممثلية في جنيف وممثلية في لبنان”.

**كل تلك الممثليات افتتحت بموافقة وزارات الخارجية لتلك الدول وهي تتعامل معنا بشكل رسمي

وأكد عمر أن كل المجتمع الدولي يتعامل مع الإدارة الذاتية بشكل رسمي، وكل هذه الممثليات يتم افتتاحها بموافقات وعلم وزارات الخارجية لهذه الدول، ويتعاملون معها كممثليات رسمية للإدارة الذاتية، والتي تقوم بالعمل السياسي والدبلوماسي والاجتماعي والعمل القنصلي في مختلف دول العالم.

**العالم يتعامل معنا كإدارة رسمية ولكن الاعتراف الرسمي لايمكن أن يتم إلا بعد حل الأزمة السورية

وحول موضوع الاعتراف الرسمي بالإدارة الذاتية قال عمر أنه :”صحيح أن العالم يتعامل معنا بشكل رسمي نتيجة الدور الذي لعبناه لهزيمة الإرهاب، ويتعاملون معنا بشكل رسمي، لكن الاعتراف الدولي موضوع آخر لأننا إدارة ذاتية داخل دولة معترف بها في الأمم المتحدة، ولسنا دولة منفصلة، أما الاعتراف الرسمي لا يمكن أن يتم إلا بعد أن يتفق السوريون فيما بينهم، والاعتراف بهذه الإدارة وتثبيتها في الدستور وحينها سيتم الاعتراف الرسمي بها، وحينها لن يحق للإدارة فتح قنصليات لها في الخارج بمعزل عن سوريا، لكن سيكون من حق هذه الإدارة افتتاح مكتب لها ضمن سفارات سوريا في الخارج، أما الممثليات الحالية هي ممثليات لهذه الإدارة ويتم التعالم معها بشكل رسمي وهي اعتراف ضمني بالإدارة”.

**أغلب الوفود التي تزورنا هي رسمية ومكلفة من حكوماتها

ونوه عمر أن أغلب الوفود الرسمية التي تزورهم في شمال وشرق سوريا هي تمثل وزارات الخارجية لدولها، وتأتي بشكل رسمي، بالإضافة إلى زيارة بعض البرلمانيين والشخصيات المعروفة من مختلف دول العالم الذين يقومون بزيارات ذاتية إلى المنطقة للتعرف على هذه التجربة. إلى جانب زيارات وفود من قبل منظمات حقوق الإنسان ومنظمات إغاثية وإنسانية.

وأكد عمر أن “غالبية من يزوروننا يأتون بشكل رسمي وهم يأتون لدعم هذه الإدارة من جهة ولتبادل وجهات النظر بخصوص مواطنيهم ممن كانوا ضمن داعش وموجودون اليوم إما في المعتقلات أو في المخيمات، وهم من جنسيات مختلفة تضم 55 دولة”. وأشار إلى زيارتين لوفد من الخارجية السويدية جاءتا بشكل رسمي، وأبدوا دعمهم ومساندتهم للإدارة الذاتية.

**علاقاتنا الدبلوماسية مع الدول العربية لا تزال ضعيفة لعدة أسباب

وحول علاقاتهم الدبلوماسية مع الدول والمجتمع العربي أشار عمر أنه في الوقت التي وصلت علاقاتهم مع المجتمع الدولي لمستوى عالي فإن علاقاتهم مع العالم العربي لم تصل إلى تلك المستويات المطلوبة، وقال: “أعتقد نحن نتحمل جزء من المسؤولية ولكن الجزء الأكبر تتحملها الدول العربية لأن بعضها لديها هواجس تجاهنا نتيجة الدعايات المضللة التي تقوم بها بعض الوسائل الإعلامية المعادية لنا، والتي تحاول إظهارنا وكأننا إدارة كردية فقط وأن لدينا ميول انفصالية ومشاريع لتقسيم سوريا وإلى ما ذلك من معلومات مضللة، ونحن في مخطط دبلوماسيتنا لعام 2021 سنسعى إلى تطوير العلاقات مع الدول العربية، ونعتقد أن هناك عدة دول عربية يمكنها لعب دور جيد في حل الأزمة السورية، وذلك على حساب الدور السلبي لتركيا وإيران”.

وفي الوقت ذاته أكد عمر أن لديهم علاقات جيدة مع بعض الدول العربية كمصر والإمارات والعراق والأردن لبنان، وقد أجروا عدة زيارات لها وشرحوا لهم حقيقة الإدارة الذاتية.

**بجانب العلاقات الرسمية نسعى لتطوير علاقاتنا على المستوى الشعبي والاجتماعي لأنها الأكثر تأثيراً

هذا وأكد عمر في حديثه أنهم يسعون بجانب فتح العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع الدول، إلى تطوير العلاقات على المستوى الشعبي والاجتماعي في أوربا والوطن العربي، وقال: “فالدبلوماسية الرسمية غالباً ما تستند إلى أجندات هذه الدول، أما الدبلوماسية الحقيقة والمؤثرة يجب أن تكون مع مؤسسات المجتمع المدني ومع النقابات والمثقفين والأكاديميين، ولدينا تجربة ناجحة في هذا المجال، فحين اجتياح تركيا لشمال شرق سوريا، رأينا الضغط الذي مارسه المجتمع داخل أوربا وأمريكا على دولهم، وتحت هذا الضغط الإعلامي والجماهيري اضطر ترامب للتراجع عن قرار الانسحاب الكامل، كما أنه وفي اليوم العالمي للتضامن مع كوباني كل العالم تضامن ودعم مقاومة كوباني، وهذا كله يؤكد أن العلاقات على المستوى الاجتماعي والشعبي لها أهمية كبيرة”.

**ملف عوائل ومعتقلي داعش معقد ويحتاج إلى دبلوماسية واسعة وحلول دولية

أما عن ملف عوائل ومعتقلي داعش في مناطق شمال وشرق سوريا أكد عمر أنه :” لا يمكن حله من قبل الإدارة الذاتية فقط، لأنه ملف شائك وملف دولي، وهذا بحاجة إلى تعاون بيننا وبين المجتمع الدولي لحلها، الكل بحاجة إلى المحاكمة، وطالبنا بأن تتشكل محكمة دولية في المنطقة، لسببين الأول لأنهم ارتكبوا جرائم بحق شعوب هذه المنطقة، ولأننا هنا نملك الأدلة والإثباتات التي تدين هؤلاء المجرمين”.

**اقتراحنا تشكيل محكمة ذات طابع دولي وأجرينا حوارات بهذا الخصوص ولكنها توقفت بسبب كورونا

وعن الحلول المطروحة لحل هذه الملفات أشار الدكتور عبد الكريم عمر أنهم طالبوا من المجتمع الدولي التعاون والتنسيق وتقديم الدعم اللوجستي والقانوني لإنشاء محكمة دولية، “ولكن الكثير من الدول لازالت متردد في هذا الموضوع، فيما هناك دول دعمت طرحنا مثل السويد وهولندا وسويسرا، والباقي كانت تشك في إمكانية نجاحها، لخشيتها أن تستخدم بعض الدول حق النقض الفيتو في مجلس الأمن ضد القرار”.

وأردف عمر :” لذا كان هناك اقتراح بديل بتشكيل محكمة ذات طابع دولي بالتعاون بين الإدارة الذاتية والدول التي لها مواطنين معتقلين أو موجودين في المخيمات” وقال: “وزرنا الكثير من الدول الأوربية بهذا الصدد وكان هناك تقبل للموضوع، ولكن نتيجة جائحة كورونا تأجل الموضوع”.

**المجتمع الدولي يرتكب أخطاء كبيرة بخصوص أطفال داعش في المخيمات

وعن موضوع أطفال داعش وإمكانية أن تستلمهم دولهم، قال عمر: “لازلنا على تواصل مع بعض الدول من أجل عوائل وأطفال داعش، ولكن الغالبية يرفضون استقبالهم للخوف على مجتمعاتهم، ولكن هذا خطأ كبير لسببين لأن هؤلاء الأطفال هم ضحايا وأبرياء لا ذنب لهم، لذا على المجتمع الدولي تحمل مسؤلياته تجاههم، والسبب الأخر وجود هؤلاء الأطفال ضمن هذه الظروف في المخيمات الراديكالية يعني مع مرور الوقت تشكيل جيل جديد من الإرهابيين وسيشكلون خطورة علينا وعلى المجتمع الدولي، والأخير مقصر جدا في هذا الملف، خاصة أن مخيم الهول بات أخطر مكان في العالم وقنبلة موقوتة والمخاطر تزداد فيها، وهناك حالات قتل يومي تجري فيها وخاصة في قسم المهاجرات، بالإضافة إلى إجراء زواج داخل هذا المخيم حيث يتم تزويج أطفال مابين 12 و 14 عام من نساء داعش بفتاوى من قياداتهم بهدف زيادة نسل داعش، وهذه كلها ملفات معقدة ونحن بحاجة وبشكل سريع للعمل داخل هذه المخيمات لفصل الراديكاليات عن الأقل راديكالية وبناء مراكز لإعادة تأهيل الأطفال وإخراجهم من المخيمات”.

**نؤكد أنه لايمكن إيجاد أي حل سياسي لسوريا بدون الإدارة الذاتية والكرد

وحول التطورات في مباحثات الحل للأزمة السورية، أكد عمر: “أنه لا يمكن تحقيق أي تطور في حل سياسي لسوريا ما لم نكن جزء من هذا الحل، ولا يمكن وجود حل بغياب الكرد وممثلي الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية، لذا كل الاجتماعات التي انعقدت لم تفضي إلى نتيجة لسببين، لأن المشاركين والهيئات التي تم تشكيلها لا يمثلون كافة مكونات الشعب السوري، وتعمل تحت أجندات إقليمية ودولية وليس لها علاقة بمصلحة الشعب السوري وبثورته، والسبب الآخر لأن الموضوع السوري خرج من يد السوريين وبات متوقفاً على توافقات بين عدد من الدول الإقليمية والدول الكبرى للوصول للتوافق على حل سياسي، ولأن ما يجري في سوريا حقيقة هو رسم جديد لخريطة التحالفات للمنطقة في الألفية الجديدة والكل وعن طريق الأزمة التي حدثت في الشرق الأوسط ومركزها سوريا يحاول لعب دور للحصول على حصته من الكعكة السورية”.

**الأنباء التي تحدثت عن اجتماعات وتوافقات جديدة بين الإدارة وحكومة دمشق غير صحيحة

وحول الأنباء الأخيرة التي تحدثت عن وجود اجتماعات جديدة بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، علق الدكتور عبد الكريم عمر :”منذ عدة أيام نشرت إحدى الجرائد اللبنانية خبر عن مفاوضات بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق وأن هناك نقاط تم الاتفاق عليها بحسب الجريدة، ولكن في الحقيقة لم يكن هناك أي لقاءات ومفاوضات جديدة بين الطرفين، ولم تنعقد أي اجتماعات، لأن دمشق تعيش بذهنية ما قبل 2011 وغير مستعدة لإيجاد حل للأزمة السورية”.

وأضاف عمر :” النظام لازال يحاول إنتاج نفسه من جديد وبشكل خاص في مناطق الإدارة الذاتية ويلعب على ملف العشائر، ويساعدها جهات أخرى كتركيا وإيران، ولكن كلها لن تحقق نتائج، لذا لابد للنظام إعادة النظر لسياساته ويجب جلوس كافة السوريين على طاولة مستديرة والبحث عن حل لوطنهم”.

**أعتقد أن الحكومة الأمريكية الجديدة ستتعامل بطريقة جديدة مع الملف السوري ونحن متفائلون بها

وحول رؤيته للحكومة الأمريكية الجديدة ومايمكن أن تقدمه للملف السوري، قال عمر:” أعتقد أنها ستتعامل مع الملف السوري بطريقة جديدة مختلفة عن حكومة ترامب، فبايدن دبلوماسي عريق ولديه تجربة كبيرة ويعرف المنطقة وكل الفريق العامل معه هم دبلوماسيون مطلعون على المنطقة بشكل جيد، ولن يسمحوا لتركيا التعامل مع سوريا بأريحية كما في السابق، ونتمنى أن تساهم لتخفيف الاحتقان بيننا وبين أنقرة أيضاً وتحاول الضغط على أردوغان للسعي إلى إيجاد حل للمشاكل بيننا سياسيا لأننا لم ولن نهدد تركيا”.

وأضاف:”هذه الإدارة هي ديمقراطية وهدفنا تحقيق سوريا ديمقراطية، ونتوقع أن تضغط أمريكا على تركيا ودمشق لكي تتساهلا بموضوع الحل السياسي والقرارات الدولية، ولدينا علاقات مع الدبلوماسيين الأمريكين ونحن متفائلون بهذا الملف”.

إعداد: لزكين إبراهيم

 

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.