يستمر اعتصام مئات المدنيين على سد تشرين منذ 8 كانون الثاني 2025م احتجاجاً على هجمات القوات التركية ومرتزقتها على المنطقة ومحاولات احتلال السد الذي يشكل منشأة حيوية لأهالي كوباني والطبقة ومنبج وحلب وأرايفها. ووصلت يوم الخميس القافلة الرابعة لأهالي مدينة كوباني إلى سد تشرين، للانضمام إلى الاحتجاج المستمر على السد لحمايته وسط استمرار القصف الجوي والبري التركي على السد ومحيطه، والذي تسبب بإصابة 14 مدنياً بعد استهداف تجمعاً للأهالي وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وعلى الرغم من القصف المباشر على المدنيين ومحاولات ترويع وترهيب المواطنين وسقوط شهداء وجرحى، لا يزال مواطني إقليم شمال وشرق سوريا متمسكين باحتجاجهم ومطالبهم بوقف الهجمات وحماية السد، ويتناوب أهالي المقاطعات في الاعتصام عليه، حيث استلمت قافلة كوباني التي وصلت السد الخميس، المناوبة من أهالي مقاطعي الطبقة والرقة وديرالزور، الذين يحتجون هناك منذ أيام بمعنويات عالية، والذين كانوا قد استلموا بدورهم المناوبة من أهالي مقاطعة الجزيرة.
وتؤكد تقارير حقوقية واعلامية ومشاهد الفيديو والعدد الكبير للضحايا على أن القوات التركية ومرتزقتها تتعمد مهاجمة قوافل المدنيين وتجمعات المحتجين على السد في خرق واضح للقانون الإنساني الدولي وعدم المبالاة بمسألة حماية المدنيين أثناء النزاعات.
ووصف المرصد السوري هجمات القوات التركية على منطقة شمال الفرات السورية بأنها “تمثل تصعيداً غير مسبوق”، وأوضح أن هذه الهجمات أودت بحياة 55 مدنيا في ريف حلب الشرقي في أقل من شهرين من التصعيد العسكري للسيطرة على منبج ومحاولة الوصول إلى نقاط استراتيجية تمكنها من تحقيق تقدم بري في مناطق شرق الفرات. ووفق توثيقات المرصد السوري فقد بلغ عدد الشهداء والقتلى منذ بدء التصعيد في 12 كانون الأول 2024، 579 شخصاً، هم: 55 مدنياً (7 سيدات و4 أطفال) و434 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا. و90 عنصراً من قوات “قسد” والتشكيلات العسكرية التابعة لها،
وبحسب مراقبين تسببت السياسة التوسعية التركية في الشمال السوري بأزمة أمنية كبيرة، في ظل عجز تركيا عن تحقيق الاستقرار في المناطق التي احتلتها مؤخراً بمعية مرتزقتها في منبج والشهباء، بالإضافة إلى عفرين وتل أبيض ورأس العين، الأمر الذي سبب معاناة كبيرة للمواطنين، حيث انفجرت اليوم عبوة قرب مقر عسكري للفصائل الموالية لتركيا، ليصبح مجموع التفجيرات التي شهدتها منبج 11 تفجيراً منذ شهرين…
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.