القوات التركية تصـ.ـعد من هجـ.ـماتها على الأعيان المدنية دون اكتـ.ـراث للقـ.ـانون الإنساني الدولي
صعدت القوات التركية بمعية مرتزقتها خلال الأيام الثلاثة الفائتة من هجماتها غير المبررة على الأعيان المدنية في شمال وشرق سوريا، ما أسفر عن سقوط ضحايا وتدمير للممتلكات وتعطل في عمليات تأمين سُبُل العيش للمدنيين، وسط صمت مريب من قبل المنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن القانون الإنساني الدولي. ورغم إن استهداف القوات التركية للأعيان المدنية لا تفيدها من الناحية العملياتية، إلا أنها تستغلها في دعايتها الداخلية وفقاً لمقولة “لقد ألحقنا خسائر كبيرة بالأعداء” والترويج لـ”نصر وهمي”. وقد تسبب القصف التركي العنيف على أرياف كوباني وعين عيسى وتل تمر خلال يومي السبت والأحد الفائتين بإصـ.ـابة نحو 20 مواطناً وفقدان 5 مواطنين لحياتهم، بالإضافة إلى إلحاق أضراراً مادية كبيرة بممتلكات الأهالي. حيث أفاد شهود عيان بأن القصف كان مكثفاً وأدى إلى دمار كبير في الممتلكات.
وفي السياق، شهد يوم الأحد فقدان الطفلة “جيلان حمو” (عامين) حياتها متأثرة بإصابتها جراء قصف القوات التركية لمنزل ذويها في قرية “آشمة” بريف كوباني والذي أسفر عن إصابة 11 شخصاً من أفراد عائلتها وجيرانها. كما وفقد الطفل “صلاح خلف السلامه” (15 عاماً) لحياته جراء قصف القوات التركية ومرتزقتها لقرية “صكيرو” في ريف مدينة “عين عيسى” الشرقي. وفقد المدني “محمد الأحمد المراد” لحياته جراء القصف الجوي التركي على قرية “الخاتونية” بالقرب من بلدة “الجرنية” بريف الطبقة. بالتزامن مع ذلك قصفت القوات التركية ومرتزقتها قرى أرياف “تل أبيض” (كري سبي)، وقرى “أم البراميل” و”المخلط” و”الحويجة” و”التروازية” بريف بلدة “سلوك” شمال الرقة، بالإضافة إلى القصف المتواصل على محيط “سد تشرين”. وفي ساعات متأخرة من ليلة (السبت – الأحد) تم قصف منشأة للثروة الحيوانية (محطة الأبقار) شمال مدينة تل تمر بريف الحسكة الشمالي للمرة الثانية، بالإضافة إلى قصف قريتي “أم الكيف” و”تل جمعة” في ريف المدينة، كما وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط 15 قذيفة مدفعية تركية على بلدة شيوخ بريف كوباني. وخلال ليلة (الجمعة/ السبت) استمر الطيران الحربي التركي في شن سلسلة غارات متواصلة على محيط سد تشرين، إضافة إلى استهدافها بالأسلحة الثقيلة. وفي ساعات صباح يوم السبت، قصف القوات التركية قرية “خربة خالد” بوابل من قذائف المدفعية الثقيلة، خلفت أضراراً مادية بممتلكات الأهالي. فيما شن الطيران الحربي غارات على كل من قرى “التينة، غسق وملحة”، أسفرت عن أضرار بمنازل وممتلكات المدنيين. كما تم القصف عبر المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والدبابات وبشكل عشوائي ومكثف، قرى: “التينة، جعدة، بير حسو، غسق، ديكان ملحة” وكلاً من تلة “سيفي” و”قره قوزاق”، جنوبي كوباني، أدت إلى إلحاق أضرار بممتلكات الأهالي.
ومنذ الثامن من تشرين الثاني 2024م، تشن القوات التركية ومرتزقتها هجمات برية وجوية موسعة على إقليم شمال وشرق سوريا، أسفرت عن فقدان 82 مدنياً لحياتهم وسقوط مئات الجرحى بعضهم إصاباتهم بليغة وفقاً لأحصائيات “هيئة الصحة” في الإدارة الذاتية، ومعظم المناطق التي تم استهدافها هي مدنية بحتة ولا يوجد أي نشاط عسكري فيها أو بالقرب منها بحسب شهادات الجرحى والمسعفين.
تؤكد معظم التقارير الحقوقية ومشاهد الفيديو للأعيان المدنية المستهدفة وسقوط عشرات الضحايا، على أن القوات التركية لا تكترث للقانون الإنساني الدولي في المنازعات، وتبدو وكأنها تتقصد الهجوم عليها. خاصة أن الهجمات تسببت بحالة من الهلع والذعر بين الأهالي وتعطيل في عمليات تأمين سُبُل العيش لآلاف المواطنين، وتعريض حياة المدنيين الأبرياء، بما في ذلك النساء والأطفال، للخطر. وهذا ما يشكل خرقاً واضحاً للمواثيق الحقوقية والقانونية الدولية وتستوجب المساءلة والملاحقة القضائية لمحاسبة الجناة بحسب تأكيدات المدافعين عن حقوق الإنسان والعاملين في المجال القضائي .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.