NORTH PULSE NETWORK NPN

سلـ.ـطة دمشق الجديدة تتجه في مسـ.ـار يقـ.ـود إلى اعتـ.ـبار إيران العـ.ـدو رقم واحد 

 

زعمت صحيفة “تركيا غازيتسي” التركية، قبل يومين، أن اجتماعاً سرياً في محافظة النجف العراقية عُقد لمناقشة خطة إيرانية لاغتيال رئيس السلطة الجديدة في دمشق “أحمد الشرع” وأدعت أن الاجتماع “شارك فيه كبار جنرالات الحرس الثوري الإيراني وضباط من النظام السوري السابق…”، وأوردت الصحيفة معلومات غير مثبتة عن “تحرك إيراني لاستعادة السيطرة في سوريا بعد تراجع نفوذها، إضافة إلى دراسة آليات تنفيذ انقلاب عسكري يستغل الانقسامات الداخلية والخارجية لتحقيق أهداف طهران”، دون أن يكون هناك تأكيد من قبل جهة محايدة على مدى صحة هذه المزاعم.

 

ويرى خبراء في شؤون الشرق الأوسط أن هناك حملات تحريض مبالغ بها “لشيطنة إيران” وتحميلها مسؤولية حالة عدم الاستقرار التي تشهدها سوريا وفشل السلطة الجديدة في دمشق في السيطرة على كامل البلاد، وعلى الرغم أن هناك مصلحة إيرانية في ذلك حيث صرح أكثر من مسؤول فيها عن مساع لدعم أي حركة جديدة مناهضة للسلطة الجديدة في دمشق، إلا أنه لا توجد دلائل تثبت تورط إيران المباشر في هذا الأمر بحسب الخبراء.

 

وفي السياق، قال الخبير السياسي العراقي، عمر عبد الستار، لموقع “الحرة” أن من تبقى من الضباط والموظفين السوريين الذين لجأوا إلى العراق “انضموا إلى غرفة عمليات أنشأتها إيران بعد سقوط الأسد” في النجف، وأشار إلى أن “غرفة العمليات هذه تهدف إلى تحريك الداخل السوري وتفعيل الخلايا النائمة من الموالين لها ضد الإدارة السورية الجديدة، سواء في الساحل أو في حمص أو في المناطق السورية الأخرى التي تشهد تحركًا لفلول النظام السابق”.

 

وأوضح خبراء في شؤون الشرق الأوسط، أن سلطة دمشق لم تتخذ حتى الآن موقفاًّ معادياً من الناحية العملية تجاه إسرائيل التي باتت على مشارف دمشق، حيث أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن إسرائيل واثقة من أن إدارة ترمب تتفهم مخاوفها من أن النظام السوري الجديد قد يكون “ذئباً في ثياب حمل”، على حد تعبيرها، وأضافت: “من المتوقع أن يبقى الجيش الإسرائيلي في سوريا لفترة طويلة للغاية، حتى لو بدأ الأوروبيون والأمم المتحدة في الضغط على إسرائيل للانسحاب في الأشهر المقبلة”. كما أن تركيا عززت نفوذها في دمشق، تجلت في زيارة الشرع الأخيرة لأنقرة، وكشفت وزارة الدفاع التركية، الخميس، عن نية أنقرة تعيين ملحق عسكري بسفارتها في دمشق قريباً، مؤكدة وجود توافق في الرؤى مع الإدارة السورية الجديدة، على الرغم من أنها تحتل مناطق في شمال سوريا وتمارس انتهاكات بحق المواطنين السوريين هناك. أما بالنسبة لروسيا وعلى الرغم من العداوة الكبيرة بين الطرفين قبل سقوط النظام، فقد سارع المسؤولون الروس والسلطة الجديدة في دمشق إلى تبادل الرسائل الودية كان ذروتها في الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الروسي و”أحمد الشرع” والتي أعقبها الخميس، تحويل روسيا نحو 300 مليار ليرة سورية مطبوعة الى “مصرف سوريا المركزي” بالتزامن مع تحليق طائرات حربية روسية أقلعت من حميميم فوق إدلب والساحل السوري، وفي السياق أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، أن موسكو تعتزم تطوير العلاقات مع دمشق، مؤكدة أن مسألة الوجود العسكري الروسي في سوريا قيد البحث مع الإدارة الجديدة. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن اتصالات موسكو مع دمشق تهدف إلى تحديد فرص ومجالات التعاون الثنائي في المرحلة الحالية.

 

وتزعم وسائل الاعلام المؤيدة للسلطة الجديدة في دمشق أن معظم الاحتجاجات التي يخرج فيها العلويون والهجمات على قوات سلطة دمشق تتم بدعم وتحريض من إيران، حيث أقدمت مجموعات مسلحة على استهداف عدة نقاط تابعة لإدارة الأمن العام بريف حمص الغربي، بمنطقة القبو وقرية فاحل مساء أمس الخميس. وبحسب التقارير الحقوقية المحايدة يتعرض العلويون بالدرجة الأولى لانتهاكات ممنهجة من قبل مجموعات مسلحة تابعة لسلطة دمشق أو تنشط بشكل علني في مناطق سيطرتها.

 

تشير كل من المعطيات السياسية والأمنية والتصريحات حول “خطط التآمر الإيرانية” إلى أن سلطة دمشق الجديدة تتجه في مسار سيقودها بالضرورة إلى اعتبار إيران العدو رقم واحد لها، ولها في ذلك منافع كثيرة، لعل أبرزها كسب ود الدول الخليجية وتركيا وإسرائيل والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، حيث اشترط رئيس العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور جيم ريش في تصريح للاعلام الخميس “طرد إيران وروسيا من سوريا مقابل عودة العلاقات بين واشنطن ودمشق…”، الأمر الذي يتحتم على إيران الاختيار بين المصالحة مع السلطة الجديدة على غرار روسيا أو المضي قدماً في هذا المسار كما يؤكد المراقبون.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.