سد تشرين يتحول إلى ساحة الكرامة الخاصة بأهالي شمال وشرق سوريا
يستمر المئات من أفراد المجتمع الأهلي في إقليم شمال وشرق سوريا بالاعتصام على سد تشرين منذ 8 كانون الثاني الفائت احتجاجاً على هجمات القوات التركية ومرتزقتها وتعبيراً عن دعمهم لـ قوات سوريا الديمقراطية، حيث يتناوب أهالي مقاطعات الإقليم في الاعتصام، الأمر الذي دفع بالناشطين الحقوقيين والمثقفين إلى اعتبار السد بمثابة ساحة الكرامة لأهالي شمال وشرق سوريا على غرار ساحة الكرامة في مدينة السويداء التي اشتهرت باعتصاماتها الطويلة ضد النظام البعثي، وحالياً تحولت إلى الاحتجاج على سياسات النظام الجديد في دمشق.
واعتصم العشرات من شيوخ ووجهاء العشائر العرب من قبائل طي وجبور وغيرها والعشائر الكردية في إقليم الجزيرة، على سد تشرين، يوم الجمعة، تنديداً بهجمات القوات التركية ومرتزقتها على السد وجميع مناطق شمال وشرق سوريا. وبعد صلاة الجمعة ألقى الوجهاء بياناً جاء فيه: “نحن أعيان ومشايخ وأكاديميين، وشباب وشابات من إقليم الجزيرة، نقول بأننا على أرض سوريا ونحن جزء منها، ولا يمكن أن يفصلنا عنها أحد”، وأضاف البيان “نحن نسعى لتحقيق السلام في سوريا بعد سنوات عجاف مرت علينا جميعاً، ولن يتحقق هذا السلام إلا بمشاركة كل مكونات سوريا في بنائها وقيادتها نحو بر الأمان”، وشدد البيان على أنهم “كجزء من الإدارة الذاتية، بجميع مؤسساتها وعشائرها وقبائلها ومكوناتها، لا تقبل إلقاء السلاح لطالما مناطقنا تتعرض للهجمات والعدوان”.
وتزامن اعتصام الوجهاء بوصول قافلة جديدة من المحتجين قدمت من مدن قامشلو وتربسبيه وعامودا وتل حميس، إلى سد تشرين للمشاركة في الاحتجاج ضد هجمات القوات التركية ومرتزقتها وحماية السد من الهجمات. وكان في استقبالهم المعتصمين من أهالي مدن ديرك وكركي لكي وجل آغا، الذين يحتجون في جسم السد منذ 3 آذار الجاري.
وتأكيداً على تورط تركيا في الهجمات على السد أكد مظلوم عبدي (القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية) في اجتماع ضم قائد التحالف ووجهاء الرقة والطبقة وقيادة الأمن الداخلي، يوم الجمعة الفائت، أنهم اتفقوا مع دمشق على استبعاد الحل العسكري لحل القضايا العالقة، لافتاً إلى أنه سيتم تشكيل وفد من أهالي المنطقة، وبكل مكوناتها، للحوار مع دمشق حول مستقبل المنطقة والدولة السورية.
ورغم الهجمات التركية العنيفة البرية والجوية على للسد للشهر الثالث على التوالي، إلا أنها لم تتمكن من اختراق دفاعات قسد التي كبدتها خسائر فادحة، ففي يوم الأربعاء الفائت، وفي جبهة جنوب شرق منبج أسقطت قوات قسد طائرة درون انتحارية عائدة للمرتزقة في الريف الشمالي لسد تشرين، كما نفذت عملية استهدفت مجموعة مرتزقة كانت تتحضر للهجوم، حيث قُتل مرتزق. تزامن ذلك مع قصف مدفعي تركي مكثف على مساكن السد ومحيطه، حيث تسببت بأضرار مادية. وفي جبهة دير حافر دمرت وحدات الشـ.ـهيد هارون أحد تحصينات المرتزقة، ولم يتم معرفة عدد القتلى والجرحى. ورداً على الهجمات، نفذت قسد عملية استهدفت تجمعات للقوات التركية ومرتزقتها في تل قرقوزاق أسفرت عن مقتل جندي تركي وإصابة أربعة آخرين بجروح.
يرى مراقبون استمرار عمليات الاعتصام على سد تشرين رغم استهداف المدنيين من قبل القوات التركية ومرتزقتها، يعزز من مكانة قسد كقوة شرعية وحيدة في المنطقة أمام المجتمع الدولي، وبنفس الوقت فضح الهجمات على السد أمام المجتمع الدولي والرأي العام، وتشكل عامل مؤثر في حماية السد من الهجمات، واستمرارها سيضع تركيا في المستقبل القريب أمام مأزق قانوني وحقوقي ويفضح أجنداتها في المنطقة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.