يُعد سد تشرين واحداً من أبرز البنى التحتية الحيوية في إقليم شمال وشرق سوريا لذا تسعى دولة الاحتلال التركية عبر استهدافه إلى ضرب مقومات الحياة والضغط على سكان المنطقة لفرض سياساتها، إلا أن عزيمة الأهالي تقف حجر عثرة في وجه تلك المخططات.
جسد اعتصام سد تشرين صموداً جماعياً في وجه الهجمات ومحاولة فرض الحصار، فيما تنامت مشاعر الفخر والتحدي بين الأهالي مع كل يوم مقاومة، مؤكدين أن النصر حتمي طالما بقيت إرادتهم حرة.
في الصراع الطويل الذي تشهده المنطقة، تبرز المقاومة الباسلة التي لم تكن مجرد رقم عابر في التاريخ، بل كانت تجسيداً حياً للإرادة والصمود والبطولة التي تجذرت في قلوب أبناء شمال وشرق سوريا.
لقد تحول سد تشرين من منشأة مائية إلى رمز للمقاومة الشعبية، حيث التقت إرادة الأكراد والعرب، النساء والرجال، الشباب والشيوخ، في لوحة متناغمة من الوحدة والتضامن. وسط هدير الطائرات وأصوات القصف، وقف أهالي المنطقة بكل فخر، محتفلين بهويتهم وثقافتهم، مرددين أهازيجهم الشعبية، ومؤدين دبكاتهم التقليدية، متحدين بذلك آلة الحرب والدمار.
حتى مهجرو عفرين، الذين عانوا من مرارة التهجير مرتين، أصرّوا على المشاركة في هذه الملحمة رغم جراحهم العميقة. لم يمنعهم ألم الغربة من الوقوف مع إخوانهم فيخندق المقاومة، مقدمين بذلك نموذجاً فريداً في الوفاء والانتماء للأرض والقضية
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.