د|عـ.ـش يصـ.ـعّد من هجـ.ـماته في ظل فشل سلطة دمشق في بناء استـ.ـراتيجية فعّالة لمواجهته
تصاعدت في الآونة الأخيرة هجمات خلايا تنظيم داعـ.ـش الإرهابي في منطقة الفرات الأوسط، واستهدافه لنقاط القوات العسكرية والقوى الأمنية والمدنيين والمؤسسات الخدمية في مقاطعة ديرالزور؛ وعلى الرغم من فشل التنظيم من تحقيق مكاسب تكتيكية أو استراتيجية وزيادة استنزاف موارده إلا أنه مستمر في هذا النهج الأمر الذي يثير تساؤلات حول مخططاته الجديدة في مناطق سيطرة سلطة دمشق التي ينطلق منها، حيث نفذ عملية تفجير سيارة مفخخة في مدينة الميادين قبل يومين واشتبك موالون له في صفوف قوات سلطة دمشق مع “الأمن العام” في عدد من أحياء حلب، وفي الوقت نفسه لم تطرح سلطة دمشق أي استراتيجية أمنية واضحة لمواجهة التنظيم، والتي من المفروض أن تتم تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية بحكم خبرتها وقوتها الاستخباراتية وانخراطها في شراكة متينة مع قوات التحالف الدولي، الأمر الذي يوضح المأزق الأمني لسلطة دمشق وتسببها في منح خلايا داعـ.ـش فرصة لتنظيم صفوفها وشن عمليات تخريبية.
وأفاد تقرير دوري لـ”معهد دراسات الحرب والسلام” الأمريكي أن تنظيم داعـ.ـش طوّر القدرة على شن هجمات في وادي نهر الفرات الأوسط باستخدام أجهزة متفجرة مرتجلة محمولة على مركبات معدلة ميكانيكياً. حيث هاجم داعش مركز شرطة تابع لجهاز الأمن العام لدى سلطة دمشق بسيارة مفخخة في الميادين أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة من عناصر جهاز الأمن العام ومدني واحد وإلحاق أضرار جسيمة بمركز الشرطة. ويعد هذا الهجوم الأول من نوعه الذي يهاجم فيها داعش قوات الأمن التابعة لسلطة دمشق في محافظة دير الزور منذ سقوط النظام. ووفقاً للتقرير يشير هجوم السيارة المفخخة في الميادين إلى أن داعش قد طور القدرة على إنتاج سيارات مفخخة لمهاجمة الحكومة الانتقالية وكذلك مواقع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا. وأوضح التقرير إن “إنتاج سيارة مفخخة قوية بما يكفي لتدمير الخرسانة وإلحاق الضرر بالمباني الأسمنتية القريبة يتطلب قدرات لوجستية كبيرة، بما في ذلك القدرة على شراء المركبات وتعديلها، وتصنيع المتفجرات، وتطوير نظام تفجير إما عن بعد أو يتم تشغيله بواسطة مركبة”. الأمر الذي يعني أن التنظيم أنشأ شبكة لوجستية متطورة نسبياً بالقرب من الميادين لإنتاج سيارات مفخخة، وهو مؤشر لمساعي التنظيم لتقويض الاستقرار في شرق سوريا.
ويرى مراقبون فشل سلطة دمشق في فرض سلطتها الفعلية على فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا يشكل ثغرة أمنية يستفيد من تنظيم داعـ.ـش في عمليات التجنيد والتمويل وجمع المعلومات، خاصة بعد بيان نشره التنظيم مؤخراً زعم فيه أن لديه وجود متزايد في “الريف وأطراف المدن” في سوريا. بالإضافة إلى تنفيذ الجماعات السلفية الجهادية المتحالفة أيديولوجياً مع داعش، مثل “سرايا أنصار السنة”، عمليات اغتيال في مدينة حلب ومحافظة حمص والساحل، علماً أن معظم عناصرها ينحدرون من فصائل “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، ويشير الاشتباك الذي جرى في حيي الجزماتي والحيدرية بمدينة حلب، بين الأمن العام ومجموعات مسلحة، إلى مدى تغلغل العناصر الإرهـ.ـابية في صفوف الفصائل التي أعلنت شكلياً انضمامها إلى وزارة الدفاع لدى سلطة دمشق.
وتؤكد المعطيات الميدانية أن وزارة الدفاع السورية أعادت فعلياً تصنيف العديد من الفصائل على أنها فرق أو ألوية داخل الجيش الجديد دون مطالبة القادة بإصلاح أو إعادة هيكلة قواتهم، مثل الحزب الإسلامي التركستاني المتشدد والمقرب من تنظيم القـ.ـاعدة الذي حمل اسم “الفرقة 84” في الجيش السوري. وحتى الآن لا تلتزم فصائل الجيش الوطني السوري، التي أعيدت تسميتها كفرق عسكرية دون إعادة هيكلة قواتها، بأوامر وزارة الدفاع لدى سلطة دمشق، وحذر تقرير “دراسات الحرب والسلام” أن هذه الفصائل تعمل على استفزاز قوات سوريا الديمقراطية وتعيق عملية اندماجها في الجيش السوري خاصة بعد الهجمات الأخيرة التي شنتها هذه الفصائل، والعديد من المقاتلين في هذه الفصائل موالون لزعماء فصيلهم وليس لرئيس سلطة دمشق “أحمد الشرع”.
يؤكد مراقبون على عدم امتلاك سلطة دمشق استراتيجية واضحة في مواجهة تنظيم داعش ويوفر موقفها غير البناء تجاه الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، فرصة لتنظيم داعش لتصعيد هجماته على شمال وشرق سوريا انطلاقاً من البادية السورية والجهة الغربية من نهر الفرات التي شهدت عودة العشرات من مرتزقة الجيش الوطني المدعومين من تركيا، والعديد منهم كانوا عناصر في تنظيم داعش على غرار زعيم مرتزقة “أحرار الشرقية” المدعو “أحمد الهايس” والملقب أثناء تواجده في صفوف داعش بـ”حاتم أبو شقرا” والذي عينته سلطة دمشق مسؤولاً عسكرياً للمنطقة الشرقية، الأمر الذي يعطي تفسيراً آخر لتزايد نشاط خلايا داعش في هذه المنطقة….
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.