NORTH PULSE NETWORK NPN

قـ.ـسد توسّـ.ـع خـ.ـارطة عمـ.ـلياتها: ضـ.ـربة نوعـ.ـية لتنظـ.ـيم د1عـ.ـش فـ.ـي عمق البادية السورية

في تحرك غير مسبوق يعكس تطوراً لافتاً في الاستراتيجية الأمنية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، نفذت الأخيرة عملية أمنية معقدة بالتنسيق مع التحالف الدولي، استهدفت أحد أبرز معاقل تنظيم “داعش” في عمق البادية السورية، وتحديداً في منطقة وادي الربايح قرب بلدة الكوم شرق محافظة حمص.

جرت العملية فجر الأحد، عقب سلسلة من التحريات الاستخباراتية الدقيقة والاستطلاعات الميدانية المكثفة، وأسفرت عن توجيه ضربة قاصمة لخلايا التنظيم التي تتخذ من المنطقة قاعدة آمنة بسبب وعورة تضاريسها وضعف التواجد العسكري التقليدي فيها. ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن العملية حققت أهدافها دون تسجيل خسائر في صفوف القوات المنفذة.

من الدفاع إلى المبادرة: تحول في العقيدة الأمنية لقسد

هذا التحرك يبرز تحولا استراتيجياً في نهج قسد، التي انتقلت من الدفاع عن مناطق نفوذها في شمال وشرق سوريا إلى اعتماد سياسة أمنية هجومية تستهدف تهديدات داعش حتى خارج نطاق سيطرتها الإدارية. ويُعد هذا التوجه مؤشراً على تطور قدرات قسد الميدانية والاستخباراتية، وعلى بروزها كطرف فاعل يتجاوز الطابع المحلي لتلعب دوراً وطنياً في الحرب على الإرهاب.

ومنذ معارك كوباني والرقة، مروراً بتفكيك خلايا داعش في مخيم الهول وصحراء دير الزور، راكمت قسد خبرات واسعة في فهم ديناميات التنظيم وأساليبه في التخفي والعمل السري، ما مكّنها من بناء منظومة استخباراتية متطورة قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة في بيئات معقدة.

رسائل أمنية وسياسية: شراكة متنامية مع التحالف الدولي

وصف أحد القادة العسكريين في قسد العملية بأنها “دقيقة وناجحة”، مؤكداً أنها استندت إلى معرفة معمقة ببنية داعش التنظيمية وتكتيكاته المتغيرة. هذه المعرفة لم تتكوّن فقط في ساحات القتال، بل أيضاً من خلال التفاعل المباشر مع المجتمعات التي عانت من سيطرة التنظيم في مراحله الأولى.

وتحمل العملية في وادي الربايح رسائل واضحة تؤكد أن قسد لم تعد مجرد قوة محلية تحمي مناطق نفوذها، بل أصبحت شريكاً موثوقاً في الجهد الدولي لمكافحة الإرهاب، وقوة قادرة على فرض معادلات جديدة في الأمن السوري والإقليمي. كما تضع هذه العملية قسد في موقع متقدم في جهود احتواء تهديد داعش المتجدد، خاصة في ظل تصاعد المخاوف من عودته عبر خلاياه النائمة أو تمدده الأيديولوجي في مناطق هشّة بإفريقيا وآسيا

تشكل عملية وادي الربايح محطة مفصلية في مسار قسد الأمني، حيث تؤكد أنها باتت طرفاً مبادراً ومؤثراً في رسم ملامح المرحلة المقبلة من الصراع في سوريا، بما في ذلك استحقاقات ما بعد الحرب على داعش

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.