الإدارة الذاتية تستجـ.ـيب لتـ.ـداعيات تدهـ.ـور الموسم الزراعي بسلسلة أبحاث علمية ومشاريع بيئية
لا يزال إقليم شمال وشرق سوريا يعاني من آثار الجفاف الحاد الذي ضرب المنطقة منذ عام 2007م، حيث تشهد المواسم الزراعية منذ ذلك الحين تذبذب في الخط البياني لمعدل الإنتاج في كل دورة موسمية نتيجة تغيرات المناخ، وسياسة الإفقار المائي التي تمارسها الدولة التركية بحق سوريا، وسط إهمال واضح من قبل النظام البعثي لمعالجة هذه المشكلة التي تفاقمت مع الزمن. ومع بداية موسم الحصاد لموسم 2025م، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من تدهور الموسم الزراعي في سوريا بسبب الجفاف الشديد الذي يهدد 75% من محصول القمح، مما قد يهدد الأمن الغذائي لملايين الأشخاص، خاصة مع استمرار النزاع والوضع الاقتصادي المتردي في البلاد.
وفي السياق، أكد أكثر من مسؤول في الإدارة الذاتية لشبكة (NPN) على أن الأمن الغذائي في سوريا «يعاني من الإجهاد» مؤكدين على «الحاجة لتطوير استراتيجية جديدة للقطاع الزراعي ودعم التنمية الزراعية المستدامة بشكل يتناسب مع التغيرات المناخية الحاصلة، والاستعداد لاحتمال ازدياد التدهور في المواسم القادمة». وأفاد مصدر في هيئة الاقتصاد والزراعة بمقاطعة الرقة، قيام مركز البحوث العلمية الزراعية في الرقة خلال عام 2025، بسلسلة من التجارب الحقلية الهامة على محاصيل استراتيجية مثل القمح والقطن، بهدف دراسة ملاءمة الأصناف الزراعية للظروف الجفاف وتعزيز قدرتها على مقاومة الأمراض والآفات. وشملت التجارب زراعة أصناف متعددة من القطن، أبرزها: رقة5 ، حلب90 ، حلب118، حلب128، دير الزور22. وأضاف المصدر بأن الدراسة تضمنت مقارنة بين نظامي الري بالرش (الرذاذ) والري السطحي، لمعرفة تأثير كل منهما على إنتاجية محصول القطن. وأظهرت النتائج الأولية مؤشرات واعدة حول كفاءة استخدام المياه وتحسين الإنتاجية في بعض الأصناف. وبخصوص مكافحة بذور الأعشاب الضارة لمحصول القطن، أُجريت تجربة على مبيد الأعشاب “تريفلان” عند استخدامه قبل الزراعة، لدراسة تأثيره واتخاذ الإجراءات المناسبة لتحسين جودة الزراعة.
وأكد مهندسون زراعيون لـ(NPN) على أن تحسين الإنتاج الزراعي، واختيار الأصناف الأكثر تكيفاً مع آثار تغير المناخ والجفاف في المنطقة، وتعزيز مقاومة المحاصيل للأمراض والآفات، وزيادة كفاءة استخدام المياه في الري وتقليل الهدر باستخدام الوسائل الحديثة، وزراعة الأشجار المثمرة والمحاصيل الصيفية، يجب أن تشكل جوهر الاستراتيجية الزراعية الجديدة في إقليم شمال وشرق سوريا.
على الصعيد الاكاديمي، نظَّم مركز الشرق للدراسات والأبحاث في جامعة الشرق بمقاطعة الرقة بالتعاون مع مركز “مفكرون الدولي للدراسات والأبحاث” في جمهورية مصر، يوم الثلاثاء، ندوة علمية بعنوان “النانو تكنولوجي بين النظرية والتطبيق إسهامات بحثية لتنمية المجتمع وتحسين وجودة الحياة”. وتعد الندوة الأولى من نوعها في المنطقة، وجرى فيها مناقشة التطبيقات العملية لهذه التكنولوجيا في مجال الزراعة بالإضافة إلى مجالات الصحة والصناعات الدوائية، حيث تم مناقشة «التخليق الأخضر لجسيمات النانو وتطبيقاته في مكافحة أمراض النباتات، والأسمدة النانوية وعلاقتها بصحة النباتات بين الفاعلية والآثار الجانبية، وتكنولوجيا النانو والذكاء الاصطناعي في مكافحة أمراض صدأ القمح، وتأثير تكنولوجيا النانو على التطوير الصيدلاني». وشارك في الندوة عبر تطبيق زوم دكاترة وباحثين من كل من: جامعة الأورال الروسية، وجامعة عمر المختار في ليبيا، وجامعة الإسكندرية في مصر، بالإضافة إلى جامعة الشرق في إقليم شمال وشرق سوريا. يُذكر أنَّ النانو التكنولوجي يبحث في تطوير المواد والأجهزة على مقياس النانو متر (جزء من المليار من المتر)، حيث تظهر المواد في هذا الحجم خصائص فريدة تختلف عن خصائصها في الحجم الأكبر.
في سياق خططها بخصوص المشاريع البيئية ودعم الغطاء النباتي، كشفت بسمة محمد (الرئاسة المشتركة لهيئة البيئة في الإدارة الذاتية)، عن «خطط ومشاريع بيئية هادفة في مختلف المقاطعات» سيتم العمل عليها بهدف تحسين الواقع البيئي وتعزيز الاستدامة. وتتضمن هذه المشاريع استحداث مركز بيئي جديد في مقاطعة ديرالزور وتجهيز مخبر لتحليل المياه، وإنشاء مشتل زراعي في مقاطعة الفرات، وتنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتشجير منطقة جبل عبد العزيز، الذي تعرَّض للتخريب وقلع الأشجار. وأفادت محمد أنه “تمَّ تفعيل جهاز متنقل لرصد الهواء وقياس نقاوته، ومخبر متنقل لتحليل مياه الشرب في إقليم شمال وشرق سوريا”. يُذكر أن الإدارة الذاتية أطلقت منذ سنوات حملات تشجير واسعة لزراعة عشرات الآلاف من الأشجار المتنوعة من ضمنها 40 ألف شجرة زيتون في مقاطعة الجزيرة التي تفتقر إليها، وذلك ضمن خطة تهدف إلى تعزيز الإنتاج الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي…
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.