NORTH PULSE NETWORK NPN

تحـ.ـديات كبيرة تـ.ـواجهها دمشق في إدارة ملف العـ.ـائدين من مـ.ـخيم الهـ.ـول ومراكز الاحـ.ـتجاز

 

 

تواجه سلطة دمشق جملة من الضغوط الأمريكية والمحلية بخصوص بناء الثقة وتطبيع العلاقات، ويعد محاربة الإرهـ.ـاب واستعادة السوريين في مخيمات شمال وشرق سوريا ممن كانوا في صفوف تنظيم داعـ.ـش بالإضافة إلى عناصر التنظيم المتواجدين في مراكز الاحتجاز، واحدة من الشروط الرئيسية الأمريكية، ومطلب مباشر للإدارة الذاتية. لما يشكله هذا الملف من تهديد للأمن الدولي والمحلي، وقال شيخموس أحمد (الرئيس المشارك لمكتب النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية)، في لقاء اعلامي، الثلاثاء، أنه تمَّ النقاش مع الحكومة الانتقالية في دمشق لإيجاد آلية مشتركة لإخراج العوائل السورية من مخيم الهول وعودتهم إلى مناطقهم الأصلية تحت إشراف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لضمان «عودة آمنة ومنظمة»، وذلك خلال اجتماعٌ ثلاثي في مخيم الهول، ضم وفداً من الحكومة السورية الانتقالية، ووفداً من التحالف الدولي، وممثلين عن الإدارة الذاتية لمناقشة إيجاد آلية مشتركة لإخراج العوائل السورية من مخيم الهول والاطلاع على أوضاع المخيم. وفي معرض إجابته على سؤال حول موضوع دمج قوات سوريا الديمقراطية مع الجيش السوري، قال بدران جيا كرد (مستشار الإدارة الذاتية)، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، أنه يمكن أن يتم ذلك على أساس أن تصبح جزءاً من الجيش الوطني السوري وتابعة لوزارة الدفاع «دون الإفراط بقواها ونظامها، أو ترك السلاح» كون قوات سوريا الديمقراطية لا زالت تخوض حرباً شرسة ضد الإرهـ.ـاب، مؤكداً على أن «الوضع الحالي يفرض أن يكون هناك خطط وبرامج للاستفادة من التجارب والخبرات العملية أكثر لمواجهة التحديات المشتركة، لا تشتيته».

 

وتواجه سياسة دمشق في مسايرة المطالب الدولية في ملف عناصر التنظيم المحتجزين في شمال وشرق سوريا في مواجهة الإرهاب وبشكل خاص تنظيم داعش، مجموعة من التحديات المعقدة، على الرغم من تجربتها في التعامل مع التنظيم أثناء سيطرة هيئة تحرير الشام على محافظة إدلب في السنوات الماضية، وتكمن المفارقة في تعقيدات المشهد الأمني في جغرافيا أوسع باتت تحت سيطرة قادة الهيئة الذين أصبحوا الآن مسؤولين فيما يسمى “بالسلطة الانتقالية المؤقتة”، ووفقاً للمعطيات تتمثل أبرز هذه التحديات بعقد اتفاق ندي مع الإدارة الذاتية يستند إلى التعاون الوثيق في محاربة الإرهاب وإدارة هذا الملف بشكل مشترك وفقاً لما أكده “جيا كرد” للمرصد السوري، وتوفير الموارد لإعادة تأهيل الخارجين من المخيم وتوفير الحماية لهم، وتأمين محاكمات عادلة للمحتجزين من عناصر التنظيم، والمراقبة الاستخباراتية المستمرة على العائدين لمنع خلايا داعـ.ـش او تنظيمات أخرى من استقطابهم مجدداً.

 

وفي هذا السياق، شدد شيخموس أحمد على أهمية التنسيق بشأن عودة اللاجئين من مخيم الهول إلى مناطق سُكناهم الأصلية دون شروط مسبقة، وضرورة دعمهم من قبل الحكومة السورية والمنظمات الإنسانية، لدمجهم في المجتمع وضمان استقرارهم دون أي مشاكل مستقبلية. وبخصوص التحديات الأمنية حذر “معهد دراسات الحرب والسلام” الأمريكي من أن خروج أفراد كانوا ضمن الوسط الاجتماعي لتنظيم داعش، من مخيم الهول سيشكل فرصة لداعش «لتجنيد مقاتلين جدد وإعادة جذب المؤيدين». وأكد معهد الدراسات الأمريكي على أن الحكومة الانتقالية السورية «تفتقر إلى القدرة على إعادة تأهيل ودمج العائلات السورية العائدة من مخيم الهول بشكل فعال، وبعضها مؤيد لداعش»، محذراً من أن أفراد عائلات مقاتلي التنظيم العائدين «يمكن أن يوفروا بيئة خصبة يُمكن لداعش أن يترسخ فيها، إذا اختار ذلك»، على الرغم من أن العديد منهم في الكثير من الحالات كانوا «ضحايا لعنف داعـ.ـش».

 

ووفقاً للمعهد الأمريكي فإن «المؤسسات السورية ليست فاعلة بكامل طاقتها بعد. ولا يزال بعض سكان الهول من مؤيدي داعش المتشددين، وسيواجه آخرون عزلة شديدة عن مجتمعاتهم عند عودتهم». واستناداً إلى الدراسات التي تناولت عمليات التجنيد التي كان تنظيم داعش يقوم بها، تتسبب مقاطعة المجتمع لعناصر سابقين في التنظيمات إلى عودتهم مجدداً إلى تنظيمهم السابق أو الانضمام إلى تنظيمات مشابهة جديدة، وعدم انفتاح المجتمع والسلطة على العائدين من مخيم الهول يعد تحدياً آخر يواجه معالجة هذا الملف، خاصة مع بروز تنظيم “سرايا أنصار السنة” المستنسخ عن داعش الذي يعمل على تجنيد المزيد من العناصر، والذي يتعين على سلطة دمشق مواجهته بشكل قوي للاستجابة للمطالب الدولية والمحلية.

 

ويؤكد مراقبون أنه يتعين على سلطة دمشق إبداء مرونة أكبر تجاه تحقيق الاستقرار في الساحل والوصول إلى اتفاق منصف مع الدروز، وبناء علاقات استراتيجية مع كل من الإدارة الذاتية وقسد حتى تكون قادرة على إعادة تأهيل مؤسسات الدولة السورية والاستجابة للتحديات الاجتماعية والأمنية والاقتصادية التي يفرضها عودة السوريين من مخيمات ومراكز الاحتجاز في إقليم شمال وشرق سوريا إلى مناطقهم الأصلية…

 

نورث بالس

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.