سلـ.ـطة الشـ.ـرع تواجه ضغوطاً متزايدة من الفصائل المتـ.ـشددة ومخـ.ـاطر من توسّع الفـ.ـوضى
كشف توماس باراك (المبعوث الأمريكي إلى سوريا) في لقاء مع موقع المونيتور الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تعتقد أن رئيس سلطة دمشق “أحمد الشرع” معرض لخطر الاغتيال من قبل المتشددين السُنة الساخطين على سياسته في تعزيز سلطته والانفتاح على الغرب. وأضاف المبعوث الأمريكي «نحن بحاجة إلى تنسيق نظام حماية حول الشرع» مضيفاً أن ذلك يتطلب «تعاوناً وثيقاً وتبادلاً للمعلومات الاستخباراتية بين حلفاء الولايات المتحدة بدلا من التدخل العسكري».
وتسببت سياسة الشرع في تعزيز سلطته والتخلص من منافسيه على السلطة بالتوازي مع محاولته الوصول إلى تفاهمات مع الإدارة الذاتية، بازدياد السخط بين الجماعات التي يبدو أنها أعلنت شكلياً الخضوع لسلطته، ففي الشمال السوري أكد نشطاء أن أكثر الأطراف التي تشن حملة إعلامية على سلطة دمشق هي الوسائل الاعلامية التابعة لفصائل “الجيش الوطني” التابعة لتركيا منذ فرض عقوبات أوروبية على قيادات هذه الفصائل وعدم تلقيهم الدعم اللازم من الشرع. ومن ناحية أخرى لا يزال تنظيم داعـ.ـش يشكل تهديداً مستمراً لسلطة دمشق، وسجلت خلال الأيام الماضية عدة هجمات على قوات سلطة دمشق في كل من درعا وديرالزور وحمص نفذتها جماعات سُنية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء، أن جماعة سُنية مسلحة (لم يحدد هويتها) نفذت هجوماً على حاجز في مدينة تلكلخ بريف حمص الغربي أسفر عن مقتل وإصابة 4 عناصر من جهاز الأمن العام، وفي تطور متصل، هاجم مسلحون حيّ “عين الخضرا”، أحد أكبر أحياء مدينة تلكلخ، وأضرموا النيران في عدد من المنازل. وفي سياق متصل، أكد قائد القيادة الأميركية المركزية الجنرال “مايكل كوريلا”، الثلاثاء، إن «داعش مازال يحتفظ بالقدرة على اعادة تشكيل قوته القتالية ويحاول استغلال الفوضى في سوريا ويمكنه السيطرة على سوريا خلال عامين اذا تم خفض الضغط عليه»، وأشار إلى أنهم يراقبون ويقيّمون أفعال الحكومة السورية ومن بينها إدماج المقاتلين الأجانب في الجيش السوري، ومسألة الحوار بين الإدارة الذاتية ودمشق.
وخلال زيارته لدمشق ولقاءه بالشرع، قال عزت الشابندر (مبعوث خاص لرئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني) أنه وجد الشرع «محظوظاً ومبتلى، محظوظ لأن العالم مُقبل على سوريا الجديدة التي تتطلع إلى المستقبل، ومبتلى لأن الساحة السورية تعج بفصائل مسلحة غير مسيطر عليها من قبل السلطة». ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن الشابندر معرفته بالشرع منذ كان الأخير في الثالثة عشرة من عمره: «كنا جيراناً ونسكن في حي واحد بدمشق».
ولمواجهة الضغوط المتزايدة على سلطة دمشق من قبل مختلف الجماعات المتشددة المنافسة بما فيها خطر تعرض رئيس السلطة لعمليات إغتيال، يؤكد معظم السياسيين والخبراء في الشأن السوري على أنه يتعين على سلطة دمشق عقد مصالحة وطنية مع الكرد خاصة والإدارة الذاتية عامة، بسبب تجاربهم في مواجهة الجماعات المتشددة وترسيخ الاستقرار في شمال وشرق سوريا، وفي هذا السياق أكد توماس باراك على أن «الطريقة الوحيدة لاستمرار سوريا في البقاء هو السماح لجميع المكونات بالعمل بثقافاتها وتقاليدها وعاداتها وإدارة شؤونها كسوريين». كما وتزايدت المطالبات للسلطة في دمشق بـ«إجراء حوار وطني عاجل»، يأخذ بعين الاعتبار أن الدولة «مكونة من مجتمع متنوع عرقياً وطائفياً»، ويؤكد المراقبون على أن إقرار السلطة بالتنوع والتعامل معها ليس بالأمر الصعب ولا المعقد كما أنه «لا يهدد بأي حال من الأحوال وحدة البلاد، انطلاقًا من العاصمة المركزية دمشق». من جانبه يرى الأمين العام لحزب التضامن العربي الديمقراطي “ماهر كرم” بدوره أن «التوافق داخلياً وخارجياً هو الطريق الوحيد نحو تجنّب الفوضى في سوريا». وأوضح كرم في تصريح لوكالة “إرم نيوز” أن «التوافق الداخلي يتطلب عدم الاستئثار بالسلطة، أو إقصاء أي مكوّن سياسي أو اجتماعي أو ديني» معتبراً أن لغياب هذا التوافق «تداعيات قد تكون كارثية». ولتحقيق هذا التوافق يقترح «عقد مؤتمر حوار وطني لا يستثني أحداً»..
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.