ديـ.ـانت التـ.ـركية تقيم احتفالات ديـ.ـنية في عفرين وسط استمرار الجـ.ـرائم ضـ.ـد الإنسـ.ـانية
عاش المجتمع الأهلي في عفرين وريفها خلال الأسابيع الماضية حالة من الذعر والخوف نتيجة لتصاعد الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها المستوطنون وعناصر الفصائل المدعومة من تركيا بحقهم، والتي تعمل تحت غطاء قوات الأمن العام التابعة لسلطة دمشق، حيث يؤكد نشطاء محليون وتقارير حقوقية غربية أن عملية اندماجهم مع سلطة دمشق شكلية ولا يزالون يتلقون أوامرهم من زعمائهم ويعملون وفقاً للسياسة التركية الخاصة بالشمال السوري. ووسط هذه الفوضى الأمنية يؤكد نشطاء من المجتمع المدني لشبكة (NPN) أن القوات التركية ومؤسساتها العاملة في الشمال السوري تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية الظلم والانتهاكات التي يتعرض لها الأبرياء في عفرين وريفها منذ عام 2018م. وهو ما تؤكد عليه تقارير حقوقية دولية التي تصف القوات التركية في المنطقة كقوة احتلال وتتحمل مسؤولية ضبط الأمن في المناطق التي تهيمن عليها في الشمال السوري. وتشير معظم المعطيات والمعلومات الواردة في التقارير التي تستند إلى شهادات الضحايا وكذلك تأكيدات شهود العيان على أن “وقف الديانة التركية” (ديانت) يلعب دور محوري في عمليات التغيير الديمغرافي من خلال تمويل بناء المستوطنات وتشييد مبانٕ مختلفة على أراضي المهجرين التي تم الاستيلاء عليها بأموال التبرعات والجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى تحريض العواطف الدينية لعناصر والفصائل والمستوطنين ضد الكرد ونهب ممتلكاتهم إلى درجة قتل أبنائهم بدم بارد، حيث يخضع مجتمع المستوطنات والفصائل لتوجيهات الخطباء المُعينين من قبل “ديانت” التركية، التي لم تصدر حتى الآن أي بيان تحرم نهب ممتلكات وسفك دماء الكرد المسلمين.
وشيع المئات من أهالي مدينة عفرين وناحية جنديرس الخميس، جثمان الشاب الكردي “مصطفى جميل شيخو” الذي قتل على يد أحد المستوطنين أثناء عمله في حراسة ألواح الطاقة الشمسية ومنعه للمستوطنين من سرقتها. وأكدت مصادر محلية على تواجد القاتل وعصابته في مشفى “ديرسم” وسط مدينة عفرين بعد تعرضه للإصابة أثناء هجومهم على الطفل لم يعرف مصدرها، حيث يخضع لحماية مشددة من قبل عناصر المرتزقة، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من مخطط لتهريبه خارج المدينة بهدف التملص من المحاسبة والعقاب. يأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال مصير الطفل الكردي الآخر “جميل كيلو” (16 عاماً) مجهولاً حتى الآن، بعد أن خرج بتاريخ 2025.05.31 من منزله في قرية قيله – ناحية جنديرس بريف عفرين وانقطعت اخباره منذ ذلك التاريخ، وفشلت معظم محاولات أهله للعثور عليه، يُذكر أن المنطقة تخضع لسيطرة فصائل “الجيش الوطني” الموالية لتركيا.
وفي خضم الانتهاكات شبه اليومية التي ترتكب بحق أهالي المنطقة، تستمر المؤسسات الدينية التركية في الهيمنة على رعاية الشؤون الدينية في عفرين وريفها ومعظم الريف الحلبي الخاضع لها عبر مؤسساتها الرسمية، وفي هذا السياق وبتاريخ 2025.05.29 أقام وقف الديانت التركي «حفل تخرّج تكريمي» لـ/427/ طالباً وطالبة من سلسلة روضات براعم الجنة، التابعة لشعبة أوقاف عفرين التي يشرف عليها “الوقف التركي” وذلك بحضور وفد من الوقف التركي الذي قدّم “هدايا تقديرية” للأطفال. كما وأقامت “جمعية التآخي” بالتعاون مع شعبة أوقاف عفرين، بتاريخ 2025.05.31، في “مدرّج كلية التربية في جامعة غازي عنتاب – فرع عفرين”، حفلاً تكريمياً لـ /28/ طالبة أتممن حفظ القرآن، و /100/ من طالبات البراعم ممن أنجزن حفظ أجزاء من القرآن. وبتاريخ 2025.06.05 أقامت شعبة أوقاف عفرين ومدرسة الصفا للأيتام حفلاً تكريمياً ومنحت هدايا وشهادات تقديرية لـ”12/ حافظاً للقرآن. كما وزار وفد من دار الإفتاء والأوقاف في ولاية هاتاي التركية، بتاريخ 2025.06.13 شعبة أوقاف عفرين، ومنح “شهادات شكر وتقدير” في “لقاء تكريميّ خُصّص للعاملين الإداريين في الشعبة، وعدد من الشخصيات الفاعلة التي ساهمت في دعم المشروع الديني في المنطقة، وذلك خلال الفترة الممتدة من عام 2018 حتى 2025″، ووفقاً لمنشور على صفحة شعبة أوقاف عفرين على “فيسبوك” تأتي المكافئة “تعبيراً عن الامتنان للجهود المخلصة والمستمرة في خدمة بيوت الله، ودعم المسيرة القرآنية والدعوية في مدينة عفرين ونواحيها”.
وتأتي هذه التجاوزات على السيادة السورية وسط صمت سلطة دمشق وعدم إلتزامها بتعهداتها في الاتفاقيات التي أبرمتها مع كل من قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية. ورداً على الجرائم المرتكبة بحق الأهالي أصدر المجلس المدني لأحياء الشيخ مقصود والأشرفية بياناً الخميس، أدان فيه بشدة جريمة قتل الطفل مصطفى جميل شيخو، وتصاعد حملات الاعتقال التعسفي، خصوصاً على طريق حلب دير حافر، واعتبر ذلك «خرقاً صـ.ـارخاً للاتفاقية الموقعة مع الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع»، والتي تنص على «حرية التنقل ومنع الملاحقات». وأكد البيان التزام المجلس ببنود الاتفاق، مطالباً الحكومة الانتقالية «بالوفاء بالتزاماتها، ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات، والإفراج الفوري عن المعتقلين»…
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.