تل عيندارة الأثـ.ـري يواجه التدمـ.ـير الممـ.ـنهج.. مرتـ.ـزقة الاحـ.ـتلال التركي يواصلون العبـ.ـث بتاريخ عفرين الحضاري
تتواصل أعمال التخريب الممنهج في موقع تل عيندارة الأثري غرب مدينة عفرين، مع ظهور صور حديثة توثق تدميراً واسعاً لواحد من أبرز المعالم التاريخية في شمال سوريا، على يد فصائل مسلحة موالية للاحتلال التركي، منذ سيطرتها على المنطقة في عام 2018.
الصور المتداولة تكشف حجم الأضرار التي لحقت بالموقع، نتيجة استخدام معدات ثقيلة مثل “التركس” و”الباكر” في عمليات حفر وتنقيب عشوائية بحثاً عن اللقى الأثرية، إلى جانب إقامة سواتر ترابية داخل حدود الموقع، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية الخاصة بحماية التراث الإنساني، وسط صمت دولي يثير القلق.
وبحسب مصادر محلية، أنشأت تلك الفصائل في عام 2021 معسكراً تدريبياً داخل الموقع الأثري ذاته، استخدمت فيه الذخيرة الحية خلال التدريبات، ما تسبب بأضرار بنيوية إضافية في محيط الآثار. ويصف الأهالي هذا التحول الخطير بأنه تعدٍّ مباشر على التراث الثقافي لعفرين، يعكس سياسة متعمدة لطمس معالمها التاريخية وإلغاء هويتها الحضارية.
يُعد تل عيندارة من أهم المواقع الأثرية شمال سوريا، وتعود أصوله إلى الألفية الثانية قبل الميلاد. وقد اشتهر بمعابده الحثية، وتماثيله الحجرية العملاقة، والزخارف المعمارية الفريدة، التي جعلت منه مركزاً حضارياً بارزاً في المنطقة. وعلى الرغم من تعرضه في السابق لعمليات نهب جزئية، فإن التخريب الممنهج الذي بدأ عقب احتلال المدينة شكّل تهديداً وجودياً لهذا الإرث التاريخي.
في ظل هذه الانتهاكات المتكررة، تتزايد النداءات الحقوقية والثقافية الموجهة إلى منظمة اليونسكو والهيئات الدولية المعنية بحماية التراث، للمطالبة بتحرك عاجل لوقف عمليات التدمير، ومحاسبة الجهة المحتلة وفصائلها على ما وصفته مصادر حقوقية بـ”جريمة ضد الثقافة والإنسانية”.
ويؤكد ناشطون أن ما يحدث في تل عيندارة هو جزء من سياسة ممنهجة تستهدف عشرات المواقع الأثرية والدينية في عفرين، ضمن خطة لإعادة تشكيل هوية المنطقة بما يخدم أجندات الاحتلال التركي ومصالح حلفائه على الأرض.
وسط غياب أي تدخل دولي فعّال، يبقى تل عيندارة شاهداً على تدمير متعمد لذاكرة سوريا التاريخية، ما يحتم تحركاً دولياً عاجلاً لحماية ما تبقى من إرث حضاري تتعرض ملامحه للتشويه والضياع أمام أعين العالم.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.