شدت 48 عائلة نازحة رحالها من مخيم “العريشة” بريف الحسكة الجنوبي، الخميس، متجهةً إلى مناطقها الأصلية في دير الزور وريفها، وذلك بإشراف إدارة المخيم وبالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ليرتفع عدد الدفعات التي خرجت من المخيم إلى 13 دفعة حتى الآن. وقالت سلوى ججو (الرئيسة المشاركة للمخيم) في لقاء اعلامي، إن «الدفعة الجديدة ضمّت 280 شخصاً من أبناء دير الزور وريفها»، مشيرةً إلى أن العملية تمت بمتابعة مباشرة من المفوضية. يأتي ذلك ضمن برنامج لدعم النازحين الراغبين بالعودة الطوعية إلى مناطقهم الأصلية.
ووفقاً للبيانات التي قدمتها هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في إقليم شمال وشرق سوريا خلال النصف الأول من العام 2025، فقد تم تسيير 9 رحلات من مخيم الهول إلى العراق ورحلة إلى مقاطعة دير الزور، بالإضافة إلى رحلة إلى مدينة حلب من ذوي الحالات الإنسانية والمصابين بأمراض مزمنة. كما وأخرجت هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين، بالتنسيق مع إدارة مخيم العريشة، 9 رحلات من مخيم العريشة في مقاطعة الجزيرة، و500 عائلة من مخيم أبو خشب في مقاطعة دير الزور، وأكثر من 200 عائلة من مخيم المحمودلي، والطويحينة في مقاطعة الطبقة، إلى مناطقهم الأصلية، بالإضافة إلى مئات العائلات في معظم المخيمات. وقال فاروق الماشي (الرئيس المشترك لهيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين) في تصريح اعلامي، أن هيئة الشؤون قدمت كافة التسهيلات للنازحين في المخيمات ودعمهم، بالإضافة إلى تسيير رحلات للنازحين الراغبين بالعودة الطوعية إلى مناطقهم الأصلية.
ومنذ سقوط النظام البعثي، غادر أكثر من 12 ألف نازح إلى مناطقهم الأصلية، بعد نزوح دام سنوات، حيث ازدادت وتيرة المغادرة مع إعلان الإدارة الذاتية بتاريخ 23 كانون الثاني الفائت عن فتح باب العودة الطوعية. ولا تزال العديد من المخيمات تأوي مئات العائلات النازحة، وسط معوّقات تعرقل عودتهم أبرزها عدم إبداء سلطة دمشق أي تعاون جدّي في ملف عودة النازحين، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية والسياسية وتدهور الأوضاع الأمنية في مناطق سيطرة سلطة دمشق. وفي هذا السياق وجّه آدم عبد المولى (منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا) الخميس، نداء عاجلاً إلى المجتمع الدولي لزيادة الاستثمار في سوريا بهدف تلبية الاحتياجات الهائلة للأطفال والأسر، منبها إلى أن أكثر من 16 مليون شخص يواجهون أوضاعا إنسانية كارثية بسبب تدهور الخدمات ونقص التمويل. وأكد تقرير للأمم المتحدة على أن سوريا لا تزال واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم حيث يحتاج أكثر من 16 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية. ودُمرت البنية التحتية الأساسية للبلاد، مما أدى إلى تعطيل تقديم الخدمات الأساسية. محذرة من أن انخفاض نسبة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.