NORTH PULSE NETWORK NPN

الجنوب السوري يُبـ.ـتلع بصمت.. إسـ.ـر|ئـ.ـيل ترسـ.ـخ وجودها العـ.ـسكري تحـ.ـسباً لحـ.ـروب مستقبلية

تستمر القوات الإسرائيلية في ترسيخ وجودها العسكري في الجنوب السوري، على الرغم من المواقف المرنة لسلطة دمشق لتطبيع العلاقات معها. وقالت مصادر محلية في درعا إن القوات الإسرائيلية بنت حتى الآن نحو 13 قاعدة عسكرية منذ كانون الأول 2024 وأقدمت على هدم منازل وجرف أراضي في محيطها، وهو ما فسره مراقبون بتأسيس بنية تحتية عسكرية مستدامة في الجنوب السوري، ويحمل رسالة واضحة بأن “تل أبيب” لا تنوي التخلي عن الأراضي التي سيطرت عليها بعد سقوط نظام. وأفادت وكالة “إرم نيوز” أن الجيش الإسرائيلي بدأ بناء قاعدة عسكرية في “تل أحمر الشرقي” بالقرب من بلدة “كودنا” في ريف القنيطرة، وهي قاعدة جديدة تضاف إلى قاعدة سبق بناؤها في تل أحمر الغربي في شهر كانون الأول، بعد انسحاب الشرطة العسكرية الروسية منها.

وتشير معظم المعطيات إلى إن «الجنوب السوري يُبـ.ـتلع بصـ.ـمت» بعد أن باتت القوات الإسرائيلية تسيطر على 95% من محافظة القنيطرة، إثر فرض سيطرتها على جبل الشيخ وهضبة الجولان. وتشير معظم التحليلات العسكرية إلى الهدف من التغلغل الإسرائيلي عسكري أكثر من كونه عملية احتلال تقليدية، خاصة في ظل الحروب التي تشنها على أكثر من جبهة في المنطقة ما يدل على أن هناك تحضيرات لحرب أخرى في المستقبل، أو الاستعداد لاحتمال سقوط النظام الجديد في دمشق على غرار نظام مرسي في مصر بعد سقوط نظام مبارك.

وفي خضم هذه التطورات تحاول سلطة دمشق بناء الثقة مع إسرائيل من خلال الانفتاح على حلفائها الغربيين وخاصة الولايات المتحدة. وفي هذا السياق قالت وزارة الخارجية الأميركية، مساء الخميس، إن الوزير “ماركو روبيو” أكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره السوري “أسعد الشيباني”، لمناقشة رفع العقوبات على سوريا ومهام مكافحة الإرهاب ومواجهة النفوذ الإيراني والعلاقة مع اسرائيل وتفكيك برنامج الأسلحة الكيمائية. وأعرب روبيو عن أمله في أن تمهّد هذه الخطوات “لبداية فصل جديد للعلاقات الأميركية السورية، وللشعب السوري” مؤكداً أنه سينظر في اتخاذ مزيد من الإجراءات لمراجعة “قوائم الإرهاب الأميركية والأممية” المتعلقة بسوريا.

وفي مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” أكد توماس باراك (المبعوث الأميركي إلى سوريا) الجمعة، على أن دمشق وتل أبيب تجريان محادثات جادة برعاية أميركية لاستعادة الهدوء على الحدود، مؤكداً على رغبة إدارة ترامب في انضمام سوريا إلى “الاتفاقيات الإبراهيمية”، إلا أنه أشار إلى أن هذا الأمر “قد يستغرق وقتاً”. ونصح “باراك” رئيس سلطة دمشق “أحمد الشرع” بالعمل بتأني لأن “السوريين لا يمكن أن يروا رئيسهم مجبراً على الانضمام لتلك الاتفاقيات” بحسب وصفه، منوهاً إلى أن التقدم في مساري “الديمقراطية” و”الحكم الشامل” في سوريا لن يتحقق بسرعة، وهما ليسا جزءاً من المعايير الأمريكية. من جانبها قالت باربرا ليف (مساعدة وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى) في مقابلة مع قناة “الشرق” الجمعة إن «خفض التصعيد لا يعني التطبيع لكنه قد يمهد لاتفاق يوقف الأنشطة العدائية ويعزز شعور إسرائيل بالأمان تجاه الحكومة السورية الجديدة».

وذكرت مصادر محلية الجمعة، أن قوة إسرائيلية مؤلفة من ثلاث عربات عسكرية دخلت إلى موقع عسكري سابق يتبع “اللواء 112” على أطراف قرية “عين ذكر” في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، كما توغلت قوة ثانية ضمت 6 عربات عسكرية في قرية “صيصون” ضمن المنطقة ذاتها، وفي ريف القنيطرة، نصبت دورية إسرائيلية مؤلفة من أربع عربات عسكرية ونحو 10 جنود حاجزاً مؤقتاً على الطريق الواصل بين قريتي “المشيرفة” و”أم باطنة” وسط المحافظة وبدأت بتفتيش المارة. دون أن تحرك قوات سلطة دمشق القريبة ساكناً لفرض سيادتها على المنطقة، بينما يتجاهل أعلامها الرسمي والموالي لها حقيقة ما يجري في الجنوب السوري.

تتفق معظم التحليلات السياسية المعنية بالعلاقات السورية الإسرائيلية على أن إسرائيل تطبق عملياً “مبدأ الأرض مقابل السلام”، حيث إن احتفاظها بالأراضي التي سيطرت عليها وفرض قيود كبيرة على المؤسسة العسكرية السورية تبدو شرطاً استراتيجياً لإسرائيل من أجل تطبيع العلاقات مع سلطة دمشق وعدم التدخل لإسقاطها على غرار النظام البعثي. وتستدل معظم الآراء بعدم اتخاذ دمشق موقف جدي حتى الآن لمواجهة عملية ابتلاع الجنوب السوري، والتركيز أكثر على كسر إرادة العلويين وتحجيم مكانة المسحيين في سوريا والسعي لزعزعة استقرار شمال وشرق سوريا وغض النظر عن الاحتلال التركي لمناطق من الشمال السوري، في سبيل الاستفراد بالسلطة..

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.