مقـ.ـتل مدني واعتـ.ـقالات عشوائية في ريف جبلة خلال حملة أمـ.ـنية بذريعة ملاحـ.ـقة “مطلوب”
شهد ريف مدينة جبلة في محافظة اللاذقية، أمس الأحد، تصعيدا أمنيا خطيرا، عقب تنفيذ قوة تابعة لجهاز الأمن العام لدى حكومة دمشق حملة أمنية مفاجئة في بلدتي زاما وبيت الفي، بحجة ملاحقة شخص “مطلوب”، ما أسفر عن مقتل مدني واعتقالات عشوائية طالت أقاربه، وسط انتهاكات طائفية موثقة.
وبحسب مصادر ميدانية، اقتحمت القوة الأمنية البلدتين مستخدمةً أكثر من 20 آلية عسكرية تقل عناصر مسلحة، وفرضت طوقًا أمنيا مشددا على مداخل ومحيط المنطقة، في إطار مداهمة استهدفت منزل شخص يُعتقد أنه مطلوب للأجهزة الأمنية. إلا أن العملية لم تُسفر عن اعتقال الهدف المُعلن، ما أدى إلى تصاعد التوتر بشكل غير مسبوق.
خلال التمشيط الأمني، أطلق عناصر من القوة النار بشكل مباشر على مدني من أبناء المنطقة ينتمي للطائفة العلوية، أثناء عمله في قطاف أوراق التبغ في أرضه الزراعية. وأفاد شهود عيان أن الرجل تُرك ينزف في أرضه دون تقديم أي مساعدة طبية، ما أدى إلى وفاته متأثرًا بجراحه بعد فترة وجيزة.
وعقب الفشل في القبض على الشخص المطلوب، عمدت القوات إلى اعتقال أربعة من أقارب القتيل، من بينهم والده، وسط حالة من الذعر والهلع بين السكان. كما أفادت شهادات محلية بتعرض منازل المدنيين لإطلاق نار عشوائي، إلى جانب توجيه شتائم وعبارات طائفية مهينة لكبار السن والنساء، ما عمّق حالة الاستياء والغضب الشعبي في المنطقة ذات الغالبية العلوية.
وفي سياق متصل، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عدد ضحايا السلوكيات الأمنية وعمليات التصفية في مناطق سيطرة حكومة دمشق منذ بداية عام 2025، ارتفع إلى 823 شخصًا، من بينهم 780 رجلاً، و28 سيدة، و15 طفلًا، في مؤشر على تصاعد وتيرة الانتهاكات والانفلات الأمني رغم الادعاءات الرسمية بالسيطرة والاستقرار.
الحادثة أثارت موجة استنكار واسعة في أوساط أهالي المنطقة، الذين عبّروا عن مخاوفهم من تحوّل هذه العمليات إلى أداة للعقاب الجماعي، خصوصًا بعد استخدام خطاب طائفي وممارسات مهينة بحق السكان المحليين.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.