توركـ.ـسات توّسع خـ.ـدمات الانترنت في سوريا وسط مخـ.ـاوف من زيادة نطاق رصـ.ـدها الإكتـ.ـروني
أعلنت شركة “توركسات” التركية، أنها بدأت بتوفير خدمات الإنترنت «عالية السعة» في سوريا «عبر ربط المناطق التي تفتقر للبنية التحتية الرقمية، بمحطات استقبال فضائية تتيح تغطية سريعة ومستقرة». وقالت الشركة التركية في تصريح لوكالة “الأناضول”، إنها جهزت مواقع حيوية في الداخل السوري، بمحطات فضائية «تضمن توفير الاتصال دون انقطاع»، إضافة إلى دعم البث التلفزيوني والإذاعي، ومنصات الحكومة الإلكترونية، الأمر الذي فسره مهندسو اتصالات سوريون، بأنه بعزز الهيمنة التركية على الفضاء الإلكتروني فوق سوريا وفي مختلف القطاعات العامة والخاصة. وأكدت “تركسات” للأناضول أنها تخطط لتركيب مزيد من محطات الأقمار الصناعية في سوريا، بهدف «توسيع نطاق التغطية وتعزيز الاتصال»، لاسيما المناطق التي تواجه تحديات تقنية وبنيوية.
وأثار هذا الإعلان مخاوف شريحة واسعة من السوريين مجدداً، وخاصة العاملين في المجال الحقوقي والسياسيين والاعلاميين وأصحاب الأنشطة المالية، وسط مخاوف من تعرضهم للاستهداف او اختراق حساباتهم وسرقة بياناتهم أو تعرضهم للمراقبة على غرار ما يحدث في الداخل التركي. يُذكر أنه بتاريخ 2025.03.29 كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الانقطاع الكبير لشبكة الإنترنت الذي شهدته سوريا في ذلك التاريخ، جاء نتيجة عمليات تقنية ممنهجة نفّذتها السلطات التركية عبر تركيب أجهزة تنصت على أبراج الاتصالات السورية والبُنية التحتية للشبكات السورية. وأكد المرصد السوري أن الهدف من هذه الخطوة هو مراقبة كافة أشكال الاتصالات والبيانات المتبادلة داخل المناطق السورية، وأشار حينها إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تُسجَّل فيها محاولات لاختراق الخوادم السورية، لكنّ التدخل التركي المباشر هذه المرة يُعتَبر تصعيداً خطيراً في انتهاك السيادة الرقمية للبلاد.
وفي هذا السياق، نفى عبد السلام هيكل (وزير الاتصالات لدى سلطة دمشق) الجمعة، الأنباء حول إطلاق شركات إقليمية، لخدمات الإنترنت الفضائي في سوريا دون أن يسميها. وقال هيكل، إن وزارته تعمل على تنظيم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية داخل سوريا، بما في ذلك خدمة “ستارلينك” دون ذكر ما أعلنته “تركسات”، مشيراً إلى أهمية هذه الخدمات لبعض المؤسسات والمستخدمين الأفراد، لكنها لم تُفعّل رسمياً حتى الآن. إلا أنه لم يرد على التساؤلات المتعلقة بإعلان “تركسات”.
وبين تأكيد تركسات ونفي سلطة دمشق، يقدم عدد من الخبراء في مجال الانترنت والاتصالات خيارات محددة أكثر موثوقية تتمثل:
1. استخدام التطبيقات المشفرة مثل “سيغنال” (Signal) أو ”واتساب” (WhatsApp) مع تفعيل خاصية التشفير من طرف لطرف (End-to-End Encryption) لتأمين المحادثات.
2. لإخفاء العنوان IP ومنع تتبع النشاط الرقمي يُنصح بتفعيل خدمة VPN عند تصفح الإنترنت .
3. تجنّب المكالمات الهاتفية والرسائل النصية العادية لضعف حمايتها وسهولة اعتراضها.
4. تحديث التطبيقات بشكل دوري والتحقق من إعدادات الخصوصية في جميع التطبيقات المستخدمة.
ومع تزايد الاهتمام العالمي بتطوير التقنيات الرقمية وخاصة أنظمة الذكاء الاصطناعي والانترنت، دعا فولكر تورك (المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان) إلى وضع حقوق الإنسان في صميم تطور التقنيات الرقمية، مؤكداً على أن هذه التقنيات تمتلك القدرة على دفع التقدم وتعزيز الحقوق، بما في ذلك ربط الناس، وتحسين الوصول إلى الصحة والتعليم، وغير ذلك الكثير. وحذر تورك في كلمته بمناسبة “الذكرى العشرين للقمة العالمية لمجتمع المعلومات في جنيف” من استخدام هذه التقنيات في فرض المزيد من القيود على حرية التعبير وانتهاكات الخصوصية بالإضافة إلى التمييز والتهديدات المتزايدة للشعور المشترك بالحقيقة والواقع، مؤكداً على “الالتزامات القانونية للدول وواجبات الشركات باحترام حقوق الإنسان تقدم إرشادات لمكافحة المعلومات المضللة وحماية بياناتنا من الاستخدام غير المشروع”..
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.